facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


القسم الاسلامي العام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-06, 12:04 PM   #1
طريقي إلي الجنة


العضوية رقم : 4056
التسجيل : Nov 2014
العمر : 64
الإقامة : بلاد الله الواسعة
المشاركات : 49
بمعدل : 0.01 يوميا
الإهتمامات : الدعوة إلي الله تعالى ونصر سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( أم للجميع من في هاذا المنتدي )
الوظيفة : داعية إسلأمي خريجه الشريعة الإسلأمية
نقاط التقييم : 10
طريقي إلي الجنة is on a distinguished road
طريقي إلي الجنة غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم





إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصَحَابِهِ أَجْمَعِين.

ثُمَّ أَمَّا بَعْدُ:

كنا وعدناكم على أنه في يوم الأربعاء سنتكلم عن مسألةٍ طلب الكلام فيها بعض الإخوة، ولكن ما تمكنا من المجيء في ذلك اليوم، وهي: مسألة: "الطريق إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم".

ومما يجب أن نفهمه ونعرفه: أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة؛ أوجب من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين، وأن من لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو كافر، والأدلة على ذلك قائمة واضحة، ولكن ما طريق هذه المحبة؟

أولاً: نتكلم عن الأدلة على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة جميع الخلق.

يقول الله -سبحانه وتعالى-: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس -رضي الله عنه- المتفق على صحته: ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ)).

ويقول أيضًا من حديث أنسٍ -رضي الله عنه- وهو متفقٍ عليه أيضًا: ((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سَوَاهُمَا، وَأنْ يُحِبّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ الله مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ)).

والشاهد من الحديث: ((أنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سَوَاهُمَا))؛ فتكون محبة الله أولاً؛ ثم محبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما مرتبطتان؛ لأن من يدعي محبة الله، وهو لا يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو كاذبٌ في دعواه.

ولما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "يا رسول الله إنك أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يا عمر))؛ أي: حتى أكون أحب إليك من نفسك؛ قال: "والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي؛ فقال: ((الآن يا عمر)).

عمر بن الخطاب الذي كان من فرط حبه للنبي صلى الله عليه وسلم، لما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ما كاد يصدق؛ بل نسي حتى الآيات التي تدل على أنه صلى الله عليه وسلم سيموت كما يموت غيره من البشر! فلما بلغه الخبر؛ جاء وقال: "من قال إن محمدًا مات ضربت عنقه"؛ حتى شرح الله صدره لكلام أبي بكر -رضي الله عنه- الذي قام خطيبًا في الناس؛ قائلاً: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا فقد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت؛ ثم تلا الآية الكريمة: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا} [آل عمران: 144]؛ فوقع عمر على ركبتيه؛ قائلاً: وكأني لم أسمع بهذه الآية من قبل! ما الذي أنساه؟ ما الذي أذهله؟ فرط حبه، وشدة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم.

كان من حب الصحابة -رضي الله عنهم- له أن أحدهم لا يخاطبه إلا: "فداك نفسي يا رسول الله"، "بأبي أنت وأمي يا رسول الله"، وكان من حبهم له صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتلقون السيوف برقابهم، والرماح بصدورهم دفاعًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته؛ حتى إن أحد الصحابة لما قُدِّمَ للقتل؛ قالوا: أتحب أن يكون محمدًا مكانك؟ قال: "والله ما أحب أن يكون مكاني أبدًا"؛ أي: في القتل.

ومع هذا الحب، وهذا الاحترام والتعظيم والتبجيل والتقدير؛ حتى إن أحدهم لا يكاد يملأ عينه من النظر إليه إجلالاً وحياءً وإكبارًا وتعظيمًا، مع هذا الحب كله؛ فإنهم لم يغلوا فيه؛ كما غلت النصارى واليهود في أنبيائهم، وكما غلى بعض عباد القبور من هذه الأمة، ولم يجفون؛ فكانوا وسطًا بين الغالي فيه والجافي عنه، فلم ينزلوه فوق منزلته، ولم يستغيثوا به أو يدعوه من دون الله، ولم يطلبوا منه ما لا يطلب إلا من الله -سبحانه وتعالى-، ولا يستغيثون به، ولا يدعونه، ولا يقدمون له القرابين.

بل كانت محبتهم له -التي تفوق محبة النفس- تتمثل، ويقيمون دليلاً عليها؛ بطاعته فيما أمر به، وتصديقه فيما أخبر به، وعبادة الله -تبارك وتعالى- وفق شرعه القويم، والبعد عن كل ما حذر منه أو نهى عنه، أو زجر منه أو نهى عنه. ذلك هو طريق محبته صلى الله عليه وسلم.

وليس طريق محبته؛ إقامة الموالد والحفلات والأعياد السنوية التي قلدنا فيها اليهود والنصارى وأعداء الإسلام؛ فمنا من يقيم تلك الحفلات وهو لا يصلي، ولا يتبع هديه صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف من سيرته شيء، وإنما هي حفلات يحضرها كل عام، ويأكل ويشرب ويرتع كما ترتع الأنعام، ويقرأ بعض القصائد وبعض المدائح فحسب! بينما تجده لا يمثل الإسلام لا ظاهرًا ولا باطنًا.

وتلك الأعياد والحفلات إنما وقعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو أربعة قرون، وبناءً على ذلك فإن ثمة سؤالاً يطرح نفسه؛ لما لم يفعل هذا الصحابة؟ لما لم يفعل هذا التابعون؟ لما لم يفعل هذا الأئمة الأربعة؟ أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد -رحمهم الله تعالى- وغيرهم من أئمة الدين؛ كالأوزاعي والليث، والسُفيَانين، وعبد الرزاق، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، والطحاوي، وغيرهم من أئمة الهدى والدين، لما لم يفعلوا ذلك؟ هل قصروا في تنفيذ أمره صلى الله عليه وسلم؟ ما الجواب؟ هل قصروا في ذلك؟! هل بلغنا علمٌ لم يبلغهم؟! هل نزل وحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! هل كنا نحن المتأخرين -الذين وقعنا في تلك الأعياد الجاهلية- هل نحن أعلم منهم، أو أفقهم منهم، أو هل ندانيهم أو نساوي عُشْرَ مِعْشَارِهم؟! حتى يأتي من يأتي بعد القرن الرابع؛ فيشرع هذه التشريعات الجاهلية! ويقيم تلك الأعياد البدعية الجاهلية؟! من الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الموالد؟ إن هذا من أعمال الجاهلية، والجهلة والمبتدعة والخرافيين والدجاجلة الذين يأكلون أموال الناس بالباطل؛ ولذلك أنا ضربت لكم مثلاً بفرط وشدة حبة الصحابة له عليه الصلاة والسلام. أكثروا من الصلوات والسلام عليه وبخاصة في يوم الجمعة، ولا تكونوا بخلاء، ولا تكونوا من قوم "صلعم"، أو من قوم "ص"، تلك العادات الصحفية التي تبخل حتى أن تكتب "صلى الله عليه وسلم"! وإنما يكتبون حرف الصاد، أو يكتبون صلعم، يختزلون اختزالاً، نسأل الله العافية والسلامة، ((رغم أنف امرئٍ ذكرت عنده فلم يصل عليَّ)) صلى الله عليه وسلم.

ولا تتحول الصلاة والسلام عليه إلى أغاني وأناشيد، وابتهالات وتكسر بالصوت وألحان؛ كما يجري في بعض البلاد الإسلامية دبر كل صلاة؛ هذا أيضًا من أعمال الجاهلية، هذا بدعة؛ وإنما تصلى وتسلم عليه بنفسك، دون ارتباط بلفظٍ جماعيٍ، وأفضل الصلاة والسلام عليه، أفضل صيغة؛ هي الصلاة الإبراهيمية التي أُمرنا نقرأها في التشهد، وقد اختصرها الصحابة في جملة واحدة وهي: "صلى الله عليه وسلم"؛ فمحبته صلى الله عليه وسلم ليست في هذه الطقوس، وليس في إقامة تلك الحفلات، ولا في الأغاني والأناشيد، والأهازيج، ولا في إقامة الموالد والأعياد الجاهلية؛ وإنما تكون محبته باتباعه والسير على نهجه، والعض على سنته بالنواجذ، وتطبيقها ظاهرًا وباطنًا، قولاً وعملاً واعتقادًا؛ قال الله -عزَّ وجل-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

وقال الله -تبارك وتعالى- أيضًا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].

فدليل محبة الله ورسوله؛ إتباعه صلى الله عليه وسلم في هديه وسيرته وسنته وتطبيق شرعه، ويقول الله -جل وعلا-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].

ويقول -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].

فهذا هو طريق المحبة، ودليل المحبة، أما أن ندعي المحبة ونحن نترك أوامره ونقع في محارمه؛ فهذه دعاوى كاذبة، لم يُقَم عليها دليل؛ حتى وإن فعلنا آلاف الحفلات فإن ذلك زبد، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17].

فإقامة الحفلات ما هو إلا زبد، ولو ترنم به الملايين عبر الإذاعات ووسائل الإعلام في كل عام، ولو رأينا الكثير يفعله؛ فإن العبرة ليست بالكثرة؛ وإنما العبرة بإقامة العمل على دليل وبرهان واضح من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وإلا فالكثرة فقد ذمها الله -عزَّ وجل- إذا لم تكن على حق وهدى؛ قال الله -جل وعلا-:

{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116]

وقال -تبارك وتعالى-: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]

{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]

{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106]

فلابد -يا عبد الله!- من أن نقيم البرهان والدليل على صدقنا في دعوى محبته صلى الله عليه وسلم، ولا يكفي أن ندعي هذه الدعاوى دون إقامة الدليل.

طيب، لو اعترض معترض؛ فقال: أنتم بيَّنتم طريق المحبة، وأدلته من الكتاب والسنة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ ألم يُسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين؛ فأمر بصيامه، وقال: ((إنه يومٌ ولدت فيه، وأنزل عليَّ فيه))؛ أليس هذا الحديث صحيحًا؟ الحديث صحيح.

سُأل عن صوم يوم الاثنين؛ قال: ((هو يوم ولدت فيه، ويوم أُنزل عليَّ فيه، أو بعثت فيه)).

السؤال ما هو؟ هل هذا دليل على إقامة حفلات المولد؟

بعض الخرافيين والمبتدعة يستدلون به زورًا وبهتانًا، وظلمًا وعدونًا، زاعمين أو متعلقين بكلمة: ((يومٌ ولدت فيه))؛ لكن عدة أسئلة تبطل هذا الاستدلال.

أولاً: ما الذي سُأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟

يومٌ في السنة؟ أو يومٌ من كل أسبوع؟

يومٌ من كل أسبوع؛ وهو يوم الاثنين، وليس اليوم الثاني عشر من ربيع الأول؛ وإنما سُأل عن صيام يوم الاثنين.

ثانيًا: أن المسئول عنه هل هو الحفلات أم الصوم؟ إقامة المأدبات والحفلات أم الصوم؟

الصوم؛ فإنما يفعل للمولد عكس ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصيام.

وثالثًا: أن المقصود يوم اثنين في السنة ولا يوم الاثنين من كل أسبوع؟

يوم الاثنين من كل أسبوع، فمن حافظ على صوم ذلك يكون في نهاية العام قد صام كم يوم؟ ها؟ أين الذين يجيدون الحساب؟

أكثر من 48؛ لأن الشهر يزيد على الأربعة أسابع يومين؛ أليس كذلك؟ يوم أحيانًا ويومين أحيانًا أخرى.

فيكون قد صام قرابة خمسين يومًا؛ لو قلنا أن السنة خمسون أسبوعًا، وتتكرر فيه كم يوم من الاثنين؟ خمسون يومًا.

فيكون لو صام من كل أسبوع يوم الاثنين؛ يكون قد صام خمسين يومًا.

رابعًا: أن الذي اتفقت عليه السير أن مولده كان في يوم الاثنين بالفعل، وأما تحديد الشهر واليوم من الشهر فإن ذلك فيه عشرات الأقوال، مُختَلَفٌ فيه اختلافًا بينًا؛ فقيل في ربيع الأول، وقيل في رجب، وقيل في ذي القعدة، وقيل في غير ذلك، وقيل في الثامن وقيل في التاسع وقيل في الثاني عشر، وقيل غير ذلك، ونحن لسنا متعبدين بمعرفة التواريخ؛ اللهم إلا يومًا عظمه النبي صلى الله عليه وسلم وأمرنا بتعظيمه، أو صيامه أو العمل به؛ كأيام الحج، وصوم رمضان، ونحو ذلك، وصوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وستة من شوال، ويوم عاشوراء، ويوم عرفة، والأيام البيض؛ هذه التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن اتفقنا أن دليل محبته أن نتبعه وأن نسير على نهجه، وأن نهتدي بهديه.

فإذا كان التاريخ قد اختُلِفَ فيه؛ فإن الذي ينبغي لنا أن نفهمه أنه قد حصل مولده يوم الاثنين الذي أمرنا بصيامه، وإذا أردنا إجلاله وتعظيمه؛ فلنتبعه في ذلك، فنصوم يوم الاثنين تأسيًا به صلى الله عليه وسلم.

يُضاف إلى هذا أن يوم الاثنين هو يومٌ تعرض فيه الأعمال على الله -عز وجل- يوم الاثنين، ويوم الخميس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ذلك؛ ويقول: ((أريد أن يعرض عملي وأنا صائم)).

فعلينا أن نتأسى به -عباد الله- بدلاً من أن نحول محبته إلى طقوس ما أنزل الله بها من سلطان، فيحضر المغنيين والمغنيات، وتقرأ قصيدة البردة الشركية الوثنية، التي ملأت بالشرك والبدع والخرافات، ولو لم يكن فيها إلا قول صاحبها: «يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند نزول الحادث العمم» لكفى بذلك شركًا، وأعظم منه، وأخطر منه، وأخبث منه؛ البيت الذي يقول: «وإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم» فما ترك -المسكين- لله -عز وجل- ذرة في الكون إلا وهي من جود النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو جود من الله، ورحمة من الله مزداة، ونعمة من لله -تبارك وتعالى- على هذه الأمة، وليست السموات والأرض من جوده؛ بل هو نفسه عليه الصلاة والسلام فضلٌ من الله علينا ورحمة من الله علينا، ومن جود الله -تبارك وتعالى- علينا، وليست الدنيا والآخرة من جوده عليه الصلاة والسلام ولا من جود غيره؛ كما أن علمه من علم الله، وليس المراد أن علم الله مستمدٌ من علمه؛ لأنه إذا قلنا: «ومن علومك علم اللوح والقلم»، كأن ما في اللوح والقلم مستمد من علم النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح هو العكس أن الله -تبارك وتعالى- هو الذي علمه وألهمه وأوحى إليه، وأما علوم اللوح والقلم فهي خاصة بالله -سبحانه وتعالى- ولم تؤخذ من علم أحد لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل.

وأدهى من هذا الهراء الذي يدعون؛ أنهم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر ذلك المولد! ويقيمون قومة رجل واحد بدعوى أنه يحضر، سبحان الله!

حاشاه صلى الله عليه وسلم أن يحضر مجالس اللهو والرقص والطرب والموسيقى والألحان والغناء والبذخ والبدع والخرافات. حاشاه ذلك صلى الله عليه وسلم، ينزه عن ذلك، ومبرأٌ عن ذلك.

ثم إنه لا يحضر عند أحد، ولا يراه أحدٌ يقظةً، ومن زعم هذا الزعم؛ فقد أعظم على الله الفرية؛ من ادعى أنه يراه يقظة؛ كما نشرت بعض الصحوف المشبوهة المريضة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُرى يقظةً، من يزعم ذلك فإنه كذاب أشر، ودجال، ومتقول على الله -عزَّ وجل-، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.

نعم، رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حقٌ؛ إذ أنه لا يتمثل به الشيطان، وهو خاصٌ بالمنام لا في اليقظة، ولكن لهذه الدعوى شروط، لتصديق هذه الدعوى شروط.

ما هي هذه الشروط؟

أولاً: أن يكون مدَّعي هذه الرؤيا من ذوي الصلاح والاستقامة والتقى، أما لو كان مدعي الرؤيا من عباد القبور والخرافيين والمبتدعة، والذين يتعلقون بغير الله؛ لا نصدقه في دعواه، ولو ادعى من هنا إلى يوم القيامة.

وثانيًا: ألا يصفه بوصفٍ لا يليق؛ أي بمعنى: أن يصفه بالأوصاف التي جاءت بها السنة والسيرة الصحيحة.

ثالثًا: ألا يدعي أنه أمره بأمر يخالف الكتاب والسنة وما جاء به من عند الله؛ فلو ادعى أنه أمره بصلاة سادسة، أو بذكر معين غير ما جاء في الكتاب والسنة، أو بالتعلق بغير الله -عزَّ وجل-، أو بالاعتداء على فلان أو بقتل فلان؛ قلنا له: لست صادقًا في هذه الدعوى؛ وإنما هي فرية افتريتها.

فإذا توافرت هذه الشروط؛ فالرؤيا ما حكمها؟ حقٌ؛ يُتفاءل بها ويُستأنس بها، ويُؤمل فيها خيرًا.

وأما دعوى الرؤية يقظة فهذه فرية؛ افتراها بعض المتأخرين من الخرافيين والمبتدعة؛ يهزون رؤوسهم ويرقصون ويقومون ويقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حضر هذه الحضرة! والله أنهم كذابون، وأفاكون ودجالون، لا يمكن للمصطفى صلى الله عليه وسلم -ويُنزَّهُ- أن يحضر مثل هذه الخرافات.

الرسول صلى الله عليه وسلم ما حضر لما ثارت الفتن، وأثارها اليهودي عبد الله بن سبأ -أخزاه الله-، لم يحضر الخلاف الذي نشأ بين الصحابة -رضوان الله عليهم-. لما لم يحضره ويفضه ويصلح أمرهم؟ لأنه قد انقطع من أمور الدنيا تمامًا، وانقطع بذلك الوحي من السماء.

شوهد بلال -رضي الله عنه- يومًا من الأيام يبكي؛ فقيل له: كيف تبكي؟! وقد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم لما هو أفضل من هذه الدنيا -التي هي دار ممر ودار معبر ومتاعب ومآسي-؛ قال: والله لا أبكي الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كنت أحبه لا أبكي كونه انتقل إلى الدار الآخرة؛ لأن ذلك خيرٌ له، ولكنني أبكي انقطاع الوحي من السماء" هذا هو الفقه بعينه. وليس الذين يتراقصون كما تتراقص النساء، ويدعون أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يحضر ذلك المرقص، الذي سموه "حفل مولد"!!

فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!

على المسلم أن يتجرد من التقليد الأعمى، ومن التعصب، وأن يجتهد فيما أمره الله به، وفي تطبيق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن يلقى الله -جل وعلا-.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يجعلنا وإياكم ممن يحبه ويقتدي به ويتبعه، وأن يحشرنا معه يوم القيامة، وأن يرزقنا وإياكم شربة من حوضه، شربة لا نظمأ بعدها أبدًا، وأن يجعلنا ممن وُفِّقَ لإحياء سنته، وطاعته ومحبته على الوجه الذي يُرضي الله -سبحانه وتعالى-.

مكتبة الشيخ صالح بن سعد السحيمي


طريقي إلي الجنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2014-11-06, 05:08 PM   #2
سيف الدين

.:: المدير التنفيذي ::.
kaizen 🌟
عالم من الحياة

 
الصورة الرمزية سيف الدين

العضوية رقم : 4
التسجيل : Sep 2012
الإقامة : Algiers
المشاركات : 7,631
بمعدل : 1.72 يوميا
الإهتمامات : التصميم، البرمجة، التنمية البشرية والذاتية،..
نقاط التقييم : 6315
سيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond reputeسيف الدين has a reputation beyond repute
سيف الدين متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي رد: اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا استاذة الطيبة .. الله يحفظك


توقيع : سيف الدين


غدا كان يوما جميلا باذن الله 🥰

الدعاء 2 🎉😇

سيف الدين متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2014-11-06, 09:55 PM   #3
طريقي إلي الجنة


العضوية رقم : 4056
التسجيل : Nov 2014
العمر : 64
الإقامة : بلاد الله الواسعة
المشاركات : 49
بمعدل : 0.01 يوميا
الإهتمامات : الدعوة إلي الله تعالى ونصر سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( أم للجميع من في هاذا المنتدي )
الوظيفة : داعية إسلأمي خريجه الشريعة الإسلأمية
نقاط التقييم : 10
طريقي إلي الجنة is on a distinguished road
طريقي إلي الجنة غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي رد: اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

ولكم مثل مادعوتم به

... أشكركم على حسن مروركم العطرر...


طريقي إلي الجنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2014-11-07, 07:28 PM   #4
شعاع الامل

 
الصورة الرمزية شعاع الامل

العضوية رقم : 3095
التسجيل : Jul 2014
المشاركات : 799
بمعدل : 0.21 يوميا
الإهتمامات : المطالعة الشعر
الوظيفة : امة من اماء الله
نقاط التقييم : 1530
شعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant futureشعاع الامل has a brilliant future
شعاع الامل غير متواجد حالياً

الأوسمة التي حصل عليها شعاع الامل
معلومات الإتصال :
افتراضي رد: اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا وقبل كل شيئ نحن لا نختلف ان محبة الرسول صل الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم ومسلمة
وان الله هو الواحد الاحد المنفرد بالعبودية وان محمد عبده ورسوله وخير خلقه في البرية
ولكن الشيئ الذي لا اتوافق فيه معك هو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
وساناقش موضوعك خطوة خطوة

اولا قولك

(وليس طريق محبته؛ إقامة الموالد والحفلات والأعياد السنوية التي قلدنا فيها اليهود والنصارى وأعداء الإسلام؛ فمنا من يقيم تلك الحفلات وهو لا يصلي، ولا يتبع هديه صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف من سيرته شيء، وإنما هي حفلات يحضرها كل عام، ويأكل ويشرب ويرتع كما ترتع الأنعام، ويقرأ بعض القصائد وبعض المدائح فحسب! بينما تجده لا يمثل الإسلام لا ظاهرًا ولا باطنًا.)

حسنا قول التي قلدنا فيها اليهود والنصارى واعداء الاسلام فما قصة صيام المسلمين ليوم عاشوراء
أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_ قَال:َ "قَدِمَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى - زاد مسلم في روايته: "شكراً لله _تعالى_ فنحن نصومه"، وللبخاري في رواية أبي بشر "ونحن نصومه تعظيماً له"-. قَال:َ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم.ْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" في رواية مسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرَّق فرعون وقومه

اما فمنا من يقيم تلك الحفلات وهو لا يصلي، ولا يتبع هديه صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف من سيرته شيء، وإنما هي حفلات يحضرها كل عام، ويأكل ويشرب ويرتع كما ترتع الأنعام، ويقرأ بعض القصائد وبعض المدائح فحسب! بينما تجده لا يمثل الإسلام لا ظاهرًا ولا باطنًا.)
فلندري لعلها ساعة اجابة فيهديه الله يقول عز وجل "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"

(وتلك الأعياد والحفلات إنما وقعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو أربعة قرون، وبناءً على ذلك فإن ثمة سؤالاً يطرح نفسه؛ لما لم يفعل هذا الصحابة؟ لما لم يفعل هذا التابعون؟ لما لم يفعل هذا الأئمة الأربعة؟ أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد -رحمهم الله تعالى- وغيرهم من أئمة الدين؛ كالأوزاعي والليث، والسُفيَانين، وعبد الرزاق، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، والطحاوي، وغيرهم من أئمة الهدى والدين، لما لم يفعلوا ذلك؟ هل قصروا في تنفيذ أمره صلى الله عليه وسلم؟ ما الجواب؟ هل قصروا في ذلك؟! هل بلغنا علمٌ لم يبلغهم؟! هل نزل وحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! هل كنا نحن المتأخرين -الذين وقعنا في تلك الأعياد الجاهلية- هل نحن أعلم منهم، أو أفقهم منهم، أو هل ندانيهم أو نساوي عُشْرَ مِعْشَارِهم؟! حتى يأتي من يأتي بعد القرن الرابع؛ فيشرع هذه التشريعات الجاهلية! ويقيم تلك الأعياد البدعية الجاهلية؟! من الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الموالد؟ إن هذا من أعمال الجاهلية، والجهلة والمبتدعة والخرافيين والدجاجلة الذين يأكلون أموال الناس بالباطل؛)

هل تحرّم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة ؟! وهل تحرّم جمع القرءان في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي لم يفعله ؟! فإن كنتَ تُحرّم ذلك فقد ضيقتَ ما وسع الله على عباده من استحداث أعمال خير لم تكن على عهد الرسول، فقد قال رسول الله : " مَن سَن في الإسلام سُنةً حسَنَةً فلَهُ أجرُها وأجْرُ مَن عَملَ بها بعده من غير أنْ ينقُص من أُجورهم شىء " رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وقال سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح : " نعم البدعة هذه " رواه الإمام البخاري في صحيحه.
ومن هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه :"المُحدثـات من الأمور ضربان أحدُهما : ما أُحدث مما يُخالفُ كتابـاً أو سُنةً أو أثراً أو إجماعاً ، فهذه البدعة الضـلالة ، والثانيـة : ما أُحدثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا ، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومة ". رواه الحافظ البيهقي في كتاب " مناقب الشافعي " ج 1 ص 469.

و قال العلاّمة إبن الحاج المالكي :

"فَانْظُرْ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ إلَى مَا خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذَا الشَّهْرَ الشَّرِيفَ وَيَوْمَ الِاثْنَيْنِ.أَلَا تَرَى أَنَّ صَوْمَ هَذَا الْيَوْمِ فِيهِ فَضْلٌ عَظِيمٌ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ فِيهِ. فَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي إذَا دَخَلَ هَذَا الشَّهْرُ الْكَرِيمُ أَنْ يُكَرَّمَ وَيُعَظَّمَ وَيُحْتَرَمَ الِاحْتِرَامَ اللَّائِقَ بِهِ وَذَلِكَ بِالِاتِّبَاعِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَوْنِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَخُصُّ الْأَوْقَاتَ الْفَاضِلَةَ بِزِيَادَةِ فِعْلِ الْبِرِّ فِيهَا وَكَثْرَةِ الْخَيْرَاتِ... فَتَعْظِيمُ هَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إنَّمَا يَكُونُ بِزِيَادَةِ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَاتِ فِيهِ وَالصَّدَقَاتِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْقُرُبَاتِ، فَمَنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ فَأَقَلُّ أَحْوَالِهِ أَنْ يَجْتَنِبَ مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ وَيُكْرَهُ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِهَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مَطْلُوبًا فِي غَيْرِهِ إلَّا أَنَّهُ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَكْثَرُ احْتِرَامًا كَمَا يَتَأَكَّدُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فَيَتْرُكُ الْحَدَثَ فِي الدِّينِ وَيَجْتَنِبُ مَوَاضِعَ الْبِدَعِ وَمَا لَا يَنْبَغِي"
و قال الحافظ إبن كثير في تاريخه عن الملك المظفر:
"كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا، وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدا في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة."
و قال الحافظ السيوطي في رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"،
قال "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون

اما ان نقول عنهم انهم جهلة ومبتدعة وخرافين ودجلة فمن نحن لنكفر الاخرين فالنترك امر الخلق للخالق فليس بيدنا الاحقية بتكفير الاخرين مادام انه مسلم ويشهد ان لا الاه الا الله وان محمدا رسول الله فالله ادرى بحاله منا وانما الاعمال بانيات والنية لا يعلمها الا الله عز وجل

"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"

( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )

قد اطلت الرد ولكن لا تفهمي من ردي اني اتبع طريق معين فانا لست سلفية او صوفية
انا مسلمة اشهد ان لا الاه الله وان محمدا عده ورسوله وشعاري الحلال بين والحرام بين
ارجوا ان تتقبلي مروري وسامحيني على الرد فقد نتفق او نختلف ولكن المهم والاهم الحترام
احترامي وتقديري لك اختي الفاضلة
ودمت بالف خير


شعاع الامل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2014-11-16, 05:58 AM   #5
طريقي إلي الجنة


العضوية رقم : 4056
التسجيل : Nov 2014
العمر : 64
الإقامة : بلاد الله الواسعة
المشاركات : 49
بمعدل : 0.01 يوميا
الإهتمامات : الدعوة إلي الله تعالى ونصر سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( أم للجميع من في هاذا المنتدي )
الوظيفة : داعية إسلأمي خريجه الشريعة الإسلأمية
نقاط التقييم : 10
طريقي إلي الجنة is on a distinguished road
طريقي إلي الجنة غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي رد: اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

ولكم مثل مادعوتم به

... أشكركم على حسن مروركم العطرر...


طريقي إلي الجنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2014-12-04, 12:05 PM   #6
هيثم السوفي


العضوية رقم : 2029
التسجيل : Oct 2013
العمر : 32
المشاركات : 201
بمعدل : 0.05 يوميا
نقاط التقييم : 32
هيثم السوفي is on a distinguished road
هيثم السوفي غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي رد: اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

شكرا على الموضوع القيم


هيثم السوفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اَلطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ لميس40 قسم القرآن الكريم 0 2013-11-30 07:30 AM
إِرْشَــادُ الْعَابِدِ إِلَى بَعْضِ أَخْطَاءِ النِّسَـاءِ فِي المَسَـاجِدِ لميس40 القسم الاسلامي العام 0 2013-05-05 12:45 PM
رَافِقْ كُلَّ مَنْ أَرَادَ الخُرُوجَ مِنْ حَيَاتِكْ إِلَى البَابْ،،، سجل..انا جزائرية القسم العام 3 2012-09-29 11:37 AM


الساعة الآن 09:31 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML