يقصد بتلوث الماء وجود تغيير في مكونات المجرى أو تغيير حالته بطريقمباشر أو غير مباشر بسبب نشاط الإنسان بحيث تصبح المياه أقل صلاحية للاستعمالاتالطبيعية المخصصة لها سواء للشرب او للزراعة أو للأغراض الأخرى. و هذا يظهر عن طريقتحديد نوعية المياه و لتحديد نوعية المياه لابد من إجراء اختبارات كيمائية وفيزيائية أو حيوية بهدف تحديد صلاحية المياه.
يؤدي قيام الإنسان بنشاطاتهالصناعية والزراعية والتنموية والمبالغة في كثير من هذه النواحي أدى بطبيعة الحالإلى تلوث المياه . وكنتيجة لازدياد هذه الأنشطة، فقدت هذه المياه مقدرتها علىالتخلص من الملوثات، وبدأت أعراض تلك الملوثات في طرق ناقوس الخطر، حيث تدهور محصولالبحار والمحيطات والأنهار، وماتت الكائنات الحية، وانقرض بعضها، وأصبحت المياه فيالعديد من المناطق والأماكن، غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
يعتبر تلوث الماء منأوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث .
ولعل السر في ذلك يعود إلى سببين :
الأول : أهمية الماء وضرورتيه ، فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية والصناعية ، ولا يمكنلأي كائن حي –مهما كان شكله أو نوعه أو حجمه – أن يعيش بدونه ، فالكائنات الحيةتحتاج إليه لكي تعيش ، والنباتات هي الأخرى تحتاج إليه لكي تنمو ، ( وقد أثبت علمالخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية ، وهو وحدة البناء في كلكائن حي نباتً كان أم حيواناً ، وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوثجميع التفاعلات والتحولات التي تتم داخل أجسام الأحياء فهو إما وسط أو عامل مساعدأو داخل في التفاعل أو ناتج عنه ، وأثبت علم وظائف الأعضاء أن الماء ضروري لقيام كلعضو بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماته .
إن ذلككله يتساوى مع الاية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل وعلا في جعلالماء ضرورياً لكل كائن حي ، قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الأنبياء /30 .
الثاني : أن الماء يشغل أكبر حيز في الغلاف الحيوي ، وهوأكثر مادة منفردة موجودة به ، إذ تبلغ مساحة المسطح المائي حوالي 70.8% من مساحةالكرة الارضية ، مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) علىالأرض بدلا من الكرة الأرضية . كما أن الماء يكون حوالي 60-70% من أجسامالأحياء الراقية بما فيها الانسان ، كما يكون حوالي 90% من أجسام الاحياء الدنيا ) وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو أخطار جسيمة بالكائنات الحية، ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواصالمكون الرئيسي له وهو الماء .
اسباب تلوث الماء
-المبيدات الحشرية :
والتي من أشهرها مادة د .د.ت ،وبالرغم من أن هذه المبيدات تفيد في مكافحة الحشرات الضارة ، إلا أنها ذات تأثيرقاتل على البكتريا الموجودة في التربة ، والتي تقوم بتحليل المواد العضوية إلىمركبات كيميائية بسيطة يمتصها النبات ، وبالتالي تقل خصوبة التربة على مر الزمن معاستمرار استخدام هذه المبيدات ، وهذه طامة كبرى ، وخاصة إذا أضفنا إلى ذلك المناعةالتي تكتسبها الحشرات نتيجة لاستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي إلى تواجد حشرات قويةلا تبقى ولا تذر أي نبات أخضر إذا هاجمته أو داهمته .
إن مادة الـ د .د.تتتسرب إلى جسم الإنسان خلال الغذاء الذي يأتيه من النباتات والخضروات ويتركز هذاالمبيد في الطبقات الدهنية بجسم الإنسان الذي إذا حاول أن يتخلص منها أدت إلىالتسمم بهذا المبيد ، وتتركز خطورة مادة الـ د .د.ت في بقائها بالتربة الزراعيةلفترة طويلة من الزمن دون أن تتحلل ، ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في الآونةالأخيرة بضرورة عدم استعمال هذه المادة كمبيد .
إنه لمن المؤسف أنالاتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ إلى استخدام المواد الكيميائية ، ويزيدالطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات والنباتات والمحاصيل الزراعية . إن ذلكلا يؤدي إلى تساقط الأوراق والأزهار والأعشاب فحسب ، بل يؤدي إلى تلوث الحبوبوالثمار والخضروات والتربة.
-6 التلوث الناتج عن تسرب البترول إلى البحار المحيطات:
وهو إما نتيجة لحوادثغرق الناقلات التي تتكرر سنوياً ، وإما نتيجة لقيام هذه الناقلات بعمليات التنظيفوغسل خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في عرض البحر .
ومن أسباب تلوثمياه البحار أيضاً بزيت البترول تدفقه أثناء عمليات البحث والتنقيب عنه ، كما حدثفي شواطئ كاليفورنيااا بالولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الستينيات ، وتكوننتيجة لذلك بقعة زيت كبيرة الحجم قدر طولها بثمانمائة ميل على مياه المحيط الهادي ،وأدى ذلك إلى موت أعداد لا تحصى من طيور البحر ومن الدرافيل والأسماك والكائناتالبحرية نتيجة للتلوث .
تدخلات الانسان لخدمته:
و هذه الإجراءات تهدفإلى الإبقاء على المياه في حالة كيميائية لا تسبب الضرر للإنسان والحيوان والنبات. و من هذه الإجراءات:
• بناء المنشآت اللازمة لمعالجة المياه الصناعية الملوثة،ومياه المخلفات البشرية السائلة، والمياه المستخدمة في المدابغ والمسالخ وغيرها،قبل تصريفها نحو المسطحات المائية النظيفة.
• مراقبة المسطحات المائية المغلقة،مثل البحيرات وغيرها، لمنع وصول أي رواسب ضارة أو مواد سامة إليها.
• إحاطةالمناطق التي تُستخرج منها المياه الجوفية المستخدمة لإمداد التجمعات السكانيةبحزام يتناسب مع ضخامة الاستهلاك، على أن تُمنع في حدود هذا الحرم الزراعة أوالبناء أو شق الطرق، وزرع هذه المناطق بالأشجار المناسبة.
• تطوير التشريعاتواللوائح الناظمة لاستغلال المياه، ووضع المواصفات الخاصة بالمحافظة على المياه،وإحكام الرقابة على تطبيق هذه اللوائح بدقة وحزم.
• الاهتمام الخاص بالأحوالالبيئية في مياه الأنهار وشبكات الري والصرف والبحيرات والمياه الساحلية، ورصدتلوثها، ووضع الإجراءات اللازمة لحمايتها من التلوث الكيميائي.
• تدعيم وتوسيععمل مخابر التحليل الكيميائي والحيوي الخاصة بمراقبة تلوث المياه، وإجراء تحاليلدورية للمياه للوقوف على نوعيتها.
• نشر الوعي البيئي بين الناس و تعويد الصغارقبل الكبار على المحافظة على المياه من التلوث
مما تقدم يجب علينا العمل علىعدم تلويث البيئة بهذا العنصر الخطير وخاصة فى مرفق مياة الشرب والتوقف نهائيا عنصهر الرصاص، هذة الظاهرة التى انتشرت فى بلادنا العربية وذلك لاجل ان نحمى انفسناواجيالنا وبيئتنا.
الخاتمه:-
في الوقت الذي فقدفيه المجاعات والأوبئة كثيراً من قسوتها وضراوتها في إرعاب البشرية نجد أن تلوثالبيئة قد حل محل هذه الأوبئة ، وخطورة التلوث هو أنه من صنع الإنسان وأن آثارهالسيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته ، بحيث تؤدي في النهاية إلى قتل النفس التيحرم الله قتلها إلا بالحق ، وإلى تغيير شكل الحياة على الأرض ، ومن الواجب عليناكمسلمين أن نحول منع ذلك بشتى الطرق الممكنة عملاً بقوله تعالى : ( من قتل نفسابغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناسجميعاً ) المائدة 22