سيطرت القوات الحكومية الليبية على أجزاء من الحيين رقم 1 و 3 آخر معقلين لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت، بعد انطلاق "المرحلة الأخيرة" من عملية استعادة المدينة الساحلية، والتي سقط خلالها اليوم 34 مقاتلا ليبيا.
شنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا الأحد هجوما كبيرا على تنظيم "الدولة الإسلامية" في محاولة لطرده من معقليه المتبقيين في سرت ضمن "المرحلة الأخيرة" من عملية استعادة المدينة المتوسطية.
وتمكنت القوات الحكومية في بداية هجومها الذي يشارك فيه نحو ألف مقاتل من التوغل في الحيين الرقم 1 شمالا والرقم 3 شرقا معتمدة على المدفعية الثقيلة، واستطاعت السيطرة على أجزاء منهما، فيما رد الجهاديون بنيران القناصة والسيارات المفخخة ما أدى إلى مقتل 34 وإصابة 150 من المقاتلين الحكوميين.
وقال رضا عيسى المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" لوكالة فرانس برس إن "المرحلة الأخيرة من معركة سرت بدأت"، مشيرا إلى أن "نحو ألف مقاتل" من القوات الحكومية يشاركون في هذا الهجوم.
وأضاف "توغلت قواتنا في المعقلين الأخيرين لداعش في سرت، في الحي رقم 1 والحي رقم 3".
ومساء اليوم، أعلن القائد الميداني في القوات الحكومية هشام عبد العاطي أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من الحيين، بحسب ما نقل عنه المركز الإعلامي للعملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت.
وقال "تمكنا اليوم بفضل الله من السيطرة على ثلثي الحي رقم 1 (شمال)"، مضيفا "أما بالنسبة إلى الحي رقم 3 (شرق)، فإن جزءا كبيرا منه أصبح تحت سيطرة رجال البنيان المرصوص" وهو اسم العملية العسكرية في سرت التي بدأت في منتصف أيار/مايو.
وتابع عبد العاطي أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "في تقهقر (...) ولا يملكون إلا السيارات المفخخة".
وعدد المستشفى الميداني على صفحته على موقع فيس بوك أسماء 34 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا في هجوم الأحد، بينما أعلن المستشفى المركزي في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز القوات الحكومية، أنه عالج 150 مقاتلا حكوميا.
ألغام وسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة
ويخشى المقاتلون الحكوميون نيران قناصة تنظيم "الدولة الإسلامية" والسيارات المفخخة والألغام التي خبأها عناصره بين الأشجار وخلف أبواب المنازل والتي تسببت بمقتل العدد الأكبر من المقاتلين الذين سقط منهم أكثر من 370 وأصيب أكثر من ألفين بجروح منذ بدء عملية "البنيان المرصوص".
وقال المقاتل علي فرج بن سعيد "أسلحة داعش هي المفخخات. هم يعتمدون على الألغام و(...) الأحزمة الناسفة. نتوقع أن يرتدي أغلبية عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" أحزمة ناسفة ويقوموا بتفجير أنفسهم".
والأحد، أعلن المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" على صفحته على فيس بوك أن تنظيم "الدولة الإسلامية" شن ستة هجمات خمسة منها بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون وواحدة عبر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا، من دون أن يوضح ما إذا تمكن المهاجمون من تفجير أنفسهم.
وقال المركز "انتحار جماعي لعصابة داعش التي أرسلت اليوم خمس سيارات مفخخة وانتحاريا ترجل بحزام ناسف، في محاولة يائسة لعرقلة قواتنا المتقدمة".
ويلقى مقاتلو الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي مساندة من الطائرات الأمريكية التي شنت منذ الأول من آب/أغسطس بطلب من هذه الحكومة عشرات الغارات مستهدفة مواقع للجهاديين في سرت.
وقال المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" أن هجوم الأحد جاء "بعد ليلة من الغارات الجوية لطيران الدعم الدولي"، في إشارة إلى الضربات الجوية الأمريكية.
ويأمل المقاتلون الحكوميون بأن يكون هذا الهجوم الأخير في حملة استعادة سرت.
وقال المقاتل مصطفى عياد لفرانس برس "نحن مرابطون في جبهة سرت ولعلها تكون اللحظات الأخيرة لحسم المعركة ضد (...) داعش. نسأل الله تعالى أن يكتب لنا النصر".
فرانس24 / أ ف ب