دعا المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الخميس، جبهة النصرة للتفكير في مصير سكان شرق حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة، إذا بقي مقاتلوها في المدينة، في وقت تشن القوات الحكومية السورية، بدعم روسي، غارات مكثفة لطردهم والسيطرة على المدينة.
وأعرب المبعوث الدولي إلى سوريا، خلال مؤتمر صحفي في جنيف بشأن تطورات الوضع في سوريا، عن استعداده لمرافقة مسلحي جبهة النصرة، أثناء خروجهم من شرق حلب، قائلا لهم: "إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم (...) فإنني مستعد شخصيا لمرافقتكم".
وقال دي ميستورا إن حلب ستتدمر بالكامل خلال أقل من 3 أشهر إذا استمر معدل القصف الحالي، مناشدا جبهة النصرة، وهي قوة فعالة من المتشددين أعلنت مؤخرا انفصالها عن تنظيم القاعدة، وأطلقت على نفسها اسم جبهة "فتح الشام"، للخروج من شرق حلب لأجل آلاف المدنيين.
وأضاف دي ميستورا "لن نقبل أن تقع مجازر في شرق حلب شبيهة برواندا وسربرنتسا"، قائلا إن 1500 من مقاتلي جبهة النصرة انسحبوا من حلب (الواقعة في شمال سوريا) بعد معركة الراموسة.
ووفقا للمبعوث الدولي لسوريا تشير التقديرات إلى وجود 900 مقاتل من جبهة النصرة، من أصل ثمانية آلاف مقاتل من المعارضة، في شرق حلب.
وتخالف التقديرات الجديدة لأرقام المقاتلين في حلب التي قالها دي ميستورا، الخميس، ما أعلنه، خلال جلسة لمجلس الأمن، الشهر الماضي، حين قال إن أكثر من نصف جميع المقاتلين في حلب تابعون لجبهة فتح الشام (النصرة سابقا).
فيما يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن 50 بالمائة من مقاتلي المعارضة في حلب هم من عناصر جبهة النصرة، "بحسب تأكيد الأمم المتحدة"، وذلك وفق ما ورد على مواقع إلكترونية دبلوماسية روسية.
الموقف الحرج
إلا أن دي ميستورا عاد ليقول، في مؤتمر الخميس، إن "وجود مقاتلي المعارضة في حلب ليس مبررا لتدمير المدينة"، مشيرا إلى تدمير مستشفيين في شرق حلب الأسبوع الماضي، والحاجة لإخلاء طبي لنحو 200 شخص.
وأكد أنه منذ 23 سبتمبر الماضي قتل أكثر من 350 شخصا في شرق حلب، معظمهم من الأطفال، مضيفا "الاستمرار بهذه الوتيرة سيؤدي إلى تدمير المدينة القديمة في شرق حلب".
ومضى يقول: "لا يمكن إنكار أننا نواجه موقفا حرجا في سوريا بسبب تطورات حلب"، مشيرا إلى أن وقف التواصل الأميركي-الروسي شكل انتكاسة في سوريا، "لكن مجموعة العمل بشأن سوريا ستبقى رغم ذلك".
واستطرد "لا يوجد بديل سوى تجديد اتفاق وقف العدائيات. لا يمكن لأي طرف الانتصار عسكريا في سوريا حتى لو حقق تقدما".