كيف تكون قائدًا استثنائيًا على طريقة الإمبراطور ماركوس أوريليوس

[hakimdima]

ماركوس أوريليوس، القائد، والملك الفيلسوف خامس الأباطرة الأنطونيين الرومان حكم بين عامي ١٦١ و١٨٠ ميلادية. خلد ماركوس اسمه في التاريخ، لا بسبب سلطته أو إنجازاته العسكرية، بل بسبب أفكاره الفلسفية.

عرف بعدله، وكان مناهضًا لأساليب الحكم القائمة على المخبرين، فقضى على الفساد، وحرر العبيد، ولم يفرض ضرائب جديدة لتمويل حملاته العسكرية، بل باع مقتنايته في مزاد علني، لكنه ناهض المسيحيين واعتبرهم مصدر تهديد للإمبراطورية.

خلال هذه الفترة كتب أفكاره ونظرته للحياة، فوضع مؤلفًا من ١٢ فصلاً عرف بالتأملات، وهو من أبرز آثار الفكر الفلسفي الرواقي.

ماركوس أوريليوس كان قائدًا استثنائيًا من دون أدنى شك وكتابه «تأملات» الذي كتبه لنفسه وليس ليطلع أحد عليه سواه، أصبح مصدرًا للنصائح وللوحي وللتأمل لجميع البشر.
قواعد الصداقة بين الرجال العرب.. 12 خطًا يمنع على الصديق تجاوزه
لقد خلقنا للتعاون


«لقد خلقنا للتعاون، شأننا شأن القدمين واليدين والجفنين وصفي الأسنان، التشاحن ضد الطبيعية، وضدها من ثم العداوة والبغضاء». لقد آمن ماركوس أوريليوس بأنه رغم أنه هناك دائماً مجموعات من الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بأنانية وتعمل وفق مبدأ تدمير الآخرين، فإن البشرية خلقت من أجل العيش بتناغم تام. «خلقنا من أجل مصلحة الاخرين».. وعليه فإنه في المجتمع سيبرز القادة، كما هي حاله، ووظيفة القائد هي أن يسهر على مصلحة وراحة الآخرين، والأمر هذا لا يتم إلا من خلال التعاون.

الأخطاء نتيجة الجهل


«عليك أن تدرك بأن غالبية الأخطاء هي نتيجة الجهل». وفق ماركوس فإن الإنسان عليه أن يتوقف للحظة ويفكر.. فحين يقوم أحدهم باتخاذ القرارات التي تهينك، عليك أن تفكر أولًا بفرضية إن كان محقًا بقراره هذا. أي هل كان يتصرف بطريقة مقبولة أخلاقيًا حتى لو كان القرار لا يخدم مصلحتك الشخصية. إن كان الأمر كذلك فلا تضيع وقتك وطاقتك وأنت تتذمر حول الأمر.

لكن في حال كان يتصرف بطريقة غير مقبولة أخلاقيًا، فعليك أن تدرك بأن تصرفاته هي نتيجة الجهل. ولهذا السبب يكره المعتدي والظالم أن يتم وصفه بإنه غير عادل أو متعجرف أو شجاع. عندما تتعامل كقائد مع التابعين، فإن العقاب يجب أن يتم بطريقة تثقيفية.
أن تعرف حلمك أصعب من تحقيقه.. إليك طريقة معرفة شغفك
لا تمجد نفسك

«لا تبالغ بتمجيد نفسك».. فالقائد الحقيقي هو الذي يتعامل مع منصبه بجدية بالغة، لكن ليس بطريقة تجعل الآخرين يقومون بتأليهه. تذكر أنك كقائد ارتكبت الكثير من الأخطاء، حالك حالهم. وإن تمكنت من تفادي القيام ببعض الأخطاء التي يرتكبها العامة، فاعرف حينها أن إمكانية انهيارك وتصرفك بطريقة أسوأ واردة جدًا.

مجدك من مجد قومك


«لا مجد لك بمعزل عن مجد قومك. ما لا يفيد السرب لا يفيد النحلة. لا مجد لنحلة في خلية منهارة». الحكمة هذه تعبر عن نظرته للحكم وللشعب والتي طبقها بنفسه. فهو لطالما اعتبر أن قوة القائد تنبع من قوة الشعب، لذلك لم يتردد قبل تحرير العبيد والتخلي عن المخبرين وعدم فرض الضرائب الجديدة. بل منح شعبه المساحة والحرية؛ كي يحققوا أمجادهم الخاصة لتكون النتيجة مجده ككقائد.

سيقومون بأذيتك لأنك سمحت لهم بذلك


«عليك أن تدرك أن الآخرين يمكنهم أن يلحقوا بك الأذى لأنك سمحت لهم بذلك». فكر بمناسبة قام خلالها أحدهم بإهانتك.. حينها أنت الذي اتخذ قرار السماح للكلمات بأن تؤذي مشاعرك، بينما كان بإمكانك الشعور بالشفقة عليه؛ لأنه جاهل أو وقح.

التصرفات الوحيدة التي يجب أن تؤذيك حقًا، هي حين تقوم أنت شخصيًا بأفعال مخزية؛ لأنك الوحيد الذي يسيطر على قيمتك كشخص والذي يحدد قيمه.
التوتر يجعلك أقصر.. وأشياء أخرى غريبة يفعلها في جسمك!
أضرار الغضب والحزن أكبر من الأسباب


«أضرار الغضب والحزن أكبر من الأسباب، فالتشاؤم يمكنه أن يسيطر عليك بسهولة». صحيح أنه من الطبيعي أن يقوم بالإنسان بردة فعل عاطفية تجاه المصائب، لكن ما عليك إدراكه هو أنه حين تتصرف بهذه الطريقة، فأنت تمنع نفسك من التعامل مع التحديات التي فرضتها المصائب. وحين تجتاحك الأفكار السلبية ستعلق في تلك الدوامة وتصبح بلا قيمة.

صفاء النفس والروح


«يا نفس، هلا تبقين دائمًا طيبة صالحة مستقيمة، ملمة بعضك على بعض، مجردة، تظهرين بجلاء من وراء الجسد غلافك؟ أتكونين حقًا مغتبطة دائمًا، لا تتحسرين على شيء ولا ترغبين بشيء، مطمئنة إلى ما أنت عليه الآن، متيقنة من أن كل ما يحدث لك هو الخير، وهو البلاغ المبين الذي يصلك من الله؟».

لم يكن ماركوس منيعًا أمام شرور الكون، بل كان كباقي البشر؛ يدرك أن النفس البشرية ضعيفة، ويمكنها أن تميل أو تنهار أمام تقلبات الدنيا. يقر بضعفه عن إدراك أسباب الشرور، لكنه يستلهم الضوء المنبعث من النفس؛ كي يتغلب على كل هذه الشرور.
التأثير السحري لكلمة «شكرًا».. «تحسن صحتك وتزيد ثقتك»
الثروة هي ما تعطي


«الثروة التي ستحتفظ بها للأبد، هي تلك التي تعطيها». القائد الاستثنائي هو الذي لا يضعف أمام المال والسلطة، والذي لا يجعل هدفه في الحياة تجميع الثروات أو ممارسة الديكتاتورية على الآخرين. الفرد الذي هو جزء من كون شامل، لا يمكنه فهمه أو معرفة خفاياه يحدد قيمته بقدر ما يعطي وليس بقدر ما يأخذ.

منقول