قلبكم الأبيض وطن ، وحلمكم الأخضر مدينة
فنظفوا طرقاتها من آثار أقدامهم إذا شعرتم يوماً
أو اكتشفتم أنهم لا يستحقون
ولا تصدقوا مهما حاولوا إقناعكم أن في القلب غرفة واحدة فقط
لا تستوعب سوى إنسان واحد يكون هو الحب وهو الحلم وهو الحياة
وأن هذا الإنسان إذا ما فجعنا يوماً برحيله
توقفت ساعة الزمن وتوقفت الدنيا بعده
أبداً
ففي القلب غرف كثيرة يقيم فيها الكثير من الناس
الذين نلتقيهم وتجمعنا بهم الحياة في ظروف مختلفة
ونقاسمهم تفاصيل الحياة ثم يرحلون تاركين خلفهم
أشياء كثيرة مختلفة ....
فالبعض منهم يترك خلفه وردة حمراء تفقد بريقها مع الوقت
والبعض منهم يترك خلفه حلماً ناقص النمو يلفظ أنفاسه مع مرور الوقت
والبعض منهم يترك خلفه جرحاً نازفاً لكنه يلتئم مع الوقت
وهناك من يترك خلفه إحساساً بالندم، تحتسيه فتره العمر
لكنه أيضاً يتلاشى مع مرور الوقت ..
فهذه لعبة النسيان تلك اللعبة التي يمارسها الوقت معنا
ونمارسها نحن مع قلوبنا مرغمين حين نشعر بأن الذكرى
قد تعوق خطواتنا الثابتة نحو الحياة ومع مرور الوقت نتقن اللعبة.
فنلعبها على أنفسنا فننسى ونتناسى !!!
لكننا بالتأكيد حين نزور مدينه قلوبنا ،نلتقي الكثيرين من الناس
الذين نحتفظ بهم في أعماقنا والذين لم يتمكن غبار الوقت
من إخفاء ملامحهم فنصافحهم بشوق
ونحتويهم بحنين
ونتذكرهم بألم
جميل أن نحبهم إلى الأبد لكن الأجمل أن يبادلونا هذا الحب
إلى الأبد ، كي لا يتحول إحساسنا الجميل تجاههم إلى نوع من
العذاب نمارسه على أنفسنا في الوقت الذي لا يشعرون فيه بنا
فالألم العظيم هو أن تحب إنساناً لا يحبك
والألم الأعظم هو أن تحب إنساناً يحب سواك
لان إحساسك الجميل يتحول مع الوقت إلى زنزانة مظلمة
تعيش فيها وحدك
وتحلم فيها وحدك
وقد تموت فيها وحدك
ولا يشعر بك إلا أنت
فاعتذروا لقلوبكم
إذا أخطأتم يوماً الاختيار
واحرصوا على أمانيكم الجميلة
فهذ الزمان يغتال الأحاسيس الجميلة
ويفقدنا القدرة على الحب
وأشياء أخرى
لا تستمر الحياة إلا بها
فشكراً للقلوب التي أحبتنا وبرغم الحب لم تخلص لنا
وشكراً أكبر
للقلوب التي أخلصت لنا وبرغم الإخلاص لم تحبنا ღღ