لقد استفحلت في أيامنا ظاهرة التفكك الأسري ، التي أصبحت تنخر جسد الأمة و تحمل المجتمع تبعات و أعباء ثقيلة، يدفع الأطفال الأبرياء ثمنها الباهض .
إن هذه الآفة الخطيرة التي تهدد كيان مجتمعنا وتماسكه؛ تأتي نتيجة حتمية لتفاعل جملة من العوامل و الأسباب أذكر من بينها :
1 ـ بناء الرابطة الزوجية على قاعدة مادية صرفة، تصور لطرفيها بكثير من المبالغة أن السعادة الزوجية أمر هين ، دون اعتبار للتضحية و التكامل ، ولقد غُيِّب الأساس المتين ألا و هو " العامل الديني " الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه و سلم .
2 ـ عدم حصول الفهم الصحيح، لدى أغلب الشباب، بخصوص مقومات الحياة الزوجية ، المبنية على الثقة و التكامل و التعاون و الشراكة و الإحترام و الحوار البناء و نبذ الأنانية و التعصب . فالفهم السيئ يجعلها تنهار تحت وطأة الخلافات الجارفة .
3 ـ غياب الصراحة ، و إخفاء الحقيقة عند تأسيس الرابطة الزوجية ، فسرعان ما ينكشف المجهول و تتبدد الأحـــلام النرجسية ، و يحجب الواقع أحلام الحياة الجملية وتهــــب أعاصير الخلاف المدمر .
4 ـ غياب التوجيه الأسري الهادف، الذي يبصر و ينور المقبلين على الزواج ، و يزودهم بالمفاهيم الصحيحة للحياة الزوجية السعيدة و الآمنة .
5 ـ تأثر مجتمعنا المسلم بالنموذج الغربي الدخيل، الذي ينفث سمومه القاتلة في حياتنا الإجتماعية ، ببريقه و زيفه و مدنيته المتعفنة . فالغرب انغمس في الإباحية، فلم يعد هناك وجود للروابط الأسرية عندهم.
لقد دق نـــــــــاقوس الخطــر .
ـ كيف ننقـــــــــــذ أطفـــــالنــا وأنفسنا ومجتمعنا؟
موضوع للنقاش .. أرجو التفاعل.
منقول