"بوح قلبي في ليلتي الأخيرة من دونك...!"
-حمل قلمه و بدأ يخط ...
بوح قلبي...
قد تبدو لك فكرتي غريبة كمغامرات المراهقين،لكني شعرتُ برغبة كبيرة في الكتابة لك ، الليلة سأبوح لك بكل شيء!بما تحويه الحروف و ما لا تحويه،وأنا متأكد بأنك ستفهمينني،فقلبي هو الذي يكتب و ليست أناملي...!
تكلم يا قلبي ،فملكتك ستكون هنا غدا بإذن من الله، لتسمعك و تفهمك،لتؤنس وحدتك و تحتويك...
لماذا تأبى عيناي النوم ؟ أ لأنهما تخشيان أن تُمحى ملامحك "الخاصة" التي رأيتها الليلة في حفلة عقد قراننا،و كأني أراك لأول مرة ؟ في حياتي كلها لم أرى عينان تترقبان شيئا كما كانت عيناكِ الليلة.... لقد أخبَرَتْـني عيناكِ كم تحبينني و تحنين إلي و كم انتظرتيني ،فعرفتُ أنا كم أعشقك و كم أحتاجك و أتحرق شوقا لك...لقد وَعَدَتْـني تلك العينان بالوفاء و الحب و الاحترام......بدوتِ ملاكا! كم أنا محظوظ بك،محظوظ أنْ منحني الله إيا كِ... ههه ضبطتُ نفسي الآن "مبتسما" ما إن بدأت أفكر فيك و أكتب عنك...!.
كم أنا مدين لك ِ لأنكِ حفظتِ نفسكِ و قلبكِ لي أنا....لقد كان سهلا عليّ جدا أن أحبكِ،فقلبك خفقَ لقلبي و فكركِ استجاب لفكري....
سأُقاسمكِ كل شيء حتى أنفاسي...
هل تعلمين شيئا؟ لقد أصبحتُ مذ عرفتك أُحبُ يوم ميلادي أكثر ،فقط لأنه في ذلك اليوم كُتبْتِ أنت لي،بأن تكوني مُلكي و ملاذي و يكون حضنك بيتي.... لقد منَحْتِــيـني شرود و سكون الـمُـحِبـين اللذيذ و منحْتـِيـني لحظات جنونهم التي جعَلَـتْني أطير بعيدا بعيدا....
حبيبتي أنا لا أريد زواجا عاديا يلتقي فيه جسدان، بل أريد لروحك أن تعانق روحي و تفهمها،أريدها أن تُدلل ذلك الطفل الذي مازال فيّ،و تُحبَ ذلك الرجل الذي سأُصْـبِـحُه على يديكِ..!
امرأتي أنا لـمّا اخترتكِ لتشاركيني حياتي و أفكاري و أحلامي ... حسبتُُ حسابا لأن يُسرَّ ناظري و لكني حرصتُ أيضا على أن يُسرَّ قلبي و عقلي، فأنت ستكونين أُمًا صالحة لأطفالنا...جميل جدا أن يُخلَق لنا طفل يحمل مزيجا مني و منكِ.... .!
لقد قرأتُ يوما كلمات مازالتْ راسخة في عقلي أريدكِ أن تجعليها يا ملاكي مبدأ لزواجنا " إن الزواج ليس عشقُ ذكر لـمـفاتن أنثى ؟؟ إنه إقامة بيت على السكينة النفسية في إطار محكم من الإيمان بالله..."
أجل فأنا أريدكِ أن تكوني دليلتي و مرُشدتي إن أخطأتُ...و سأكون أنا حصنك المنيع و أنت سكني الروحي و الجسدي بعد أن يُعْـتـَق عفافي على يديكِ...لأني بكِ وجدتُ أخيرا حبا يقـتلني ليُحييني،و وجدت فيك حنانا يسجنني و حروفا تكتبني....!
ملاكي أنا لا أملك قصرا لأُسكِنكِ فيه،و لكني أمنحكِ عقلي و قلبي ليكونا بيتكِ...!
ليت كل الرجال يُحسون بما أحسه الليلة،أريد أن تأتي ليلتنا غدا لترسم لقاءنا الأبدي...أنا أشتاق لكِ بقدر حرارة ألف شمس،وأحبك بلا نهاية!
ماذا تفعلين الآن ؟ هل تفكرين فيّ، هل تشتاقين لي كما أنا،هل تتذكرينني وسط ضجيج الحفلة و حديث الصديقات ؟؟
***
-في نفس الوقت،هناك في الجانب الآخر كانت مستلقية على سريرها ،كتَبتْ في دفترها .....
ليلتي الأخيرة من دونـــــك.....!
قد تقول عني أني مازلت طفلة ذات أفكار عجيبة،لكني أريد الاعتراف لكَ بأشياء و أحلام كثيرة في آخر رسالة أكتبها و أنا بعيدة عنك.....!
الليلة جافاني النومُ يا حبيبي و أنا التي كنت أنام بمجرد أن أضع رأسي على وسادتي....قلبي يدق و يدق مذ غادرتني الليلة،أراد أن يصرخ خُذني معك لمملكتنا ،فأنا لا أستطيع انتظارك أكثر...ربما قلبي يُعذبني الآن بالأرق لأني لم أُلبي طلبه ....؟!
لم أكن أعلم أن قلبي مشتاق لشخصكَ بهذه الطريقة ، و لم أكن أعلم أنَّ لكلماتك و نظراتك كل هذا التأثير عليَّّ، و أنَّ لحنانك و لباقتك كل هذا السحر فيَّ...!
لقد انتظرتكَ كثيرا و بحثتُ عنك طويلا منذ طفولتي،احتجتكَ في لحظاتي الحزينة لتمسح دموعي لكنك لم تأتِ! و غضبتُ منك و توعدتُـكَ بالتجاهل مرات كثيرة لأنك تأخرت في القدوم لي، أجل يا حبيبي كنت أفعل هذا من قبل أن أراك حتى أو أَعْـرفك..! !
كنت مجنونة بحبك أكتب لكَ الكلمات و الاعترافات و الوعود ، أخبؤها أياما، شهورا ،سنوات...و لما لم تأتِ أحرقْـتُها غاضبة منك!!....كنت أتسول و أسرق الأحلام حتى أرسم صورتك، أما الآن و أنت معي أصبحت ْالأحلام و الأماني الجميلة هي التي تطلبني و تتوسلني...!! رسمتُ في بالي آلاف الطرق للقائنا الأول،لكني أبدا لم أتخيل أن تأتيني بهذه الطريقة..!
في سِري أدركتُ دائما بأنك رَجُلي،قدري و ملاذي و رغبتي...فيك الطفل الذي أُحب و الرجل الذي أُريد،و فيك أيضا أشياء مما لا أحب و هذا ما يجعلني أحبك أكثر! فأنت تحمل كل متناقضات مزاجي و حياتي،ما يعني أنك ستفهني أكثر من نفسي....صح حبيبي...؟؟
هل قلتُ لك يوما بأني غيورة جدا جدا ؟؟ لا أريدك أن تغضب إلا مني ،أجل حتى غضبك أريده لي وحدي لأُرضيك وأُصالحك بطريقـتي، أريدك ألاّ تَـضحك إلا لي ،و لا تثرثر إلا معي أنا....!
أ تعلمُ يا حبيبي ؟ فقط معك أحس بأني أنثى، لك فقط أتزين ، إن اهتمامك بي هو الذي يُكسبني بريق العيون و وميضها الساحر! هل تعلم أنك أول رجل يلمس يدي و ستكون الأخير ؟ أتَذكّرُ الآن أول مرة أخذْتَ يدي بيدك و ضممتها،حسبتُ نفسي حينها فوق الغيوم ،بل كنت جارة للقمر و النجوم ...ارتعش قلبي وقتها و صار يصيح باسمك حتى خِلته خرج من جسدي..!
أدركتُ يا رجُلي بأنك وحدك دون سواك تستطيع أن تُكَمّــلَني، و تقوي ضعفي....فأنا بدونك أتبعثر....و لهذا سأكون لك كل الماء و الهواء و الوفاء....!
سألْتَـني يوما عما تعنيه لي كلمة وفاء، أ تسأل يا حبيبي؟! ألا تعلم بأن وفائي لكَ يجعلني أُفكرأنه لو كان بإمكاني ألاّ أتنفس إلا بإذنك،خشيةَ أن أشتم عطر رجل غيرك فأكون بذلك خائنة لك...؟؟ وأفكر لو أني أستطيع ألاّ أرمش عيني في حضورك حتى لا أخون عهدي لك بأن أبقى أنظر فيك و أتأملك كل ثانية...!ألا تعلم بأن وفائي يجعلني أُلغي حضور كل الموجودين أمامي إِلاَّك...؟!
أريد أن تكون حياتنا خاصة بنا فقط،أريد أن أحس أكثر بذلك الشعور الغريب الخاص اللذيذ المميز الذي يُسمى الأمان بالحب ؟!أريد أن أحس بكل أمان الدنيا لـمّا أنام على صدرك يا زوجي.....
سأعيش معك كل الفصول أخيرا ،لأتمكن من التدفئ في حضنك و بقُــربك في برد الشتاء، و لِأَرْوي عطش قلبي منك في عز الصيف، و لأنتعش بك من همومي و قلقي في ربيعنا معا، و لتُلَـمْــلِـمَ بيديك شتاتي و تَـبَـعْثُـري في الخريـــــف.....
أنا أحس بأني أسعد و أجمل نساء الدنيا لأنكَ أحبَبْتني...و لأني سأقول لك كل ما أريد دون خوف أو خجل، سأناديك حبيبي أخيرا، سأقولها ، سأفعلها....!
قَبْلك كنت أسأل نفسي كثيرا هل سأجد من يستحقني فعلا ؟ أنا الآن أسأل هل أستحقك ،هل أستحق ملاكا مثلك ليكون زوجـي؟؟
الليلة كَتبْتُـك في قلبي إسما لا يُمحى و لن يُمحى، غدا – بإذن الله – سأُنَصّبك أميرا عليَّ ،وأكون أنا أسيرة سعيدة بأسرها لديك،سأُسَرُّ كثيرا و أنا أطيعك قائلة: أمرك يا سيدي... !هههفأنا لا أعترف بالكبرياء في حبي لك...
أنا أفكر فيك الآن بلا حدود، فهل تفكر فيّ أنت ؟؟
***
طلع النهار أخيرا، بدأت مراسيم الزفاف منذ ساعات الفجر الأولى....الكل مشغول بالاحتفال ،وهما مشغولان بالتفكير في بعض...تمضي الساعات طويلة عليهما... حل المساء،يلتقيان ، ينفردان ،و يجلسان.....
-أخيرا أنت معي...
-نعم...تقول مبتسمة بخجل...
كلمات مبعثرة منهما معا، ثم يقول:
-قبل أي شيء أريد أن أمنحك هذه....مد يده يمنحها تلك الرسالة ملفوفة بسلسلة تحوي قلبا صغيرا مكتوب فيه "بوح قلبي"
أخذَتْها ،فتحتْ الرسالة و بدأت تقرأ متعجبة...!نهضتْ من مكانها مبتسمة ،ثم عادت إليه تحمل رسالتها التي كتبتها هي أمس أيضا،
-تفضل...فَتَحها بشغف و لما قرأها أطلق ضحكات فرحة طويلة و قال:
- كيف نـفهم بعض هكذا! هل هو توارد خواطر ؟
-بل تآلف قلوب يا ....
-إذن فلنصلي شكرا لله على ما منحنا إياه ....
-أجل ...
***
-بعد أيام قليلة قال لها لِـمَ لا نُكمل ما بدأناه معا في ذلك البوح، لنكتبه مع بعض...
بدآ يعترفان بالكلمات : كل ما خُطَّ من حروف و ما قيل من كلمات لا يساوي شيئا مما يُحسه قلبان و روحان جمعهما الله، إن الحب الحلال هو أسمى نعمك يا ربي....أنا كنزك و أنت جوهرتي.....
2013-06-09, 02:05 PM
▓░♥في ليلتي الأخيرة من دونــــــك..♥▓░
رد: في ليلتي الأخيرة من دونك............
العرض العادي
