facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم التاريخ الاسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-23, 01:54 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.99 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي قصة الهجمة الاستعمارية على العالم الإسلامي

أمَّا عن قصة الهجمة الاستعمارية على العالم الإسلامي في عصرنا الحديث، فنجد أنَّ بداياتها تعود إلى أوائل القرن السادس عشر، وبالتحديد عندما سيطرت البرتغال على الشواطئ الغربية للهند، واستطاعت الانفراد بخطوط الملاحة العالمية المؤدية إلى الهند طوال هذا القرن، ولكن السيطرة البرتغالية بدأت تنهار تحت ضربات بريطانيا وفرنسا الهادفة لكسر هذا الاحتكار البرتغالي لخطوط الملاحة البحرية إلى الهند.

وقد نجحت الشركات التجارية في كسر هذا الاحتكار، ومن أشهر تلك الشركات شركة الهند الشرقية البريطانية التي ظهرت في مطلع القرن السابع عشر، ولم يأبه حكام الإمبراطورية الإسلامية المغولية في الهند في البداية للخطر الذي تمثِّله تلك الشركة.

كما استغلت بريطانيا العداء بين الهندوس والمسلمين، والمشاحنات بين الإمارات الإسلامية لكي توجِّه ضربة قاصمة إلى سراج الدولة (نائب الإمبراطور في إقليم البنغال) عام 1757م، ثم تلتها بضربة ثانية إلى الإمبراطور المغولي نفسه عام 1764م استولت بريطانيا بعدها على البنغال، ثم قامت بتوجيه ضربة ثالثة قاضية إلى ملك ميسور المسلم عام 1798م بعد أن كشفت تحالفه ضدها مع فرنسا، ثم أخذت بريطانيا في التوسُّع السريع في الهند مستغلة قوتها العسكرية في القضاء على أي مقاومة؛ حيث استطاعت أن تخمد ثورة شعبية كانت تطالب بعودة الإمبراطورية المغولية الإسلامية التي كانت رمز التسامح بين المسلمين والهندوس، واستطاعت بريطانيا في النهاية أن تفرض رسميًّا الحكم البريطاني على الهند في عام 1857م(1).

الضعف واستعمار العالم الإسلاميوفي هذه الأثناء كانت الخلافة العثمانية في أضعف مراحلها وقد بدأ لُعاب الأمم الاستعمارية من حولها يسيل طمعًا في ممتلكاتها، وانقضَّت الحملة الفرنسية على مصر في عام 1798م طمعًا في موقعها الاستراتيجي، كما تعرَّضت دولة الخلافة في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر لسلسلة من الصدمات التي أوهنت قوَّتها، مثل صدمة خروج بلاد الصرب عن طاعتها في عام 1804م ومناداتها بالاستقلال، كما تململت اليونان من السيطرة العثمانية وبدأت في التمرد والثورة(2).

واكب ذلك بداية التوسُّع الروسي في آسيا الوسطى، وبالتحديد في الفترة التالية لصلح باريس عام 1856م، وتحت تأثير الهزيمة الروسية في الجبهة الأوربية ومحاولة تعويض خسائرها في تلك الجبهة، إضافةً إلى حاجة روسيا إلى دعم مراكزها العسكرية شرق الأورال، وأيضًا حاجتها إلى آسيا الوسطى كسوق للمنسوجات القطنية الروسية.

وقد استغلَّت روسيا ضعف الأوضاع الداخلية في آسيا الوسطى وقامت بالاستيلاء على خجند عام 1865م، ثم بُخارى عام 1868م، ثم خيوه القريبة من الحدود الشمالية الغربية للهند عام 1873م.

ولم تتحرك بريطانيا لمواجهة هذا التوسع الروسي باتجاه الهند لاتفاق سابق بينهما يقضي بأن تكون الأراضي الواقعة غرب نهر جيحون منطقة نفوذ روسي، والأراضي الواقعة شرق أفغانستان منطقة نفوذ بريطاني. وقد أطلق المؤرخون على التنافس الاستعماري البريطاني الروسي للهيمنة على آسيا الوسطى وأفغانستان اسم (المباراة الكبرى)، وقد كان لبريطانيا مباراة أخرى في منطقة الهند الصينية ولكن مع فرنسا. وقد استأنفت روسيا توسعها في آسيا الوسطى، واستحوذت على الأقاليم التركمانية، واستولت على مدينة مرو عام 1879م، ووصلت إلى البنجاب عام 1885م(3).

وفي عام 1878م أنشئت الجمعية الألمانية للدراسات الإفريقية في مدينة برلين، وبدأ المستكشفون الألمان يعملون في المنطقة الواقعة بين زنجبار وتنجانيقا، وتكاتفت الجهود الألمانية بغرض إنشاء مستعمرات لهم في القارة الإفريقية، هذا في الوقت الذي عارض فيه بسمارك هذا الاتجاه خوفًا من التورُّط في المشكلات الدولية، لكن أمام التيار الجارف نحو الاستعمار أعلن بسمارك(4) عن سياسته الجديدة، وفي غضون عام واحد كوَّن أربع مستعمرات في القارة الإفريقية في الفترة من إبريل عام 1884م حتى يوليو عام 1885م، وشملت هذه المستعمرات كلاًّ من تنجانيقا في شرق القارة، والكاميرون وتوجو في الغرب، ومنطقة جنوب غرب إفريقيا (ناميبيا حاليًا).

أجبرت هذه السياسة التي أعلنها بسمارك فجأة بريطانيا على تغيير سياسة الحياد أمام هذه القوة الألمانية الناشئة، وكان بسمارك يدرك هذا الشعور البريطاني، ويحاول بقدر الإمكان إرضاء البريطانيين في تلك الحقبة من التنافس الاستعماري.

ولكن بالفعل تحركت بريطانيا في جنوب القارة الإفريقية ودخلت في صراعات مع الألمان في شرق القارة، ومع الفرنسيين في غربها؛ حيث كانت السياسة الاستعمارية الفرنسية بدأت تؤتي أُكُلها في غرب القارة الإفريقية، بعدما أخذ التجار الفرنسيون يشقون طريقهم إلى الداخل في حوض وادي السنغال بهدف ربط السنغال وأعالي النيجر بخط حديدي؛ لكي تسيطر فرنسا على منتجات غرب القارة. وبالطبع كان لهذا الإجراء أثره في المراكز التجارية البريطانية في جامبيا، كما أنه يؤثر بشكل غير مباشر في الطرق التجارية المؤدية إلى سيراليون وساحل الذهب، فكان هذا بداية التكالب الأوربي على القارة الإفريقية(5).

أمًّا في عالمنا العربي فقد استطاعت بريطانيا عام 1820م -وبعد ممارسة ضغوط عديدة- أن تعقد اتفاقيات مع رؤساء القبائل الساحلية في منطقة الخليج العربي، وبالتحديد في المناطق الواقعة بين قطر وحدود سلطنة عمان، وقد أصبحت هذه الاتفاقيات دعامة للنفوذ البريطاني في هذه المنطقة التي أصبحت تُعرف منذ ذلك الحين باسم الساحل المهادن.

في هذه الأثناء لم تسلم الدول الإسلامية في شمال قارة إفريقيا، حيث كانت تجابه الغزو الاستعماري الفرنسي.

تعرضت الجزائر للغزو الفرنسي في عام 1830م، ويعود الطمع الفرنسي في الجزائر إلى عهد نابليون، حيث كان يعتبر الجزائر سوقًا خارجية ضرورية لتطوير الصناعة الفرنسية؛ ولذلك قررت فرنسا احتلال الجزائر ولم يبقَ أمامها إلاَّ الذريعة المناسبة للغزو. ووجدت فرنسا ضالتها عندما عجزت الجزائر عن سداد دينها لفرنسا، وحدثت بينهما تجاذبات ثُمَّ منازعات، وفي إحدى هذه المنازعات قام حسين باشا والي الجزائر بضرب القنصل الفرنسي بمروحة كانت في يده، واتخذت فرنسا هذا الحادث التافه مبرِّرًا لاحتلال الجزائر. ومن ثَمَّ فرضت فرنسا الحصار على ميناء الجزائر في شهر يونيو 1827م والذي استمر حتى عام 1830م، حيث تم اجتياح الجزائر عسكريًّا بقُرابة ستين ألفًا من الجنود الفرنسيين، ودارت معركة غير متكافئة انتهت بتوقيع حسين باشا وثيقة استسلامه. وفي صباح يوم 5 من يوليو 1830م دخلت القوات الفرنسية إلى مدينة الجزائر، وقد استغرق إخضاع كافَّة المدن الجزائرية أربعين عامًا كاملة؛ بسبب مقاومة الشعب الجزائري الباسلة(6).

وقد هبَّت المغرب لنصرة الجزائر بعد وقوعها في براثن الاحتلال الفرنسي، وقد كانت الدولة المغربية في هذه الفترة وحتى منتصف القرن التاسع عشر دولة قوية ومُهابة، وذلك على الرغم من عدم تمكُّنها من تخليص مدينتيها سبتة ومليلة من يد الاحتلال الإسباني، فإنَّ الدولة المغربية هي الدولة العربية الوحيدة التي لم تنضوِ تحت راية الخلافة العثمانية، ورغم ذلك استمرت المغرب في مساندة المقاومة الجزائرية بعد أن عجز الجيش العثماني عن حمايتها.

وبالطبع لم تكن المساعدات المغربية خافية عن المستعمر الفرنسي الذي اقتنص هذه الفرصة وكشف عن أغراضه الاستعمارية تجاه المغرب، فأقدمت فرنسا على التعجيل بغزو المغرب بحجة إيقاف الإمدادات التي تصل منها إلى الجزائريين فتعينهم على التمرد والمقاومة. وبالفعل استطاع الجيش الفرنسي أن يضع قدمه في المغرب بعد انتصاره على جيشها في معركة وادي إيسلي في 14 من أغسطس 1844م، وأُرغمت المغرب على الدخول في معاهدة حماية مع فرنسا(7).

رتَّبت بريطانيا أوضاعها في الخليج العربي بعد الاتفاقيات التي أبرمتها مع المشيخات القبليَّة في هذه المنطقة، وبالأخص عندما بدأت هذه المشيخات تتحول إلى وحدات سياسية أو دويلات صغيرة تحت الحماية البريطانية، وقد كانت هذه الاتفاقيات تجدَّد سنويًّا حتى عام 1843م حيث عقدت معاهدة جديدة لمدة عشر سنوات. وفي عام 1853م تم توقيع اتفاق دائم بين شيوخ القبائل وبريطانيا يقضي بأن يكون الحفاظ على السلام في هذه المنطقة تحت الإشراف البريطاني(8).

لم تكتفِ بريطانيا بذلك بل عملت على توسيع نفوذها في منطقة الخليج العربي؛ ففي عام 1861م فرضت بريطانيا على إمارة البحرين الدخول في هذه الاتفاقية، ثم وضعتها تحت الحماية وأصبحت صاحبة التصرف في شئونها الداخلية وسياستها الخارجية.

أمَّا سلطنة مسقط أو عُمَان -التي كانت إمبراطورية من أهم الإمبراطوريات الشرقية أثناء العقدين الرابع والخامس من القرن التاسع عشر، وتسيطر على الساحل الإفريقي من ميناء (لامو) في الشمال إلى ميناء (كيلوه) في الجنوب- فقد انقسمت في عام 1861م إلى سلطنتين هما: مسقط وزنجبار؛ كنتيجة مباشرة للتدخل البريطاني الذي نجح في النهاية من فرض الحماية البريطانية على مسقط.

(1) الأطلس الأسيوي 2003م، مركز الدراسات الأسيوية بجامعة القاهرة، ص22.

(2) هـ.ا.ل. فيشر، تاريخ أوربا في العصر الحديث، تعريب أحمد نجيب هاشم، الطبعة التاسعة، دار المعارف، ص126، 127.

(3) الأطلس الآسيوي 2003م، مركز الدراسات الآسيوية بجامعة القاهرة، ص23.

(4) أحد أشهر الساسة الأوربيين في القرن التاسع عشر، وأوَّل مستشار لألمانيا بعد توحيدها إبَّان الحرب الألمانية الفرنسية 1871م.

(5) أ.د عبد الله عبد الرازق: الإسلام وتحدي الاستعمار الأوربي في إفريقيا، المكتب المصري لتوزيع المطبوعات، الطبعة الثانية 1997م، ص19، 20.

(6) د.عبد العظيم رمضان: الغزوة الاستعمارية للعالم العربي وحركات المقاومة، دار المعارف، ص95.

(7) المصدر السابق ص161.

(8) المصدر السابق ص27-28.


منقول


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستعمارية, العالم, الهجمة, الإسلامي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة الهجمة الاستعمارية على العالم الإسلامي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحضير درس العالم الإسلامي وضعه الداخلي و علاقاتة الخارجية hakimdima ركن الاولى ثانوي 0 2016-11-15 10:10 PM
مراحل تشكل العالم الإسلامي hakimdima قسم التاريخ الاسلامي 0 2016-09-07 11:52 AM
كتاب حركة الحشاشين تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي hakimdima قسم الكتب الالكترونية الاسلامية 0 2016-08-24 03:34 PM
تحضير درس العالم الإسلامي وضعه الداخلي وعلاقاتة الخارجية للسنة الأولى ثانوي naruto_shippuden ركن الاولى ثانوي 0 2015-10-10 01:59 PM
العالم الإسلامي اليوم 全日空不是我 قسم التاريخ الاسلامي 5 2013-09-17 02:35 PM


الساعة الآن 12:36 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML