أعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني، عن استعداده لفرض عقوبات جديدة على حكومة جنوب السودان بهدف الحيلولة دون التصعيد اللاحق لحدة العنف داخل البلاد.
وشدد أعضاء المجلس في بيان صحفي إدانتهم الحاسمة للاعتداءات التي تعرض لها المواطنون المدنيون في دولة جنوب السودان، إضافة إلى أعمال قتل على أساس عرقي وتصريحات عنصرية، فضلا عن التحريض على العنف.
وأكد البيان أن أعضاء المجلس قد أعلنوا جهوزيتهم للنظر في إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية لمنع تصعيد العنف في البلاد، بما في ذلك فرض عقوبات، كرد مناسب على الأوضاع الراهنة، وذلك تلبية لدعوة المستشار الأممي الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية أداما ديانغ، الذي حذر يوم الخميس من أن ظاهرة الكراهية العرقية واستهداف المدنيين في جنوب السودان قد تتحول إلى إبادة جماعية.
يذكر أن تصريحات ديانغ أثارت خلافات بين أعضاء مجلس الأمن، إذ أعلنت الولايات المتحدة أنها ستطرح في الأيام القليلة المقبلة مسودة قرار يقضي بحظر توريد الأسلحة إلى دولة جنوب السودان وتوسيع قائمة العقوبات المحددة الهدف بحق زعماء البلاد، بينما أشار الطرف الروسي إلى أن فرض حظر للسلاح سابق لآوانه، مضيفا أن اتخاذ إجراءات ضد زعماء البلاد سيكون خطوة غير مسؤولة على الإطلاق.
يشار إلى أن مجلس الأمن هدد بحظر توريد الأسلحة إلى دولة جنوب السودان منذ وقت بعيد، لكن روسيا والصين اللتين تملكان حق الفيتو في المجلس عبرتا عن شكوكهما في فعالية هذه الخطوة، علما أن البلاد تعج بالسلاح.
وكان مجلس الأمن قد فرض في مارس /آذار 2015 حزمة من العقوبات المحددة الهدف التي أدرجت 6 من كبار العسكريين، من كلا طرفي الصراع الجاري في جنوب السودان، على القائمة السوداء، وذلك يتضمن تجميد أصولهم المصرفية وحظر سفرهم.
تجدر الإشارة إلى أن المواجهات المسلحة في عاصمة جنوب السودان جوبا استؤنفت أوائل يوليو/تموز الماضي بين القوات الموالية للرئيس سيلفا كير وأنصار نائبه السابق رياك مشار، بالرغم من أن طرفي النزاع المستمر في البلاد منذ أواخر عام 2013، وقعا، في آب/أغسطس 2015، اتفاقية سلام هشة، وتعهدا في ديسمبر/كانون الأول 2015 بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية بهدف وضع حد للنزاع المسلح الذي راح ضحيته عشرات الآلاف، علاوة على تهجير 2,5 مليون شخص.
وأشارت نتائج تحقيق داخلي أجرته الأمم المتحدة إلى أن 14 ألفا من عناصر قوات حفظ السلام العاملين في جنوب السودان أخفقوا في حماية المدنيين من موجة عنف اجتاحت العاصمة جوبا.
المصدر: وكالات