المدينة المنورة قبل الهجرة
أُسست المدينة المنورة قبيل الهجرة النبوية الشريفة بما يزيد عن 1500 سنة، وكانت تُعرف قبيل قدوم المسلمين إليها باسم يثرب، ويعتقد المؤرّخون بأنّها سميت بهذا الاسم نسبةً إلى رجل يدعى يثرب سكنها فيما مضى وهو أحد أحفاد سيّدنا نوح عليه السلام.
كما وردت تسميتها بهذا الاسم في إحدى آيات القرآن الكريم على لسان بعض المنافقين: (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ۚ) [الأحزاب: 13].
أحوال المدينة المنورة قبل الهجرة
عانت المدينة المنورة لفترة طويلة قبل دخول الإسلام إليها من نزاعات ومعارك عديدة بين قبيلتي الأوس والخزرج، وقد استمرّت هذه الحروب لحوالي 120 عاماً والتي ابتدأت بحرب سمير وختمت بموقعة الفجار الثانية، ومن الناحية الدينية فقد اعتنق سكانها عدداً من الديانات مثل الوثنيّة واليهوديّة.
الجانب السياسي للمدينة المنورة قبل الهجرة
يشير المؤرّخون إلى أنّ المدينة المنورة كانت في غالبيّة عصورها السابقة مجتمعاً مستقلاً بذاته أو شبه مستقل، كما يشير المؤرّخون إلى أنها اتبعت خلال عهود قصيرة إلى ممالك جنوبيّة، أو شماليّة، أو مناطق نفوذ لسلطات بعيدة عنها مقابل دفع مبالغ سنوية لها.
الجانب الاقتصادي للمدينة المنورة قبل الهجرة
كان يعتمد أهل المدينة المنورة بشكل أساسي على الزراعة، وذلك بسبب طبيعة المنطقة وموقعها الملائم لذلك، كما ساعد توافد العرب من مختلف المناطق إلى المدينة المنورة قبل دخول الإسلام إليها في توسيع نطاق الأراضي الزراعيّة فيها، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وتنوّع المزروعات فيها، فظهرت زراعة أشجار التمر، ومحاصيل القمح والشعير.
ساعد ذلك التنوع على إنشاء عدد من الأسواق الجديدة في المدينة، ومن أهمها وأشهرها سوق الجرف، وسوق واد بطحان، والسوق الواقع في الجانب الغربي من المدينة.
كما اشتهرت المدينة المنورة قبل الهجرة بعدد من الصناعات، ومنها صناعة المعادن مثل السيوف، والأسلحة، والفؤوس، والقدور، وصناعة الحلي، وصناعة الأدوات الخشبيّة مثل المقاعد، والأبواب، والنوافذ، والأسرة، والصناديق.
الجانب الاجتماعي للمدينة المنورة قبل الهجرة
لم تختلف جوانب الحياة الاجتماعيّة التي كانت سائدة في المدينة المنورة قبل الهجرة عن غيرها من المجتمعات العربيّة التي كانت موجودة آنذاك، حيث كان يعتمد على النظام القبلي لسنّ الأعراف والأحكام التي تحدد العلاقات ما بين الأفراد والجماعات.
كما كان ينقسم سكانها إلى طبقات مختلفة مثل طبقات الأحرار التي تضمّنت أفراد القبيلة نفسها، وطبقات الموالين التي تضمّنت أفراداً أو عائلات من العشائر التي لا تتصل بصلة قرابة مع قبائل المدينة، وطبقة العبيد والتي تتكوّن من الأفراد الذين يمتلكهم الأحرار بالمال، أو بالأسر، أو بالهبات، أو بالتوارث من الآباء والأجداد.
منقول