أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أنها طالبت بريطانيا رسميا بإلغاء وعد بلفور القاضي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وإصدار وعد جديد يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وذكر وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين" أنه طلب ذلك رسميا خلال لقاء جمعه مع نظيره البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين الماضي، في العاصمة البريطانية لندن، حسبما أفادت وكالة "وفا" الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال الوزير: "طالبنا الجانب البريطاني أن يصدر وعدا جديدا ينهي الوعد الذي مر عليه 99 عاما، تلتزم فيه بريطانيا بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ودعمها لإقامة دولة فلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مضيفا: "تحدثنا عن المسؤولية التاريخية لبريطانيا تجاه ما حدث نتيجة وعد بلفور والاعتذار المطلوب إن كانت تملك الجرأة والشجاعة في تحمل مسؤولياتها حيال ما حدث ضد الشعب الفلسطيني نتيجة الوعد".
وأكد المالكي أنه جرى مطالبة جونسون رسميا بـ"أن تمتنع الحكومة البريطانية عن المشاركة في أي نشاط أي كان احتفالي بهذه المناسبة لأن هذا يمس مشاعر الفلسطينيين ويؤثر كثيرا على العلاقات الفلسطينية البريطانية".
وقال الوزير الفلسطيني إنه تم الاتفاق خلال اللقاء، على تشكيل لجنة مشتركة لتقييم تأثيرات وعد بلفور على العلاقات الثنائية وانعكاسات ذلك على الوضع الفلسطيني منذ 100 عام، مؤكدا ضرورة أن تخرج اللجنة بتوصيات يمكن أن تساعد بريطانيا بالخروج من هذه المسؤولية التي تراكمت نتيجة الوعد.
ولفت المالكي، إلى أنه جرى التطرق إلى الجهود الفلسطينية المبذولة في مجلس الأمن الدولي بخصوص تقديم مشروع قرار بشأن الاستيطان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هناك "تفاؤلا" حيال الموقف البريطاني بشأن ذلك.
وفي سياق متصل، طالب العشرات من المواطنين الفلسطينيين، خلال الوقفة التي نظمتها اللجنة الوطنية الشعبية لحملة 100 عام على وعد بلفور، الأربعاء، بضرورة اعتذار بريطانيا للشعب الفلسطيني على وعد بلفور.
وقال عضو سكرتارية اللجنة عمر عساف، إن "الحملة التي تمتد في أنحاء تواجد شعبنا، والتي ستتواصل خلال العام المقبل"، مؤكدا أن "هناك جهدا رسميا وشعبيا لإلزام بريطانيا بالاعتراف بالخطأ التاريخي".
وأشار إلى أن الحملة سلمت رسالة بهذا الخصوص إلى المجلس الثقافي البريطاني باعتباره المؤسسة البريطانية الوحيدة في فلسطين.
وطالب عساف بريطانيا بالإعلان رسميا عن عدم شرعية وعد بلفور والاعتذار الرسمي للشعب الفلسطيني، والاعتراف بالمسؤولية التاريخية والقانونية والإنسانية، والإقرار بضرورة تحمل بريطانيا بالتعويض عن الأضرار التي تسببها الوعد الذي أطلقته.
من جانبه، قال عضو الحملة والممثل عن أراضي الـ48، أحمد خليفة، إن "هذه الفعاليات تراكمية وستستمر وستشهد مشاركة واسعة في كافة محافظات الوطن"، مشيرا إلى أن لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل ستكون ناشطة ومركزية على مدار العام المقبل.
ووعد بلفور هو رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 إلى اللورد دي روتشيلد، وقال فيها إن "الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وأنها ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".