دراسة تكشف التحريض الإعلامي ضد المسلمين في اوروبا
نشرت صحيفة الغارديان دراسة توضح الفارق الكبير بين إدراك الناس لحجم القضايا
التي تمسهم وحقائق هذه القضايا بالأرقام مثل نسبة المسلمين في كل بلد أوروبي
ويظهر استطلاع رأي لإيبسوس أن مخاوف الأوروبيين من اجتياح المهاجرين
المسلمين مبالغ فيها لكن استجابة الساسة لعواطف الناس بدلا من الحقائق يؤدي
إلى استفحال المشاكل.
ففي فرنسا على سبيل المثال، أجاب من استطلعت آرائهم عن النسبة المئوية للمسلمين
فيها فكانت معظم الإجابات تشير إلى أن نسبتهم 23% فيما تشير الإحصائيات إلى الرقم
الحقيقي وهو 8% فقط اي أن المبالغة في الإعلام وخطابات الساسة أدت إلى انحراف
نسبته 31% عن الحقيقة. وتتدرج الدراسة بحسب الغارديان لتشير إلى أن المبالغات
في إدراك الناس الأوروبيين لخطر مزعوم وهو انتشار الإسلام فيها، تتباين بين بلد
وآخر حيث تصدرت فرنسا في المبالغة في إدراك الناس فيها لنسبة المسلمين فيما
حلت اليابان في ذيل القائمة، أي أن الفارق بين اعتقاد اليابانيين حول نسبة المسلمين
لا يتعدى 4%.
كذلك كان الحال لدى سؤال الأوروبيين عن نسبة المهاجرين في بلدانهم حيث تصدرت
إيطاليا المبالغات باعتقاد معظم الإيطاليين أن نسبة المهاجرين تزيد عن 32% فيما هي
لا تزيد حقيقة عن 7% من السكان.
وصنفت الغارديان معدل الجهل بهذه الحقائق حسب انتشارها في كل دولة وتصدرت
السويد الدول الأوروبية في دقة معلومات الناس عن نسبة المهاجرين والمسلمين، تلتها
ألمانيا ثم اليابان وإسبانيا وحلت بريطانيا في الوسط في المرتبة الخامس فيما جاءت
إيطاليا والولايات المتحدة في ذيل القائمة على أنها الأكثر جهلا بالنسبة الحقيقية
للمسلمين والمهاجرين بين السكان فيها.
وتكمن الخطورة في هذه المغالطات في استجابة الساسة وصناع القرار في تلك الدول
إزاء هذا الإدراك الخاطئ للقضايا، فإما أن يستجيبوا لعواطف الناس أو يتخذوا مواقف
عقلانية إزاء مسألة النقاب والحجاب وغيرها من القضايا التي تمس المهاجرين
المسلمين كما حصل مؤخرا في استراليا حيث أدى التحريض الإعلامي إلى دعوات
لمنع النقاب وفرض غرامة ضخمة على أولياء الأمور في حال تبين أنهم أجبروا
بناتهم على ارتداء النقاب.
أما المثير فإن صحيفة الديلي ميل اليمينية التي تحرض ضد المهاجرين دوما نشرت هذا
الاستطلاع مع رسوميات توضح الحقيقة التي تخالفها الصحيفة في معظم أخبارها
الانتقائية ضد اي أجنبي أو مهاجر أو مسلم.
الشروق اون لاين