الجان حفروا المناجم والسعودية كانت في
القطب الشمالي المتجمد !!
"السعودية كانت تقع بالقرب من القطب الشمالي"، جدل كبير أثاره
الدكتور عبد العزيز بن لعبون، أستاذ الجيولوجيا بجامعة الملك سعود،
في أوساط المجتمع السعودي، بقوله إن ثمة شواهد تدل على أن
الجزيرة العربية كانت بالقرب من القطب الشمالي، وتحركت إلى
موقعها الحالي منذ أكثر من 1000 مليون سنة!
وقال لعبون، في مقال نشره بصحيفة "الوطن" السعودية، إنه
اكتشف وجود صخور جليدية في مدين شمال غربي المملكة، على
الرغم من أن المنطقة تمت دراستها من عدة جهات في السابق، من
بينها شركة أرامكو والبعثة الجيولوجية الأميركية، ولم يأتِ أحد على
ذكر الصخور الجليدية فيها.
وأقر بأن بعض الجيولوجيين سخِروا منه عندما أخبرهم بوجود دلائل
ومؤشرات لوجود صخور جليدية في منطقة مدين، وطلبوا منه
السكوت وعدم ذكر ذلك.
وأثار الكاتب استغراب القراء الذين تعجبوا من الفكرة واعتبروا كلامه
أقرب إلى الخيال وبعيداً عن الواقع.
حقيقة علمية
غير أن الأستاذ المشارك في قسم علوم الأرض بجامعة الملك فهد
للبترول والمعادن، ورئيس قسم علوم الأرض سابقاً، الدكتور مصطفى
حريري، أكد صحة المعلومات التي ذكرها الدكتور لعبون.
فقد اعتبر الدكتور حريري، في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن
"ما ذكره الدكتور بن لعبون حول مكان الجزيرة العربية القديم صحيح
جزئياً، رغم أن عدداً كبيراً ممن قرأ المقال استهجن الأمر والبعض
الآخر استهزأ".
وأشار إلى أنه "علمياً وفي أبحاث الجيولوجيا، فإن تحرّك الصفائح أمر
صحيح وثابت، ومن ضمنها الصفيحة العربية (الجزيرة العربية كاملة).
وفي فترة من الفترات، كانت قريبة من القطب الجنوبي وليس القطب
الشمالي، وهناك ترسبات جليدية ودلائل تشير إلى ذلك، ثم تحركت
الصفيحة إلى الموقع الحالي".
وأردف قائلاً: "الكلام الذي ذكره علمي وصحيح، ولا يزال تحرك
الصفائح موجوداً حتى الآن، فكل الزلازل تحدث هي نتيجة تحركها،
فاليابان مثلاً تقع على طرف صفيحة".
فالصفيحة العربية كانت قريبة من القطب ومع الوقت تحركت للموقع
الحالي، وحالياً تتحرك باتجاه إيران في الشرق، ما يوسع البحر الأحمر.
وأكد الدكتور حريري أن "كلام الدكتور بن لعبون علمي وصحيح، لكن
خطأه أنه لم يدعم مقالته بالصور والخرائط، لتوضيح الأمر للقارئ
البسيط".
وأوضح أن "الصفيحة العربية حدودها من البحر الأحمر غرباً حتى جبال
زاقروس شرقاً، وفي الشمال الشرقي حدودها صدع البحر الميت
وخليج العقبة".
الجانّ
وحول ما أثاره الكاتب بن لعبون عن استعانة النبي سليمان عليه
السلام بالجن للعثور على المناجم، خاصة في جنوب المملكة، قال
الدكتور حريري: "الفتحات والتهوية في هذه المناجم لم يتمكن أحد
من تفسير كيف صنعت".
وأضاف: "لقد قال البعض إن بعضها فتحات صغيرة لا تسمح بدخول
الإنسان، وذهبت بعض الآراء إلى أنهم استخدموا الجن في صنعها،
ومنهم من قال إنهم كانوا ينزلون فيها عبيداً أحجامهم صغيرة".
القرآن والسنة
في المقابل، خالف إمام وخطيب جامع النفيسة بالرياض، الدكتور
سعود حنان، رأي بن لعبون.
وقال "حنان" لـ"هافينغتون بوست عربي": "بحثت في كتب التفسير
وقصص القرآن، ولم أَجد دليلاً، لا من القرآن ولا من السنة، يدل على
ما ذكره، وكل ما وجدته يتعلق بالنحاس والمعادن التي سخرها الله
لسليمان عليه السلام".
ولفت إلى أن الدكتور لعبون نفسه لم يجزم بذلك، ففي مقاله يقول:
"إن نبي الله سليمان قد يكون سخر الجن للعثور على تلك المناجم".
وتابع قائلاً: "وهذا استنباط لا دليل عليه، فلا نستطيع الحكم بصحته إلا
بدليل. وبعد بحثي في جميع المراجع المتعلقة بذلك، لم أجد من
يتطرق إلى ذلك، إلا كما ذكرت أن الله سخر له عيناً من النحاس مذابة،
أما الطريقة فلم يرد نص واضح صريح يُبين ذلك".
المصدر: هافينغتون بوست