أنهت مصالح فرقة البحث والتدخل للأمن الوطني بعنابة، أمس، تحقيقاتها مع أفراد الشبكة المنتمين إلى جماعة "الأحمدية القاديانية"، بعد أكثر من 72 ساعة من الاستجواب الأمني من طرف فرقة مختصة، اعترف خلالها الناشط الرئيسي الذي كان برفقة فتاة وشخصين آخرين أثناء توقيفهم، الجمعة الماضي، بمنزل بحي المدينة القديمة بعنابة، بممارستهم للطقوس الدينية والاقتداء بقيادات الجماعة الأحمدية لمؤسسها "ميرزا غلام أحمد القادياني".
وتم القبض على هؤلاء الأشخاص، حسب مصادرنا، بناء على استغلال سري لمعلومات وردت إلى مصالح الأمن الوطني، مفادها وجود اتصالات هاتفية وأخرى عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لهذه الجماعة مع أفراد من جماعات أحمدية تنشط عبر ولايات شرق ووسط البلاد، خصوصا بولايات سكيكدة والبليدة، حيث كانوا يتلقون الأوامر والتعليمات من قيادات جهوية ودولية في طريق الدعوة إلى الالتحاق بالجماعة الأحمدية ومناهج جمع الأموال والتبرعات من المتعاطفين معهم لصبها في حسابات خاصة لهذه الجماعات في باكستان والهند، والعمل على تحويل هذه الأموال التي يجمعونها من بيع المتعاطفين لممتلكاتهم لبناء المساجد لنشر ما يسمونه "بالدعوة والاقتداء بالجماعة الأحمدية".
توقيف هذه الجماعة المتكونة من 4 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 35 و59 سنة، ويقودهم الناشط الرئيسي الذي يبلغ من العمر 59 سنة، رفقة فتاة هي زوجة أحد الموقوفين، تم، حسب مصادرنا، مع بداية صلاة الجمعة، حيث باغتت فرقة خاصة للبحث والتدخل للأمن الوطني، المنزل الذي كانت تمارس فيه طقوس الجماعة الأحمدية بحي المدينة القديمة "بلاص دارم"، ما مكن من توقيف المشتبه فيهم في حالة تلبس بممارسة شعائر دينية غير مرخص بها من طرف السلطات الجزائرية، إضافة إلى عثورهم على مناشير وكتب وتسجيلات صوتية وفيديوهات تحرّض على الانضمام والانتماء إلى الجماعة الأحمدية واسعة الانتشار بباكستان والهند.
وأضافت مصادرنا أن استجواب مصالح الأمن لهؤلاء الموقوفين، مكن من تحديد قائمة بأسماء أشخاص آخرين، تجري التحريات للقبض عليهم، كانوا في اتصالات دائمة مع "جماعة عنابة"، يزودونهم بالمعلومات والتقارير الدورية حول نشاطهم اليومي، إضافة إلى قائمة بأسماء المتعاطفين معهم، لاسيما وأن الموقوفين استغلوا منزلا مهجورا بحي المدينة القديمة "بلاص دارم"، سلم لهم من طرف أحد المتعاطفين معهم من أجل التمويه والابتعاد عن أعين المصالح الأمنية، التي كانت تمارس عليهم رقابة شديدة منذ فترة، بعد أن حصلوا على معلومات بوجود نشاط لجماعة أحمدية في عنابة.
واعترف أحد الموقوفين بأن استغلال هذا المنزل المهجور بالمدينة القديمة "بلاص دارم"، جاء بطريقة مدروسة من أجل الابتعاد حتى عن أعين الجيران والأقارب، بعدما تسبب انتماؤهم إلى الجماعة الأحمدية في وقوع فتنة حقيقية وسط عائلاتهم التي تبرأت منهم بسبب انخراطهم في هذه الجماعة الضالة. وذكرت مصادرنا أن الموقوفين سيتم إحالتهم على السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة في الساعات القادمة عن تهمة ممارسة شعائر دينية مخالفة للشريعة وقوانين الجمهورية، والتحريض والانخراط في جماعة دينية غير معتمدة وممارسة نشاط ديني دون رخصة، إضافة إلى تهمة جمع الأموال دون ترخيص.
وكشفت مصادرنا أن مصالح الأمن تنسق جهودها مع وزارة الشؤون الدينية من أجل وقف امتداد الجماعة الأحمدية بالجزائر، بعدما اعترف الموقفون بأن الأموال وتبرعات المتعاطفين تحوّل مباشرة إلى القيادة العليا محليا ووطنيا لاستغلالها كمرحلة أولى لإنشاء "مصليات سرية" كمنهج أولي لتجنب ملاحقة مصالح الأمن التي ضيّقت الخناق عليهم في الفترة الأخيرة.
منقول