وجهت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف نداء للميسورين ورجال المال والأعمال للانخراط في صندوق الزكاة،
بغرض توجيه جزء من مداخيله للولايات الجنوبية التي تعاني من الحرمان، مما سيساعد على امتصاص الفقر والبطالة،
وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار وتحصين المنطقة من تداعيات* ما* تعيشه* دول* الساحل*.
وخصت هيئة غلام الله هذه السنة المناطق الواقعة أقصى الجنوب الجزائري بكثير من الاهتمام،
نظرا لحساسية الظرف بسبب حالة لا أمن ولا استقرار التي تمر بها بعض دول الجوار من بينها مالي،
وفق تأكيد المستشار الإعلامي بالوزارة عدة فلاحي، في وقت تضاعف قلق وتخوف السلطات الجزائرية
من تداعيات هذه الأزمة، بعد أن تضاعفت الضغوط الأجنبية من أجل التدخل المسلح في المنطقة،
لذلك ارتأت وزارة الشؤون الدينية أن تحظى الولايات الجنوبية بمزيد من الرعاية والاهتمام،
وذلك بفضل انخراط أصحاب المال في عملية التبرع لصناديق الزكاة، للمساهمة في فتح* مناصب*
عمل* عن* طريق* القروض* الحسنة* التي* توجه* لشريحة* الشباب* بغرض* إنجاز* مشاريع* استثمارية*.
وتحصي وزارة الشؤون الدينية 180 ألف فقير، وتتكون هذه الفئة وفق تصريح أدلى به مؤخرا غلام الله
للشروق من النساء الأرامل والمعاقين وكبار السن الذين ليس لهم مدخولا ماديا، وهؤلاء يحق لهم
جميعا الاستفادة من أموال صناديق الزكاة، فضلا عن القروض الحسنة التي تم رفع قيمتها هذه السنة
لـ 50 مليون سنتيم بغرض استحداث مشاريع استثمارية لفائدة الشباب، وكذا النساء الماكثات في البيت،
وتمنح الوزارة كافة التسهيلات للمتبرعين للتأكد من وجهة أموالهم التي يمكن إيداعها بواسطة الحسابات
البريدية، وذلك عن طريق اللجان الولائية والقاعدية للزكاة* التي* تقدم* للسائل* كافة* المعلومات* التي* يطلبها*.
وتشتكي الهيئة الوصية من إحجام المواطنين على إيداع أموالهم في صناديق الزكاة الموجودة على
مستوى كل مسجد، بالنظر إلى وقوع بعض السرقات التي طالت هذه الأموال، فضلا عن عدم ثقة
بعض المتبرعين في الوجهة التي تتخذها تبرعاتهم بعد إيداعها في الصناديق أو في الحسابات البريدية
المخصصة لهذا الغرض، ويفضل الكثير من الميسورين التبرع مباشرة للفقراء والمحتاجين في إطار
محيطهم العائلي، تطبيقا لما تنص عليه الشريعة على أن الأقربون أولى بالمعروف، وعي المعضلة
التي ماتزال لم تتخطاها هيئة غلام الله، رغم تعدد الأيام الدراسية والملتقيات المتعلقة* بصندوق* الزكاة*.
ويتهم عدة فلاحي بعض الجهات بالسعي لضرب صندوق الزكاة وإجهاضه، كما تحدث عن جهات أخرى
تعمل حسبه على تشويه المشروع، إلى جانب أطراف من تيارات معينة رفض الكشف عنها تريد خلق
لا استقرار في المساجد، مقللا من شأن هؤلاء جميعا، مصرا على أن التجاوزات جد محدودة،
لكنه اعترف بأن أموال الزكاة ما تزال شحيحة، مما يتطلب انضمام الجميع لهذه المبادرة بغرض التمكن
من تحقيق مؤسسة صندوق الزكاة التي تنوي الوزارة إطلاقها نهاية هذه السنة، واعترف المتحدث
بأن الوزارة تخوض معركة لإقناع المتصدقين بإيداع أموالهم في الصناديق المخصصة لذلك.
وتنص تعاليم الدين الإسلامي على إخراج أموال الزكاة لفائدة المحتاجين، وهذا بالنسبة للميسورين
الذين تتوفر فيهم شروط الزكاة وهي بلوغ النصاب، الذي حددته وزارة الشؤون الدينية هذه السنة بـ48
مليون سنتيم في حين أن قيمة الزكاة هي في حدود 2.5 في المائة من هذه القيمة المالية، وتخضع
الثمار والزرع والماشية لحسابات معينة يحددها أهل الفقه، أما الذهب أو الحلي فإن إخراج الزكاة تصبح
فريضة بالنسبة للنساء اللواتي يقمن باكتناز المجوهرات لوقت الضيق أو الحاجة،
أما الحلي المستخدمة في الزينة وفي المناسبات فلا تخضع للزكاة وفق تأكيد ممثل* وزارة* الشؤون* الدينية،*
كما* تشمل* الزكاة* أيضا* التجار* الذين* يتوجب* عليهم* سنويا* جرد* ممتلكاتهم* لتحديد* قيمة* الزكاة*
التي* يتم* إخراجها* لدى* الجزائريين* كل* موسم* عاشوراء*.
المصدر : الشروق أون لاين