أثبت صحة الأطروحة التالية :
″إن قواعد القياس الأرسطي تعصم الفكر من الوقوع في الأخطاء″
مقالة نموذجية:
1/ طرح الإشكالية :
يتميز الإنسان عن سائر المخلوقات الأخرى بالفضول العلمي والرغبة في تجاوز المجهول وحب الاستطلاع, وذلك من خلال التفكر والتأمل العقلي.مما أدى إلى ظهور علم خاص بالقوانين التي توجه الفكر وتجعله متطابقا مع نفسه حتى لا يقع في الأخطاء وهو علم المنطق الصوري الذي احتل مكانة مرموقة وعالية لدى كثير من المفكرين على مر العصور إلا أن هذه القيمة قد تراجعت من خلال الانتقادات والاتهامات الموجهة إليه حتى وُصف بالمنطق العقيم , لكنه يبقى دائما يساهم في تصويب الفكر واستقامته وإكساب الثقة للعلوم الأخرى مما يدفعنا إلى تبني الأطروحة والدفاع عنها ومن هنا لنا أن نتساءل :
كيف يمكن الدفاع على أن الفكر المنطقي هو الأنسب للتفكير السليم ؟
2/محاولة حل الإشكالية :
أ/عرض الموقف كفكرة:
يرى″ أرسطو طاليس ″إن المنطق يمثل القواعد التي تنظم الفكر وتوجه نشاطه حتى لا يقع في الخطأ وتجعله في انسجام تام مع ذاته إذا تقيدنا بهذه القواعد للوصول إلى أحكام صحيحة ويقينية وذلك من خلال مبدأ الثبات ″الهوية″الذي مفاده هو نفسه مهما تغير ومبدأ عدم التناقص الذي ينفي الجمع بين المتناقضين ومبدأ الوسيط الممتنع أي غير المسموح به منطقيا ... كما تتجلى هذه القواعد في التصور والحد والعلاقة العكسية بين المفهوم والماصدق والتعريف القائم حسب الكليات الخمس ... وأبرزها القياس والقواعد المتعلقة بالحدود والقضايا حتى نصل من خلالها إلى نتائج منتجة وصحيحة وعدم احترامها يوقعنا في نتائج فاسدة وغير منطقية مثل :
كل جزائري إفريقي
كل تونسي إفريقي كل جزائري تونسي ←قياس فاسد لعدم استغراق الحد الأوسط .
ويؤكد على ذلك″ أبو حامد الغزالي- حجة الإسلام- ″في قوله : ″من لم يدرس المنطق لا يوثق بعلمه″اذ بواسطته يتم التمييز بين التفكير السليم عن الفاسد .
ب/عرض موقف الخصوم :
في حين أن الفيلسوف الألماني ″هيجل ″رفض المنطق من خلال مبادئ العقل الخاضع لها واستبداله بالمنطق الجدلي و″ديكارت″الذي عارضه بشدة باعتبار انه لا طائل من ورائه ولا جدوى من القياس لان النتيجة فيه مجرد فقط.(تحصيل حاصل)تكرار للمقدمات
نقد موقف الخصوم :
لكن رغم كل هذه الانتقادات إلا انه لا يمكن لأي علم أو فكر أن يتجرد منه بل انه يُستعمل بدون شعور لأنه يقف على ضبط المفاهيم بمنهج سليم يتوافق والعقل البشري و″ديكارت″أثناء صياغته ″ الديكارتي″ استخدم المنطق في حد ذاته فانطلق من مقدمتين ك.ص للوصول إلى نتيجة لازمة: ″ أنا كائن عاقل – أنا أفكر- إذن أنا موجود ″
″Je pense donc je suis″
ج/عرض الراي الشخصي بحجج شخصية:
ورأيي الشخصي أنني أساند الأطروحة حيث يعتبر المنطق هو الأساس الذي يحمي الفكر من التناقض سواء في الحكام أو في المعارف فتبدوا قواعده منطقية يقبلها العقل السليم ويعمل بها –تنظيم عملية التفكير العشوائي تكون دائما في شكل قياس منطقي حسب رأي ″الفارابي″ الذي اعتبره ″يسدد الإنسان نحو الصواب والحق″-.
3/حل الإشكالية :
لنصل في الأخير إلى أن الموضوع قابل للدفاع عنه من خلال الأدلة التي تثبت صحة الأطروحة.