تفسير الأحلام
الأحلام من الأمور المعتبرة في الشريعة الإسلاميّة، فقد كانت بداية قصّة يوسف -عليه السّلام- حلماً، وانتهت بتحقيقه كما تمّ تأويله، واشتملت القصّة بين سطورها على العديد من الرؤى والأحلام؛ كرؤيا العزيز، ورؤيا الرجلان في السجن، كما ورد أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- اعتنى بتأويل الرؤى و الأحلام، حتى أنّه كان يسأل صحابته الكرام عن أحلامهم، ويُرشدهم إلى أنّ بعض الأحلام تكون من تلاعب الشيطان؛ فيدعوهم إلى الانتهاء عن ذكرها في مجالسهم، فإنّ منهاج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يتّسم بالدّقة؛ لأنّه يستند إلى الوحي في كلّ تفاصيله، فكثيراً ما تتوق النساء على وجه الخصوص إلى تفسير أحلامهنّ، وهنا يأتي دور صاحب البيت المربّي في توجيه أسرته توجيهاً سليماً إلى الهدي النبويّ في تفسير الرؤى والأحلام، فلو قام الأب بجمع أطفاله، وحدّثهم عن رؤى الأنبياء عليهم السّلام، وكيف كان تأويلها، لكان أثر هذا الفعل كبيراً في غرس المنهاج القويم عن التعامل مع الرؤى والأحلام بين أفراد الأسرة، فما يرونه في منامهم ينقسم إلى قسمين؛ فهو إمّا بشرى جميلةٌ لهم، وإمّا أضغاث أحلامٍ، يستعيذون بالله تعالى عند رؤيتها، يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إذا رأى أحدُكُمُ الرُّؤيا يحبُّها فإنَّما هيَ منَ اللَّهِ فليحمَدِ اللَّهَ علَيها وليحدِّث بما رأَى وإذا رأى غيرَ ذلِكَ ممَّا يَكْرَهُهُ فإنَّما هيَ منَ الشَّيطانِ فليستَعِذْ باللَّهِ مِن شرِّها ولا يذكُرْها لأحدٍ فإنَّها لا تَضرُّه).