facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم التاريخ الفلسطيني


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-19, 09:15 AM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 2.00 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي تاريخ فلسطين و(إسرائيل) خطوه خطوه الحلقة الثانية

الحلقة الثانية

بدأ الغزو الصهيوني مرحلة جديدة عام 1948 بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين وتسليمها أراضي واسعة للحركة الصهيونية التي أعلنت قيام دولة إسرائيل. ونشبت في بداية هذه المرحلة حرب فلسطين التي يصطلح على اعتبارها الحرب الأولى في الصراع. وقامت الحركة الصهيونية بطرد حوالي مليون من أبناء فلسطين إلى الأراضي العربية المجاورة تنفيذا لمخططات الاستعمار الاستيطاني التي استهدفت إحلال مستعمرين صهاينة محلهم. وشهدت هذه المرحلة أثر ذلك تدفق موجات هجرة من يهود أوروبا أولا ثم من يهود الوطن العربي إلى فلسطين، وبلغ عدد الذين وفدوا حتى عام 1967 حوالي مليونين، فارتفع عدد سكان التجمع الإسرائيلي خلال مرحلة الغزو من ستماية وخمسين ألفا إلى حوالي مليونين ونصف متضاعفا أربع مرات. ومثل هؤلاء حوالي 13 % من اليهود في العالم. وتضاعفت أيضا مساحة الأراضي التي سيطر عليها الغزاة من خلال تسليم بريطانيا مساحات واسعة منها قبيل انسحابها وفقا لخريطة تقسيم 1947، ومن خلال تجاوز خطوط هذه الخريطة عام 1948 وتنفيذ اتفاقيات رو دس عام 1949م واغتصاب مزيد من الأراضي العربية. وهكذا سيطرت الحركة الصهيونية على أكثر من 70% من مساحة فلسطين الكلية ونجحت في احتلال بعض الأحياء الجديدة من القدس. واستطاع أبناء القدس من خلال مقاومة ضاربة حماية المدينة القديمة والأماكن المقدسة فيها.

وهكذا شملت المساحة التي استولى عليها الكيان الصهيوني كل فلسطين عدا قطاع غزة والضفة الغربية ومساحة صغيرة جنوبي طبرية. وقامت إسرائيل بشن حرب على مصر عام 1956 متواطئة مع بريطانيا وفرنسا في محاولة منها للتوسع فاحتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. ولكنها اضطرت إلى الانسحاب منها بعد فشل العدوان الثلاثي وحرب السويس. وكانت هذه الحرب هي الحرب الثانية في الصراع ودأبت إسرائيل قبل ذلك على القيام باعتداءات مستمرة على الضفة الغربية والقطاع وعلى الحدود السورية والمصرية.

نجحت الحركة الصهيونية خلال هذه المرحلة في إيجاد ما أسمته "إسرائيل الصغرى" "وشرعت تخطط لإيجاد إسرائيل الكبرى". وتغير تكوين المجتمع الإسرائيلي فلم يعد قاصرا على اليهود الأوروبيين، بعد أن هجرت الحركة الصهيونية إعدادا من يهود الوطن العربي إلى فلسطين. وان بقيت الهيمنة فيه للمستوطنين الأوروبيين. وبدأت أثار هذا التغير بالظهور تدريجيا. وقد وضح في هذه المرحلة طابع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني سواء في مفاهيمه العنصرية أو في أساليبه التوسعية. وتحلى أكثر مما تجلى في السياسة الإسرائيلية تجاه عرب فلسطين المحتلة الذين بقوا في أراضيهم والذين طردوا منها، واشتهرت من معالم هذه السياسة مذابح دير ياسين وقبية ونحالين وكفر قاسم، واغتصاب الأراضي، وسياسة التعليم، وتهجير العرب الفلسطينيين.

استجاب العرب لتحديات نكبة 1948 فدخل نضالهم ضد الغزو الصهيوني مرحلة جديدة. وحققت اليقظة في الوطن العربي إنجازات كبيرة. وتدفقت موجة التحرير في العالم الإسلامي فاستقلت شعوب إسلامية كثيرة. وكان لفشل العدوان الثلاثي أثره الكبير على دفع حركات التحرير في آسيا وأفريقيا. وخاضت الأمة العربية وشعوب آسيا وأفريقيا تجارب هامة في مجال التحول الاقتصادي والتعاون السياسي. الآمر الذي أقلق التحالف الاستعماري الصهيوني وحفزه على ضرب هذا التقدم.

وظهر على الصعيد الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية علم جديد شهد حدوث الانقلاب النووي. وتعاظم في هذا العالم دور كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بعد أن خرجت أوروبا الاستعمارية من الحرب منهمكة. وظهرت موجة التحرير الآسيوية الأفريقية فساهمت في رسم خريطة العالم الجديد وإذا كانت الدول الكبرى قد حاولت في مؤتمري يالتا وبوتسدام اللذين انعقدا عام 1945 رسم خريطة العالم فإن نضال الشعوب فرض تغييرات كثيرة على ما تم رسمه، وجعل من التحرير روح العصر. وظهرت تجربة الأمم المتحدة التي جعلتها موجة التحرير تختلف عن سابقتها. كان انعقاد مؤتمر باندونغ عام 1955م نقطة تحول في الصورة الدولية حيث انطلقت صيحة الدول المستقلة حديثا. وبرزت فكرة العالم الثالث و أسهمت في تخفيف حدة التوتر بين المعسكرين. وركزت الحركة الصهيونية على توثيق تحالفها مع الولايات المتحدة منذ أن تعاظم الدور الأمريكي في العالم.

واجه شعب فلسطين العربي في هذه ظروفا شديدة الصعوبة. فقد حلت به نكبة عام 1948، واحتلت إسرائيل أجزاء واسعة من وطنه، وفرض عليه هذا الاحتلال نزوح غالبيته إلى الضفة والقطاع والبلاد العربية المجاورة. اهتزت مؤسساته وتصدع كيانه. وما أسرع ما أفاق من هول النكبة واستجاب لتحدياتها. حقق على مدى هذه المرحلة صمودا يلفت النظر في مواجهة محاولات تصفية قضيته. أقل أبناؤه على نشر العلم وتلقيه وحققوا ثورة تعليمية حافظت على هويتهم كشعب. باشر محاولات جادة للكفاح المسلح وساهم في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية وقاوم عرب فلسطين الذين بقوا في أراضيهم تحت الحكم الإسرائيلي أبشع صور العنف والاضطهاد وحافظوا على هويتهم الوطنية. كما قاوم أهالي غزة الاحتلال الإسرائيلي عام 1956. وتضافرت جهود أبناء فلسطين في عدد من أماكن التجمع لابراز الكيان الفلسطيني، فقامت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964. وتفجرت الثورة الفلسطينية عام 1965، وبدأت عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.

جاء قيام إسرائيل بشن حرب عام 1967 إيذانا ببداية مرحلة جديدة في الوجود الصهيوني الاستعماري في فلسطين والوطن العربي. فقد احتلت بهذه الحرب، التي هي الحرب الثالثة في الصراع، الضفة الغربية وقطاع غزة من أراضي فلسطين، والجولان من أراضى سوريا، وسيناء، من أراضى مصر. وضاعفت المساحة التي تسيطر عليها أربع مرات.

وأصبحت إسرائيل تحتل مركزا استراتيجيا بالغ الخطورة. فقد جثمت بقدميها على الضفة الشرقية لقناة السويس وساحل سيناء الجنوبي بين البحر المتوسط والبحر الأحمر في مواجهة دلتا النيل وواديه في مصر والسودان. وجثمت بقدميها على طول الساحل الغربي لخليج العقبة وفي الجزر التي تتوسط مدخله في مواجهة شبه الجزيرة العربية، وعلى طول خور الأردن من رأس خليج العقبة حتى منابع نهر الأردن في مواجهة الضفة الشرقية للأردن ومن ورائه العراق والخليج، وعلى طول خط بين جبل الشيخ ورأس الناقورة في مواجهة سوريا ولبنان، وعلى طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط من رأس الناقورة حتى رأس العش شمال بورسعيد.

احتلت إسرائيل بهذه الحرب القدس الشرقية، وعملت على تهجير مزيد من يهود العالم إليها وإلى الأراضي العربية المحتلة. وشرعت في إقامة مستوطنات لهم في تلك الأراضي. وبدأت تتحدث عن "إسرائيل الكبرى" وتحكى عن "حدود التوراة" والحدود التاريخية في معرض الحديث عن "الحدود الدفاعية". وسيطرت على التجمع الإسرائيلي في هذه المرحلة مشاعر جنون العظمة والتفوق العنصري. وكان يمكن لهذه المشاعر أن يتفاقم تأثيرها لولا تصاعد مقاومة شعب فلسطين للاحتلال. ولولا تحرك النضال العربي في صورة حرب الاستنزاف التي قادتها مصر وقواتها التي كبدت إسرائيل خسائر فادحة مثل تدمير الميناء الحربي ( ايلات ) ونصف أسطول إسرائيل البحري التي ما أسرع أن نشبت ومارست تجربة استعمارية بشعة على أهالي فلسطين والجولان وسيناء فكشفت عن طبيعة الاستعمار الاستيطاني العنصري في الحركة الصهيونية. وكان من جوانب هذه التجربة طرد وتشريد مزيد من العرب وفرض تهجير مدن بكاملها.

بقدر ما كان وقع خسارة حرب 67 شديدا على الأمة العربية بقدر ما قويت استجابة النضال العربي لتحدي هذه الحرب. فقد جابه بعزم العدوان الصهيوني فكانت حرب الاستنزاف. وتصاعدت مقاومة شعب فلسطين العربي التي استمرت بلا انقطاع منذ بداية الغزوة. واكتسبت أهمية بالغة وبخاصة بعد الانتصار الذي تحقق في معركة الكرامة عام 1968 وفرض حقيقة وجود شعب فلسطين على الصعيد الدولي.

كان العالم يشهد في تلك الآونة تحولا في العلاقات التي تحكم الدول. فقد أحدثت سياسة التعايش السلمي في كل من المعسكرين تغيرات هامة. وعمدت القوى الاستعمارية إلى محاولة ضرب حركات التحرر. وجاء عدوان 1967 ليمثل ذروة هذه المحاولات. واشتد الصراع بين الدول النامية والدول الغنية وعمدت إسرائيل إلى خدمة مصالح الدول الاستعمارية وسياساتها في الوطن العربي والعالم الثالث. كما عمدت إلى تقوية تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبدت إسرائيل من خلال ممارستها تجسيدا لحقيقتها الاستعمارية الفريدة. "فهي ظاهرة استعمارية صرفة قائمة على الاغتصاب. وهي استعمار طائفي بحت أساسها التعصب الديني وهي استعمار عنصري مطلق بكل ما في العنصرية من استعلاء وتعصب واضطهاد ينطلق من اللون وزعم الشعب المختار. وهي قطعة من الاستعمار الأوروبي عبر البحار. وهي استعمار سكني توطني. وهي تجسيم للاستعمار المتعدد الأغراض السكني والاستراتيجي والاقتصادي. وهي استعمار توسعي يحلم بمجاله الحيوي. وهي استعمار من الدرجة الأولى والثانية معا بالأصالة والوكالة لحساب الصهيونية العالمية والاستعمار العالمي".

رسم مسار الغزوة الصهيونية خلال هذه المراحل الأربعة خطا متصاعدا. ثم نشبت حرب رمضان عام 1973 فرضعت حدا لهذا التصاعد. وتابعت الثورة الفلسطينية نضالها على كل ألا صعده وخاضت على الصعيد العسكري معارك مشرفة، فحققت إنجازات هامة على طريق إبراز الكيان الفلسطيني والاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية لشعب فلسطين. واحتدم الصراع العربي الإسرائيلي. وتزايد نزوع الحركة الصهيونية نحو التطرف في مواجهة النضال الفلسطيني، فركزت إسرائيل همها على اغتصاب القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

يمكننا أن نسجل عند هذا الحد ملاحظة عامة حول اتجاه الصراع الدائر فوق أرض فلسطين والذي يشمل بأبعاده كامل الساحات العربية والإسلامية. وهي أننا نشاهد لاول مرة في تاريخ هذا الصراع بداية العد العكسي للغزو الصهيوني لفلسطين. وإذا كان لهذا علامات كثيرة آلا أن من هذه العلامات التغيير الهام الحاصل في المجال الدولي بالنسبة إلى الدولة الإسرائيلية التي تعاني عزلة راحت تتزايد يوما بعد يوم، بينما أخذت القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والمكانة العربية والإسلامية عموما، تزداد تأثيرا في النطاق الدولي وقد انعكس ذلك بما أخذت تناله الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير و إقامة دولته المستقلة من اعتراف دولي شبه كامل، وبما راحت تحظى به منظمة التحرير من اعتراف دولي يتزايد يوما بعد يوم، وبما أصبح للأمة العربية والإسلامية، خصوصا عندما تتحد كلمتها من صوت مسموع ومهاب على مستوى دولي.

أن طبيعة الصراع الذي تخوضه امتنا مع العدو الصهيوني تعطي لهذا التغيير أهمية أساسية في تأثيره على مجري الصراع ومستقبله. لان هذا الصراع لم يكن يوما صراعا محليا له أبعاد دولية، و إنما هو صراع دولي تكثف ويتكثف على أرض فلسطين، فالغزو الصهيوني جاء من الخارج، وبدعم من الخارج، وقامت دولته واستمدت قوتها، وما زالت، من خلال دعم عالمي لا مجال لنكرانه والجدال فيه. ولهذا عندما يتأزم وضعها دوليا وتبدأ الرياح تجري في هذا الميدان على عكس ما تريده أشرعة سفينتها تكون قد فقدت ركنا أساسيا من أركان قوتها وحياتها. وإذا ما صحب ذلك تصعيد في النضال الفلسطيني وتكريس للوحدة الوطنية الفلسطينية ومزيد من الدعم العربي والإسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإذا ما صحبه تعزيز للتضامن العربي الإسلامي وتأكيد لارادة الأمة في تحرير القدس و إحقاق الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وجهد دائم في مجال الاستعداد و إعداد العدة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، فسوف تميل كفة الميزان إلى مصلحة فلسطين والبلاد العربية الإسلامية وتبدأ الأمور تأخذ موقعها الطبيعي ومسارها الحتمي.


كتبه: الأستاذ عبد الله السيد.


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الثانية, الحلقة, تاريخ, خطوه, فلسطين, و(إسرائيل)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تاريخ فلسطين و(إسرائيل) خطوه خطوه الحلقة الثانية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ فلسطين و(إسرائيل) خطوه خطوه الحلقة الأولى hakimdima قسم التاريخ الفلسطيني 0 2016-11-19 09:14 AM
تاريخ القدس و فلسطين طارق السويدان الحلقة 5 hakimdima قسم التاريخ الفلسطيني 0 2016-10-26 02:41 PM
تاريخ القدس و فلسطين طارق السويدان الحلقة 4 hakimdima قسم التاريخ الفلسطيني 0 2016-10-26 02:38 PM
تاريخ القدس و فلسطين طارق السويدان الحلقة 3 hakimdima قسم التاريخ الفلسطيني 0 2016-10-26 02:38 PM
تاريخ القدس و فلسطين طارق السويدان الحلقة 2 hakimdima قسم التاريخ الفلسطيني 0 2016-10-26 02:37 PM


الساعة الآن 03:21 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML