كشفت الدفعة الثانية من خطابات أسامة بن لادن، التي ضبطت خلال الغارة في ماي 2011 على المجمع الذي كان يقيم فيه في أبوت أباد الباكستانية، والتي نشرها مكتب مدير الاستخبارات القومية الأمريكية، عن وجود علاقة قديمة ومستمرة بين تنظيم "القاعدة" وإيران.
وأشار عدد من الخطابات بشكل مباشر إلى إيران، باعتبارها "أحد مصادر تمويل تنظيم القاعدة".
ففي خطاب عام 2007 بعنوان "خطاب إلى كارم"، يقدم بن لادن مبررات لعدم الهجوم على إيران قائلا: "إيران هي شرياننا الرئيس الذي يمدّنا بالأموال والرجال وقنوات الاتصال، إضافة إلى مسألة الرهائن".
وينهي بن لادن وبقوة عن "أي هجوم ضد إيران، فيحضّ أي عناصر طموحة في التنظيم على طلب المشورة أو الإذن في أي مواجهة محتملة مع إيران.
وأظهرت وثائق قضائية عدة، استند إليها قاضي محكمة نيويورك الفيدرالية في مارس الماضي، والتي أصدرت حكماً بتغريم إيران تعويضاً لعوائل أمريكيين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر، ولشركات تأمين تحملت أضراراً مالية، "لدورها في تسهيل مهمة تنفيذ العمليات الإرهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن"، مدى تورط إيران وعملائها في المنطقة منهم "حزب الله" في الهجمات التي أودت بحياة الآلاف من الأميركيين.
تلك الوثائق القضائية، أشارت إلى أن إيران قامت بتسهيل انتقال عملاء "القاعدة" إلى معسكرات التدريب في أفغانستان، وهو ما كان ضرورياً لتنفيذ عملية 11 سبتمبر.
وبينت الوثائق أن أحد قادة "حزب الله" عماد مغنية، زار منفذي الاعتداء في أكتوبر عام 2000، ونسّق سفرهم إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العمليات. كما أثبتت أن الحكومة الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِّنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم.
واستمرت إيران في تقديم دعم مادي إلى "القاعدة"، بحسب الوثائق، بعد وقوع أحداث سبتمبر، كما قدمت ملاذاً آمناً لقيادات التنظيم.
وأشارت الوثائق إلى أن اجتماعاً عقد في الخرطوم عام 1993 ضم بن لادن وأيمن الظواهري، الزعيم الحالي للتنظيم مع عماد مغنية ومسؤولين إيرانيين، لإقامة تحالف للتعاون المشترك ودعم الإرهاب
منقول