الوطن، وما الوطن إلا نحن!، الوطن هو العطاء الذي لا ينضب، وهو الحبّ الذي نحمله في أرواحنا مذ أتينا إلى هذه الحياة، فهو أول ما شهدته عيوننا، وعلى أرضه تحركت أولى خطواتنا، وهو الأمان والسكينة التي تنشدها أرواحنا، وهو الهويّة التي يرتبط الإنسان بها ودونها يتيه هائمًا في الطرقات، فالوطن هو الملاذ والمأوى، والدفء والسكن، وعائلتنا الكبيرة التي نحتمي بها.
وحبّ الوطن لا يكون بجميل العبارات ومعسول الكلام فقط إنّما بالفعل المخلص والعطاء الوفير، وبذل الكثير في سبيل نهضته وتطوره، فمن واجب أفراد المجتمع التعاون فيما بينهم لتحقيق ذلك؛ من خلال المساهمة في كلّ ما يخدمه مثل المشاركة في الأعمال التطوعيّة، ونشر الوعي بين أفراده بأهميّة طلب العلم والاجتهاد فيه من أجل الارتقاء بهذه العقول التي ستشارك في إعداد المشاريع والأفكار المساهمة في نهضته ورفعته، فما نقدمه اليوم لأوطاننا نجده بما يمنحنا إيّاه من منعة ورفعة يمدّنا بهما بين الأمم، لذا فواجب علينا أن نفخر به وبإنجازاتنا المبذولة في سبيله، وألّا ندّخر أي جهد في سبيل نهضته ونمائه، كما أنّ علينا المحافظة على ثرواته وممتلكاته التي وُضعت لأجلنا، وأن نذود عن ثراه بأرواحنا.نستذكر أبياتاً وصف بها الشاعر توفيق زياد وطنه وبهائه حين قال:
قصيدة عن الوطن
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين، والزيتون،
في طور سنين
حاضراً في البرق، والرعد،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح