هل خطر على بالك أن تتعلم من حشرة صغيرة؟ إن لم يخطر الأمر على بالك فقد تعيد النظر إذا اقتربت أكثر، خاصة وأن ضآلة هذه الحشرة لن تجعلها تلفت نظرك كثيرًا، ولن تمكّنك من ملاحظة عجائب ومواقف هذا العالم الغريب، ولكن فى هذه السطور الموجزة سنصحبك فى رحلة سريعة إلى عالم النمل ودهشته العجيبة والتى لا حدود لها.
التكوين الجسدى للنملة
الأمور المدهشة فى مجتم ع النمل عديدة ومتنوعة، فالنملة لديها جهاز هضمى يتكون من فم ومرّىء ومعدة وأمعاء، كما أن لها قوة مص وضخ، تمصّ الغذاء وتضخه،وتملك النملة كذلك مخًّا صغيرًا، ولديها أعصاب وخلايا عصبية، والأكثر غرابة أن لهذا المخ ذاكرة تخزن المعلومات والخرائط، وتهتدى بها إلى المواقع الموجود بها الغذاء، كما تهتدى إلى العش الذى تعود إليه بسهولة ودون عناء.
لغة النمل
الثابت من الأبحاث والدراسات العلمية أن للنمل لغة يتفاهم بها عن طريق الرائحة والضوء، وعن طريق الصوت، واللغة عند النمل لها وظيفتان: التواصل، والإنذار المبكر، وعند الإمساك بنملة وسحقها فإنها تنشر رائحة تدعو باقى النمل البعيد إلى البعد أكثر عن الموقع الذى وقعت فيه الحادثة، أو الاقتراب لمساعدة النملة المُعتدَى عليها، وخاصة إذا كان المُعتدِى ضعيفًا ومن الممكن إيقافه عند حدِّه.
تخاطب النمل
كذلك أجرى بعض العلماء تجربة، جاءوا فيها بمجموعتين من النمل، وتم وضع حواجز وعقبات بينهما، وتم وضع كميةً من السكر فى مكان، وأخذت المجموعة الموجودة بعد الحاجز بالاهتداء إلى مكان السكر واختراق العقبات التى تحول لينها وبين غنيمتها وطعامها المنتظر.
النمل يتواصل بالروائح وبالأضواء
وجد العلماء عند البحث عن النمل، أنه يتواصل مع بعضها عن طريق الروائح تارة، وتارةً أخرى عن طريق الأصوات، وتارة عن طريق الأضواء، كما أن للنمل مخًّا وجهازًا تناسليًّا وجهاز تنفس وجهازًا هضميًّا، كما كشف العلماء عن أن النملة تمتلك أدق نظم للتعامل الاجتماعى، فمجتمع النمل أمة لها ملكة ولها تنظيم وعاملات لجنى المحاصيل، والنمل لا يستهلك كل قوته لو كان فى الشتاءٍ، بل لا يستهلك إلا نصف ما ادّخره فقط، والنصف الآخر يبقيه غذاء احتياطيًّا للعام التالى.