facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم التاريخ الجزائري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-06-06, 07:37 PM   #1
number47
متميز
قسم البرامج الكاملة والنادرة

 
الصورة الرمزية number47

العضوية رقم : 24
التسجيل : Sep 2012
الإقامة : home
المشاركات : 707
بمعدل : 0.16 يوميا
الإهتمامات : pr,ae,ps
الوظيفة : Searching
نقاط التقييم : 845
number47 is a splendid one to beholdnumber47 is a splendid one to beholdnumber47 is a splendid one to beholdnumber47 is a splendid one to beholdnumber47 is a splendid one to beholdnumber47 is a splendid one to beholdnumber47 is a splendid one to behold
number47 غير متواجد حالياً

الأوسمة التي حصل عليها number47
معلومات الإتصال :
افتراضي الدولة الرستمية

نشأتها وموقعها


تنسب إلى عبدا لرحمان بن رستم الفارسي الإباضي كان تابعا للزعيم الإباضي أبي الخطاب , وتم قتل الإمام أبا الخطاب بع د تعرضه لمعركة سنة 144 للهجري وبلغت هذه الأنباء عبدا لرحمان بن رستم , وبعدها فرّ إلى القيروان ليتحصّن بها فامتنعت عليه واتجه إلى المغرب واقبل إليه أنصاره ن كل مكان وتقوّى جانبه، ورأى عبد الرحمان بن رستم بعد مبايعته بالإمامة أن يتخذ لنفسه عاصمة يباشر منها مهام الحكم , وكان عليه أن يوفر لهذه العاصمة كل عناصر الأمن والرخاء لذا فقد استعان بأهل العلم والخبرة بالأرض وطاف الجميع إنحاء البلاد يبحثون عن مكان يصلح لبناء العاصمة حتى استحسنوا موضع تاهرت واختير هذا الموقع لبعده عن الخطر العباسي وهي منطقة غنية اقتصاديا فهي تشتهر بمراعيها الواسعة وثرواتها الزراعية المتنوعة ويرجع ذلك لكثرة مصادر المياه وتنوعها في المنطقة وكان لذلك أثره في دعم اقتصاديات الدولة، وتم تأسيس مدينة تاهرت سنة 144 للهجري وانشأ بها مقر دولته الرستمية.
وتقع تاهرت في مكان يتوسط التل والصحراء , قد حقق لها ذلك السيادة على المنطقة السهوبية الشاسعة وما بها من طرق تجارية تمتد غربا إلى المغرب الأقصى وجنوبا إلى قلب إفريقيا عبر الصحراء الكبرى ثم هي تشرف من موقعها على الطريق المار من منطقة التلول إلى أسفل وادي الشلف المؤدي إلى البحر ويحد الدولة الرستمية مملكة الاغالبة شرقا والادارسة غربا وشمالا والصحراء جنوبا وأحيانا يمتد جذورها ويتسع نفوذها فيصل حكمه إلى طرابلس.


مؤسسها وأئمتها


اجمع المؤرخون على أن عبدالحمان بن رستم من أصل فارسي , كان جده بهرام من موالي عثمان بن عفان
ومنهم ن يرفع نسبه إلى ملوك الفرس القدماء ويذكر أن أباه رستم قدم من العراق إلى مكة وبصحبته زوجته وابنه
عبد الرحمان لأداء فريضة الحج فمات , فتزوجت امرأته برجل من أهل القيروان حملها وابنها عبد الرحمان معه عند عودته إلى بلده , وتربى عبد الرحمان بن رستم بالقيروان ودرس على يد كبار علمائها , ومال إلى تعاليم الخوارج
ووقع تحت تأثير سلامة بن سعيد الذي يدعو إلى مذهب الاباضية ولما بلغ سن الشباب رحل إلى البصرة مع بعض إخوانه من المغاربة وهم : عاصم السدراتي وابوداود القبلي النغزاوي وإسماعيل بن ضرار الغدامسي وانضم إليهم
أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعارفي وكان ذلك عام 135 للهجري , حيث اخذ الفقه الاباضي وتشبع بمبادئه واجتهد فيه على يد شيخ الاباضية الفقيه ابوعبيدة مسلم بن أبي كريمة , حتى صار احد حملة المذهب الاباضي إلى افريقية وكلهم حماسة لإنشاء دولة على مذهبهم الاباضي , وتمت مبايعة أبي الخطاب بالإمامة وتمكن الاباضية من الاستيلاء على طرابلس واتخذوها مقرا لهم واختار أبو الخطاب عبد الرحمان بن رستم رفيقا له بأعلم قاضيا بطرابلس ثم شاركه في معركته ضد رجال ورفجومة الصفرية لتخليص مدينة القيروان,حيث نجح في سنة 141 هـ – 758م من تحريرها من أيدي الصفرية المتطرفين الذين استباحوها , ثم عهد إلى عبد الرحمان بن رستم بولايتها , وبقي عبد الرحمان فيها إلى إن قدم محمد بن الأشعث بالقوات العباسية وخرج إليه أبو الخطاب بجيش كبير , وعسكر بهم عند ارض سرت وإمام هذه الكثرة الهائلة

أحجم ابن الأشعث عن لقاء الاباضية فتظاهر بالانسحاب إلى مصر ثم هاجم معسكر ابن الخطاب فجأة في صفر سنة 144 للهجرة الموافق لسنة 761للميلاد , فانهزم الاباضية وقتل ابوالخطاب , وكان عبد الرحمان بن رستم يتأهب لنجدة أبي الخطاب, فسمع هو
في طريقه إليه نبأ هزيمة الاباضية ومقتل أبي الخطاب فعاد أدراجه ومضى إلى المغرب
الأوسط حيث لايصل نفوذ العباسيين وحيث يتركزانصار الاباضية وهذا ما مكنه من تأسيس دولة الاباضية .
أئمتها : كان أمراء هذه الدولة يسمون الأئمة , والمعتقد الاباضي لا يحصر الإمامة في أسرة واحدة ولكن أعيان تاهرت رأوا أن يحصروها في أسرة عبد الرحمان بن رستم حتي
لايحصل تنافس بين القبائل وكان دستورهم هو العمل بإحكام القرآن والسنة النبوية والسلطة تكون بيد الرئيس الذي يلقب بالإمام وله أعوان يساعدونه على ذلك وأشهر أمرائهم هم :
1- عبد الرحمان بن رستم ( 144-168 هـ) وهو الأمير المؤسس لهذه الدولة ويعود أصله إلى فارس .
2- عبد الوهاب ( 168-188هـ) بويع بعد وفاة أبيه عبد الرحمان, ووقعت فتن في عهده حيث تمكن من إخمادها بدهائه وسياسته .
3- افلح بن عبد الوهاب ( 188-238هـ) بويع بالإمامة وكان صاحب نفوذ قوي وكانت تاهرت في أيامه هادئة مزدهرة.
4- ابوبكر بن افلح (238-241هـ) بويع هذا الأمير من قبل قبيلة نفوسة إحدى قبائل تاهرت ذات نفوذ سياسي ولم يبايعه غيرها , وكان أديبا فقيها غير مهتم بالناحية السياسية بل ترك أمرها لأخيه أبي اليقظان وصهره محمد بن عرفة
5- ابواليقظان محمد بن افلح (241-281هـ) كان قبل توليته الإمامة قد ذهب إلى الحج في أيام والده فسجنه الواثق الخليفة العباسي مع أخيه المتوكل , بعدها سمح له بتولي الإمارة وبقي أربعين سنة بعدها توفي سنة 281هـ
6- ابوحاتم يوسف (281-294هـ) كان كثير المروءة واسع الإحسان محبوبا لدى العامة وبعد مبايعته اضطربت عليه الأمور وقتل سنة 294هـ
7- اليقظان بن أبي اليقظان (294-296هـ) بويع بعد مقتل أخيه أبي حاتم ولم يتمتع بالملك طويلا وقتل سنة 296 هـ .
نظام الحكم والإدارة


اتسم نظام الحكم في مطلع الدولة الرستمية بالبساطة الشديدة فاتخذ حاكم الدولة لنفسه
لقب إمام , وأصبح رئيس الدولة مصدرا لجميع السلطات دينية كانت أم سياسية ويظهر ذلك من خلال حوار البيعة الذي دار بين رؤساء الاباضية وشيوخهم وبين عبد الرحمان بن رستم , وقد راعى رؤساء الاباضية وشيوخهم عندما اختاروا عبد الرحمان بن رستم
إماما للدولة كل القواعد التي قننت في المذهب الاباضي حول اختيار رئيس الدولة وطبقوا شروط البيعة تطبيقا يكاد يكون حرفيا واتفق رأي الرؤساء على عبد الرحمان لكونه من حملة العلم ولأنه لا قبيلة له تمنعه إذا تغير عن طريق العدل ويبدو أن فقهاء الاباضية ارادو أن يضعوا شروطا مثالية لاختيار إمام دولتهم والعلم شرط أساسي يجب توفره في الشخص المترشح للإمامة.

وتعني هذه القواعد السابقة تطور واضح في بناء الفكر السياسي للخوارج في بلاد المغرب فقد تطرق إلى مبدأ الانتخاب العام الذي اشتهرت به الخوارج , بعض المؤثرات كتسلل فكرة التعيين او الوصية التي ازدهرت في المشرق الإسلامي لدى الشيعة الى نظام الحكم في الدولة الرستمية فبدأت هذه المؤثرات بسيطة في ذهن الاباضية متمثلة في ان عبد الرحمان بن رستم كان عاملا لأبي الخطاب على القيروان في افريقية وتطورت هذه الفكرة إلى أن أصبحت في الدولة الرستمية فكرة توريث مطلق وذلك يؤكد فكرة التوريث والتعيين على مبدأ الانتخاب العام , ويعني التغلب على الطابع الديني في نظم الحكم الرستمية وتحول الإمامة الرستمية إلى سلطة مركزية أشبه ما تكون بالملكية المطلقة , فعبد الرحمان بن رستم حين أحس بدنو اجله اقتدى بالخليفة عمر بن الخطاب فاختار سبعة من كبار رجال دولته من أهل التقوى والصلاح وكان من بينهم ابنه عبد الوهاب وأوصاهم بالاجتماع والتشاور لاختيار إمام من بينهم . وكان الاحتفاظ بأبناء البيت الرستمي على رأس هذه الدولة سبيلا إلى احتفاظهم بمكانتهم , والملاحظ انه في عصر الأئمة الرستميين الأقوياء حرص هؤلاء على التعيين أو الوصية لأبنائهم , فعبد الرحمان بن رستم عين ولده عبد الوهاب ضمن السبعة المرشحين للإمامة , وعبد الوهاب أوصى صراحة بالإمامة لابنه افلح , أما في عهد الأئمة الضعاف فلم يعد الامر في حاجة إلى الوصية أو التعيين لان الأمر كان بيد القبائل وجماعات العجم والفرس وأخذت الدولة الرستمية منذ قيامها بالأساليب المعروفة لإدارة الدول وان غلب على هذه الأساليب طابع البساطة وأوضاع القبائل التي حكمت الدولة التي والذي غلب على معظمها الطابع البدوي ,فقد وضع عبد الرحمان بن رستم نظاما بسيطا للقضاء والشرطة وجباية الأموال والصدقات , وسار الرستميون على سنن المشارقة في كافة النظم الإدارية الأخرى التي تكفل بضبط الأمور في دولتها فانشأوا جهازا للشرطة يقوم بأعمال الحراسة والمحافظة على الأمن وأقاموا نظاما يتمتع القضاة في ظله بالنزاهة التامة وحظوا بالاحترام الكامل من قبل الأئمة حيث لم يسمح هؤلاء القضاة لأحد بان يتدخل في شؤونهم , وفضلا عن ذلك اتخذ الرستميون الوزراء والكتاب والحراس ونظام السجلات والخاتم كلها نظم ورسوم تأثرت إلى حد كبير بالتقاليد الفارسية في الإدارة والحكم ومن أشهر الوزراء الذين تقلدوا هذا المنصب السمح بن أبي الخطاب ومحمد بن عرفة.

إجازاتها الاقتصادية والفكرية


شهدت بلاد المغرب الأوسط في عهد الدولة الرستمية ازدهارا تجاريا كبيرا ونموا عظيما في حركة الاقتصاد حيث ساعد على استقرار هذه المناطق تحت حكم الرستميين
على ازدهارها بعد معاناتها زمنا طويلا من عدم الاستقرار الاقتصادي بسبب الاضطرابات , وباستقرار الأوضاع السياسية سارت عناصر الحياة الاقتصادية الزراعة والصناعة والتجارة في طريقها نحو التحسن حيث كان يمتلك الرستميون مجالات ضخمة من الأراضي الزراعية وتوفرها على الوديان ومجاري المياه التي تحيط بعاصمتها تيهرت , وكانت أهم المزروعات التي جادت في المنطقة الكتان والسمسم والحبوب , ونشطت الزراعة أيضا في الواحات والمدن الصحراوية فاشتهرت واحة
ورجلان بغابات النخيل الواسعة وانتشرت النطاقات الرعوية الشاسعة التي دعمت اقتصاد الدولة بثروة حيوانية وفيرة , أما بالنسبة للصناعة هي الأخرى في المجتمع
الرستمي لتلبي حاجات أفراده , وكان توفر مواد الخام اللازمة لمختلف الصناعات
أثره في وفرتها فاشتهرت بصناعة المنسوجات على اختلاف أنواعها الصوفية والكتانية والحريرية لتوفر خامات الصوف والكتان من المراعي والمزارع , واشتهرت قابس بصناعة دبغ الجلود كما تعددت المناجم التي أمدت الصناع بحاجاتهم ولوازم صناعتهم
ففي جبل ارزو توفر معدن الحديد وخشب العطور , وعرف الرستميون الطواجين وصناعة الأواني الفخارية والخزف وخاصة ما كان يستعمل من هذه الأواني لغرس الأزهار, وقام الرستميون بدور بارز في مجال التجارة حيث لم تعق الخلافات السياسية والمذهبية بين الرستميين وجيرانهم حركة التجارة ,ومما أعطى دفعة قوية في هذا المجال وقوع عاصمتهم على طريقين من أشهر الطرق التجارية , طريق الشرق والغرب , وطريق الشمال والجنوب , إذ هيأ لها ذلك أن تكون مركزا للتبادل التجاري بين بلاد السودان والمغرب والمشرق وسواحل البحر المتوسط .

وكانت تيهرت مركزا تجاريا داخليا وكانت ابرز العلاقات التجارية في عهد الرستميين قائمة بينهم وبين الأمويين والأندلس والسودان , حيث قام الرستميون بدور الوسيط التجاري بين الطرفين
واهم البضائع التي يصدرها الرستميون إلى الأندلس هي الحبوب وأشهر السلع التي نقلها الرستميون من بلاد السودان الذهب و العاج وريش النعام وجلود الحيوانات
وقد جعلت هذه الحركة التجارية النشطة من تيهرت عاصمة فذة متألقة بين حواضر المغرب الكبرى .

أما الجانب الفكري في عصر بني رستم، فقد ارتبط ارتباطا كبيرا بالمذهب الاباضي , وإذا كان داعية الاباضية الأول سلمة بن سعيد قد تكمن من اختيار أربعة من معتنقي أفكاره
الاباضية وأطلق عليهم اسم حملة العلم ووفدت هذه الجماعة إلى البصرة لتلقي العلم
على يد داعية الاباضية الأكبر أبي عبيدة بن مسلم بن أبي كريمة, حين عودة هذه الجماعة إلى بلاد المغرب بدأت في نشر ثقافة المذهب الاباضي في حلقاتهم , حيث انتشرت في جهات المغرب الادنى وافريقية , ولقن حملة العلم أتباعهم علم الأصول والفروع والسير والتوحيد والشريعة وعلوم اللغة والفلك والرياضيات , ومنذ ذلك الوقت طغت شؤون الدعوة الاباضية على الحياة الفكرية في بلاد المغرب الأوسط
وخلقت مجالا عظيما للتنافس بين إتباع المذهب الاباضي وبين الفرق والمذاهب الأخرى
كالسنة والمالكية والمعتزلة والشيعة وقد أفسح الرستميون المجال لهذه الفرق والمذاهب فعقدت المناظرات بين علماء الاباضية والمعتزلة , وقد أدى نشاط الحركة الفكرية على هذا النحو إلى أن يتجه الرستميون إلى توثيق علاقتهم الثقافية بمختلف البيئات العلمية
والاحتكاك بمراكز الثقافة سواء في المغرب والأندلس أو في المشرق

كما حرص بنو رستم على تأسيس مكتبة ضخمة أطلق عليها اسم المعصومة حوت على ثلاثمائة ألف مجلد في مختلف أنواع العلوم والفنون والآداب وقد قام الشيعة بحرقها لتدمير كل اثر للفكر الاباضي المعادي لهم كما كرس الأئمة الرستميين حياتهم لنشر العلم في المجتمع الاباضي وكان العلم شرطا أساسيا لتولي الإمامة , وكان بعضهم و يقوم بالتدريس في جامع تيهرت , كما اشتركوا في حركة التأليف فنبغ عدد كبير من
العلماء في العصر الرستمي , وكان شيوخ المذهب منهم يمثلون فئة اجتماعية ذات شأن كبير في تيهرت , كما شاركت المرأة الرستمية في الحركة الفكرية فكانت أخت الإمام
افلح بن عبد الوهاب عالمة بالحساب والفلك .
ومن المراكز العلمية الهامة في الدولة الرستمية غير تيهرت مدينة شروس ومدينة جادو
وقرية اجناون وجزيرة جربة , وقد أتاح تعايش العلماء على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم
في تيهرت الفرصة لتكوين مدرسة لها معالمها الخاصة وسماتها الواضحة في تاريخ الفكر الإسلامي في بلاد المغرب.
أصبحت بذلك عاصمة للعلم والفكر والثقافة تشع بنور علمها على شمال إفريقيا وغربها وشرقها وفي جنوب شبه الجزيرة العربية, والحضارة الرستمية العربية قد تأثرت بحضارات فارسية و فينيقية سابقة.

علاقتها بجيرانها وأسباب سقوطها


كانت علاقة الدولة الرستمية مع الخلافة العباسية متوترة حيث انه بعدما انشأ عبد الرحمان بن رستم دولته الفتية واختار لها موقعا حصينا لم يحاول ولاة افريقية مهاجمتها بعد ابن الأشعث الذي رفع الحصار على جبل بسوفجج معقل عبد الرحمان
بن رستم سنة 144 هـ الموافق 761م وعلى الرغم من تمكن عمر بن حفص من إنزال الهزيمة بجيش ابن رستم بالقرب من تهودة سنة 151هـ الموافق ل 768 م , فانه
لم يفكر بعد في مهاجمة تيهرت , فعاد إلى القيروان وبمرور الزمن استطاع عبد الرحمان
بن رستم أن يثبت أركان دولته , فهابه روح بن حاتم ورغب في مهادنة بن رستم فهادنه

سنة 171 هـ الموافق ل 787م , كما وادع ابنه عبد الوهاب من بعده.
ولما قامت دولة الاغالبة استمر الهدوء سائدا بين تيهرت والقيروان حتى عكره عبد الوهاب بن رستم عندما هاجم طرابلس سنة 196هـ الموافق 811م على أن الهدوء
الذي ساد العلاقات بين الطرفين خلال هذه الفترة , لايعني أن العباسيين قد غيروا من موقفهم تجاه الرستميين فلم تتوقف محاولاتهم الرامية إلى القضاء على الخوارج في المغرب الأوسط , على الرغم من أن هذا الهدف أصبح من أولى مهمات الاغالبة الذين أقاموا دولتهم بدعم وتأييد من الخلافة العباسية ليقفوا في وجه أعدائها ويحاولوا دون تقدمهم نحو الشرق , وقد حرصت الخلافة العباسية على إثارة المشاكل في وجه الدولة الرستمية في تيهرت وشجعت حركات التمرد ضدهم كما حدث في عهد افلح بن عبد الوهاب , وبالمقابل فان سياسة الرستميين وأهدافهم التوسعية في المغرب لا تحتاج إلى دليل فقد قاموا بفرض نفوذهم على المناطق المجاورة لطرابلس , كما قاموا بإحراق
المدينة العباسية التي بناها محمد بن الأغلب سنة 227هـ الموافق 841م , كما حرصوا على اثارة القلاقل في وجه أمراء القيروان وعقد المحالفات مع الأمويين في الأندلس.

أما عن علاقة الدولة الرستمية مع دولة بني مدرار فقد التقت أهدافهما في عدائهم المشترك
للخلافة العباسية وتوطدت بينهم المودة والصداقة وزادت هذه الروابط وثاقة وإحكاما منذ أن زوج اليسع بن اليابس ,ابنه مدرار من أروى ابنة عبد الرحمان بن رستم .
وبالنسبة لطبيعة العلاقات بين الادارسة والرستميين فان الاختلاف المذهبي والعداء التقليدي الموروث بين العلويين والخوارج كان من اهم عوامل التوتر بين الدولتين,هذا فضلا عن العامل الجغرافي الذي أسهم في حدة الخلاف بين الرستميين والادارسة حيث كانت حدودهما متداخلة مما جعل من الصعوبة تحديد انتماء بعض القبائل التي كانت تعيش تارة في كنف الدولة الرستمية, وتارة أخرى تحول انتماؤها
إلى الادارسة , وقد لعبت تلمسان دورا مهما في النزاع بين الرستميين والادارسة
بسبب موقعها الاستراتيجي على الحدود الذي أصبح موضع تنافس بين الدولتين
كما اتسمت العلاقة بين الدولة الرستمية والدولة الأموية بالأندلس بأنها علاقة مودة وصداقة على الرغم من الخلاف المذهبي بين الدولتين إذ أن ثمة أسبابا وراء ذلك
وهي العداء المشترك لكلا الدولتين للخلافة العباسية فضلا عن ذلك قيام دولتي الاغالبة والادارسة في المغربين الأدنى والأقصى,قد أغلق المغرب بوجه الأمويين في الأندلس لذلك حرصوا على توثيق علاقتهم مع الرستميين في تيهرت مستهدفين من وراء ذلك إضعاف أعدائهم الادارسة من جهة,وتامين استمرار اتصال الأندلس بالمشرق من جهة أخرى.وقد انعكست علاقة الصداقة والمودة بين الدولتين على الناحية الاقتصادية التي شهدت نشاطا ملحوظا خلال هذه الحقبة,وتعبيرعن علاقات المودة والصداقة بين الدولتين تبادل الطرفان الهدايا النفيسة,وقد بلغت العلاقات بين الدولتين ذروتها في عهد الإمام أبي اليقظان محمد بن افلح الذي قامت بينه وبين الأمير محمد بن عبد الرحمان بن الحكم علاقات متينة فكان ابواليقظان لايقدم ويؤخر في أموره ومعضلاته إلا عن رأيه.

و لم يتمتع اليقظان في عهده طويلا حيث غمرته الفتن السياسية المائجة والأحوال المتدهورة وزحفت عليه جيوش الشيعة الفاطميين في سنة 296 ه فقتلته في طائفة من أفراد أسرته , وبقتله انقرضت هذه الدولة من تيهرت والتجأ باقي أفرادها إلى الصحراء وأسباب ضعف هذه الإمارة إلى اختلاف شيعتها واشتداد روح العصبية لقبائلها كما تعود تمكّن الخلافات المذهبية في رعاياها فقد كان فيها اباضية وصفرية وسنية وغيرها (1) حيث لما جاء الشيعة إلى تاهرت وجدوا المدينة فاقدة لكل قوة , على أن قوة الشيعة الجارفة كانت من اكبر عوامل انقراضها وانقراض جميع الإمارات الصغيرة والدويلات بافريقية والمغرب وغيرها (2) والخلاف والشقاق بين أئمتها على الحكم أخذت بذلك الدعوة الشيعية تنتشر لصالح العبيديين الفاطميين , وانتهى أمراء الدولة الرستمية وتشتت الاباضية في كل مكان وعلى إثرها سقطت الدولة الرستمية بتاريخ 296هـ الموافق 909م.







توقيع : number47
لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ. إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

في حالة حدوث خلل في أي رابط يمكنك الاتصال بي
اذا كنت تبحث عن درس، تمرين ... ، أيضا يمكنك الاتصال بي
من هنا

<b>z35W7z4v9z8w</b>
number47 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الدولة الرستمية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الدولة الرستمية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسباب سقوط الدولة العثمانية ithriithri80 قسم التاريخ العام 15 2015-02-24 12:34 AM
الجزائر: العلاقة بين مؤسسات الدولة قبيل الانتخابات الرئاسية سيف الدين قسم آخر الأخبار الجزائرية 0 2014-03-29 02:31 PM
الشغل، الدولة والأمة، اشكالية الاحساس والادراك، الذاكرة، الذكاء والتخيل سيف الدين ركن شعبة الآداب والفلسفة واللغات الأجنبية 1 2013-10-06 01:24 AM
بالفيديو .. مدحت صالح: المادة الثانية الأسلام دين الدولة جملة لغوية غلط سيف الدين قسم الأحداث السياسية وأخبار العالم 0 2013-09-25 12:19 PM
[الجولة الخامسة] يوفنتوس في رحلة صعبة لتثبيت صدارته Ami'ne قسم الرياضة العالمية 0 2012-09-24 02:05 PM


الساعة الآن 05:36 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML