قال الشاعر يرثي إبنته غصون
فما للعالمينَ لهمْ شُجُونُ= كأنَّ قُلوبَهْمْ قَلْبٌ حَزينُ
تُطَاوِعُهُمْ عيونُهمُ بُكَاءا= لِـمِثْلِ صِبَاكِ فَلْتَبْكِ العُيونُ
وَتَلْفِظُ حَرَّهَا أَنْفَاسُ نَفْسي =وَقلبي في حَشَايَ لهُ أَنينُ
فَيَا لله مِنْ كَذِبٍ يُرَجَّى =وَإنْ صِدْقَاً فَلَيْسِ بها أَمينُ
كَأنّي إذْ سَمِعْتُ النَّاسَ طُرّا = مُكَذِّبُ ما جَرَى أَوَهَلْ يَكُونُ؟!
أَحَقَّاً ما ادَّعاهُ الناس صِدْقٌ =بأنْ فَقَدَتْ نَضَارَتَهَا الغُصُونُ
ومَا أَرْبَتْ عَلى عَشْرٍ سِنِينا = وَلَكِنْ لِلْمَنُونِ بِنا شُؤُونُ
أَتَبْصِرُ بَيْنَ خَدّيْها ابْتِسَاما =كأنّ زُهَاءَهُ البَدْرُ الـمُبينُ
أَتَبْصِرُ فَوْقَ خَدَّيْها وُرُوداً = بَرَاعِمَ مَا لها طَلْعٌ يَـحينُ
أَمَا تَحْوي صُدُورُكُما قُلُوباً = أَمَ انَّ قُلوبَكُمْ صَخْرٌ وَ طِينُ
فَحَسْبِي اللهُ مِنْ ظُلْمٍ تَعَدّى = فَعُقْبى الظُّلمِ خُسْرَانٌ مُبينُ
إلى ذي العَرْشِ مَرْجِعُ كُلِّ حَيٍّ =فَلَيْسَ لِظَالـِمٍ حِرْزٌ حَصينُ