بعيدا عن التحليلات السياسية "العميقة" التي تتناول شتى الأسباب والمراجعات المتعلقة بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي لم يسبق له أن دخل معترك السياسة، بانتخابات الرئاسة الأميركية، فإن هناك أسباب أخرى قد تكون هي التي أوصلته بالفعل إلى البيت الأبيض.
1. يتحدث لغة يفهمها مؤيدوه
عندما يتحدث ترامب إلى قاعدة مؤيديه وأنصاره، فإنه يتحدث بلغة يفهمونها، فلغته البسيطة والسهلة، التي كانت موضع سخرية من وسائل الإعلام والنخب السياسية فيما يتعلق بالفجوة في معرفته بالسياسية الخارجية، لقيت صدى بين أنصاره، خصوصا أنها تبتعد عن المصطلحات الصعبة التي يستخدمها السياسيون.
2. يتواصل مباشرة مع الصحافة
ليس لدى ترامب أي مشكلة في انتقاد الصحفيين ووسائل الإعلام التي تتحداه أو تنتقد سلوكه بشكل علني وصريح، وليس لديه أي مشكلة أيضا في وصف الصحفيين، الذين ينتقدون أنشطته، بالجنون والتهريج والغباء، ومع ذلك فإنه من السهل عليه أن يتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.
بل وقد نجح ترامب في إبقاء بعض الصحفيين ووسائل الإعلام ضمن دوائره المقربة، كما أنه لا مانع لديه من الوقوف في الشارع أو الأماكن العامة والحديث مع الصحفيين.
3. استثمار غضب الشارع
عرف ترامب مدى غضب الشارع والعامة في أميركا، واستغله أفضل استغلال، وبطريقة لم تشهدها أي حملة انتخابية سابقة.
ولم يتوان ترامب عن إظهار مظاهر ديكتاتورية مع منافسته، عندما قال إنه سيزج بها في السجن إذا ما وصل إلى المنصب، ووصفها بأنها شيطانة.
4. لم يتراجع أو يعتذر أبدا
كل المرشحين السابقين تقريبا اعتذروا عن أمور أغضبت الشارع أو الرأي العام، غير أن ترامب رفض أن ينحني أو يعتذر مثلما حدث عندما اتهم بالتحرش الجنسي، بل وأبدى استعداده لمقاضاة أي شخص يتهمه بذلك.
كذلك لم يعتذر لجون ماكين عندما قال عنه إنه أصبح بطلا لأنه وقع أسيرا في فيتنام، كما لم يعتذر عندما قال إن والدة الجندي الأميركي المسلم لم تتحدث لأنه لا يسمح لها بذلك.
هذه الأمور دفعت الناخبين إلى الاعتقاد بأنه يقصد ما يقول بصرف النظر عن مشاعر الآخرين، كما يعتقدون أنه سيقول لهم الحقيقة دائما.
5. المرشح الذي يخرج عن النص
عرف عن ترامب أنه ذلك الشخص الذي يخرج عن النص دائما، الأمر الذي كان يثير مخاوف مساعديه ويبهج أنصاره والمستمعين إليه.
ومثلت خطاباته وكلماته مفتاحا رئيسيا لفوزه، وأصبح التكرار سمة تكتيكية لديه لتعزيز الرسالة التي يريد إيصالها.
6. لا يحظى بدعم النخب
يمكن القول إن ترامب لا يحظى بدعم طبقة النخبة، وهو على الأرجح لا يحتملها، الأمر الذي دفعه إلى الإعلان صراحة أنه لا يريد دعمها بأي شكل من الأشكال.
ورغم كونها مليارديرا، فإنه نجح في إبعاد نفسه عن النخب الرفيعة، وساعده في ذلك، دعم تلك النخب لمنافسته الديمقراطية، فالطبقة العاملة المغلوب على أمرها لا يهمها هوية المرشح الذي يدعمه الموسيقيون والفنانون والسياسيون الأثرياء، الذين يعيشون حياة مترفة لا يمكن لأبناء الطبقة العاملة أن يعيشوا مثلها.
من ناحية ثانية، يبدو ترامب شخصا طبيعيا أكثر من غيره، فقد بنى شهرته بوصفه شخصية مثيرة للجدل ومتعددة الأوجه، وليس كشخصية سياسية ذات بعد واحد لا وجه لها. وهو شخصية مشهورة أيضا بوصفه نجما تلفزيونيا، كما أنه طلّق زوجتين سابقتين، وهو أمر يحدث له كما يحدث للعامة، ولذلك فإنه يبدو شخصا طبيعيا.
7. متابعوه على تويتر
يتمتع ترامب بقاعدة متابعين عريضة على تويتر، وتغريدته العديدة المليئة بالأخطاء عززت الشعور بأنه هو من يقوم بالتغريد بنفسه، وليس لديه فريق لذلك، مثل باقي المنافسين الذين يحرصون على تنقيح تغريداتهم وصياغتها بصورة جيدة وآمنة لمنع تعرضهم لمشكلات لاحقا.
منقول