تجري محاولات كبيرة لعقد لقاء يجمع الفلسطينيين والإسرائيليين، هذه المرة يدخل فيها لاعب دولي جديد بمبادرة جديدة لجمع رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس وزراء الاحتلال نتانياهو على طاولة واحدة، بعد توقف المفاوضات بينهما عام 2014؛ نتيجة رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين، والإفراج عن أسرى فلسطينيين من معتقلاتها.
وحظيت المبادرة الجديدة فورا باهتمام وموافقة مباشرة من الخصمين؛ لسبب أن اللاعب هذه المرة إقليمي مؤثر، وضيف نشط حديثا في المنطقة، ويملك أوراق قوة، ولديه أيضا أهداف ومصالح تتجاوز حدود تقريب وجهات النظر بين أبومازن ونتانياهو.. إنه الدب الروسي، فلاديمير بوتين. وكشفت مصادر صحفية عبرية النقاب عن اتصالات لعقد لقاء قمة بين عباس ونتانياهو، في موسكو، ومن المتوقع أن يجري خلال شهر أكتوبر المقبل، أو قبله.
وقال السفير الفلسطيني في روسيا عبد الحفيظ نوفل: “بحكم علاقتنا التاريخية مع روسيا، وافقت القيادة الفلسطينية من حيث المبدأ على العرض الروسي بعقد لقاء مباشر بين الرئيس عباس ونتانياهو، في إطار إحياء مفاوضات السلام المتوقفة”.
وأضاف “في إطار انسداد شريان السلام منذ أكثر من عامين، قدمت روسيا الصديقة والمساندة للقضية الفلسطينية، مبادرة لإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية”. وأشار السفير إلى أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، يتواجد حالياً في المنطقة، ويبحث مع الجانب الإسرائيلي هذا العرض.
وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، قد نقلت عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله: إن بوتين اقترح استضافة محادثات سلام مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي هذا الإطار، قال المختص في الشأن الصهيوني صالح النعامي لـ”الخبر”: “المفارقة أن للرئيس المصري دورا مركزيا للضغط على أبومازن لحضور الاجتماع بالشرط الإسرائيلي. وتحرك بوتين يأتي في الوقت الذي لم يعد كبار المسؤولين الصهاينة يكتفون بمسوغات دينية وأمنية لتبرير مواصلة السيطرة على الأراضي الفلسطينية، بل باتوا يجاهرون بحماسهم لمواصلة احتلالها لدواع اقتصادية أيضا”.
وتابع محدثنا مستطردا “في حال تمكن بوتين بمساعدة السيسي من تنظيم لقاء يجمع عباس ونتانياهو في موسكو، فإن هذا لا يعني فقط مساعدة إسرائيل على قبر المبادرة الفرنسية، التي تخشى تل أبيب منها وأن تفضي إلى عزلتها دوليا، بل يعني أيضا أن السلطة الفلسطينية تضفي شرعية على مشاريع التهويد والاستيطان التي يعكف الاحتلال عليها حاليا”.
وفي الوقت الذي كُشف النقاب عن حرص نتانياهو وبوتين على إجراء اتصال هاتفي بينهما أسبوعيا، قال معلق إسرائيلي بارز: إن بوتين يساعد نتانياهو في تضليل العالم، وتمكين إسرائيل من عدم الوفاء بمتطلبات تحقيق التسوية السياسية للصراع مع الفلسطينيين.
وأوضح بن كاسبيت، المعلق السياسي والأمني في صحيفة “معاريف” العبرية، أن عرض بوتين ونتانياهو بعقد لقاء يجمع الأخير برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في موسكو “لا يعدو كونه مسرحية تهدف إلى منع صدور قرار دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
وشدد كاسبيت على أن بوتين ونتانياهو “توافقا على هذه المسرحية من أجل قطع الطريق على أوباما، ونزع مبررات أي قرار يصدر عن مجلس الأمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
ولفت المعلق الصهيوني إلى أن بوتين وظف مبعوث اللجنة الرباعية الدولية، الروسي نيكالو مالدينوف، في تضليل الفلسطينيين، من خلال الإيعاز له بانتقاد سياسة الاستيطان الإسرائيلية أمام مجلس الأمن، من أجل إقناع قيادة السلطة في رام الله بأنه بإمكانهم وضع الثقة بموسكو كوسيط بينها وبين تل أبيب.
منقول