الكثير منا يعلم من هو العالم الكبير محي الدين بن عربي و لكن ما لا يعلمه الكثير : مواقفه و أفكاره العظيمة بما يتعلق بالمرأة المسلمة.
و لكن لماذا كان ابن عربي يقدر النساء إلى هذه الدرجة
لانه تعلم مكانة المرأة على يدي أحد شيوخه
و هذا الشيخ هو : فاطمة بنت المثنى القرطبية
ولدت فاطمة في قرطبة و بدأت رحلتها الروحانية في صغرها و كانت تجلب رزقها من الخياطة حتى أُصيبت في يدها ففقدت مصدر عيشها و اضطرت أن تعيش بقية عمرها في ظروف صعبة جداً حتى أن أكلها كان مما كان يلقيه الأغنياء في حاوية القمامة غير أنها كانت تحمد ربها و ترى هذه المحنة نعمة و قد تابعت رحلتها الايمانية حتى وصلت إلى درجة عالية من التقى و الورع و العلم بالدين فكان يقصدها الكبار و الصغار و الرجال و النساء للتزود من علمها و من حبها الإلهي
و قد تتلمذ ابن عربي عندها في بداية شبابه و كانت هي شيخة في التسعين و خدمها عدة سنين و قام هو و اثنان آخران ممن تتلمذوا على يديها ببناء بيت صغير من قصب لها لتستطيع أن تعيش فيه و قد سكنت فيه حتى مماتها.
و قد تعلم منها ابن عربي كثيراً حتى قال عنها " "كانت رحمة لهذا العالم"
و قال عنها أيضاً : عذراء. هيفاء. تقيد النظر من العابدات السائحات الزاهدات...إن أسهبت أتعبت وإن أوجزت أعجزت وإن أفصحت أوضحت. شمس بين العلماء، بستان بين الأدباء. علمها عملها. عليها مسحة ملك وهمة ملك
و كانت تقول : أعطاني حبيبي فاتحة الكتاب فكانت تقرأ الفاتحة بنية شيئ فيكون
وافتها المنية دون أن تترك لنا كتاباً و لم تبني قصوراً و لكن إرثها يكمن في شخص الشيخ ابن عربي الذي دون حياتها في كتبه و التي استطاعت أن تزرع في قلبه أهمية المرأة.
المصادر: الفتوحات المكية لابن عربي – نساء متصوفات لكاميلا هلنسكي- مقالة في الأهرام