مدينة القيروان
تعرف باسم رابعة الثلاث؛ أي المدينة الرابعة بالأهميّة الإسلاميّة بعد مكة المكرّمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، وهي إحدى المدن التونسيّة القائمة على بعد يصل إلى 160 كيلومتراً عن مدينة تونس.
استمدّت المدينة أهميّتها الكبيرة من الدور الاستراتيجي الذي أدّته في الفتوحات الإسلاميّة؛ حيث كانت نقطة انطلاق للحملات المتوجهة للفتح باتجاه الجزائر والمغرب وإسبانيا وأفريقيا، كما أنها تحتضن أجساد عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفاتهم في ثراها.
من الجدير بالذكر؛ فإنّ تاريخ مدينة القيروان يرجع إلى سنة 50 للهجرة على يد مؤسسها القائد المسلم عُقبة بن نافع، وجاءت خطوته هذه في تشييد المدينة سعياً لاستقرار المسلمين بها؛ ولتفادي إمكانيّة عودتهم إلى أهلهم في أفريقيا وبالتالي العودة عن الدين الإسلامي.
عُقبة بن نافع مؤسس مدينة القيروان
هو القائد المسلم عُقبة بن نافع الفهري القرشي، أحد أشهر القادة المسلمين المشاركين في الفتوحات الإسلاميّة في بلاد المغرب العربي خلال العصر الإسلامي؛ قرشي الأصل، أمّه سلمى بنت حرملة المعروفة بلقب النابغة.
وُلد عقبة بن نافع في مكة المكرّمة قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنة واحدة، أي في سنة 631 ميلاديّة وفقاً للروايات، إلا أنّ هناك روايات أخرى تقول بأنّه قد وُلد في سنة 622م.
فتوحات عُقبة بن نافع
سطع اسم القائد عُقبة بن نافع خلال عهد الخليفة عمر بن الخطاب ضمن قادة الفتوحات الإسلاميّة التي اتسعت رقعتها في ذلك العهد، فكان أحد المُشاركين مع الجيوش المتجهة لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، وأُرسِلَ عُقبة إلى بلاد النوبة على رأس جيش إسلامي لفتح البلاد فقوبلت حملته بشراسة من قِبل النوبيين؛ إلا أنّه اتّبع أسلوب السِلم معهم ففتحت بلاد النوبة والسودان دون حروب.
بالإضافة إلى ما تقدّم؛ فقد أوكلت إلى عقبة بن نافع مسؤوليّة قيادة دوريّة استطلاعيّة توجهت إلى منطقة الشمال الأفريقي لفتحها، وكما شارك بمسألة تأمين حدود مصر من الجهتين الغربيّة والجنوبيّة ضد الروم ومن حالفهم من البربر، ومن أبرز مشاركاته في الفتوحات فتح تونس وبرقة وغيرها.
توجهت الجيوش الإسلاميّة بقيادة القائدين عقبة بن نافع وسعد بن أبي السرح إلى منطقة سبيطلة لفتحها، وكان عدد الجيوش المتوجهة إلى تلك المنطقة يفوق 10 آلاف فارس؛ ويشير التاريخ إلى أنّ ذلك كان على أعقاب اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفاة عُقبة بن نافع
قضى القائد المسلم عقبة بن نافع نحبه مستشهداً في السنة الثالثة والستين للهجرة على يد القائد العسكري الأمازيغي كسيلة بن لمزم خلال غزو السوس القصوى، ووارى جثمانه ثرى مدينة سيدي عقبة في الجزائر عن عمر يناهز 61 عاماً.
منقول