المحسنات البديعية المعنوية
ونسميها ( المحسنات البديعية ) وهى التي تزين الألفاظ أو المعاني بألوان بديعة من الجمال ، وتشمل : -
الطباق ــ المقابلة – السجع – الجناس – الازدواج – التورية – التصريح – حُسن التقسيم – الترادف – مراعاة النظير – الاقتباس .
1- الطباق : - وهو الجمع بين الشيء وضده في الكلام ( الكلمة وضدها ) وهو نوعان :
- طباق الإيجاب : مثل : - لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
- ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ) .
- طباق السلب: مثل : - ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ) .
2- المقابلة: - وهو أن يؤتى بمعنيين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب.
مثال : - قال ( صلى الله عليه وسلم ) : - ( إنكم لتكثرون عند الفزع ، وتقلون عند الطمع ) .
قال تعالى : - ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) .
جمال الطباق والمقابلة إثارة الانتباه إلى الفكرة ، ورسوخها في النفس وإبراز المعنى ، وتوكيده
3- الجناس : - وهو أن يتشابه ويتفق اللفظان في النطق ويختلفان في المعنى ، وهو نوعان :-
أ- جناس تام : - ويكون فيه اتفاق اللفظين في أربع أمور هي : نوع الحروف – شكلها – عددها – ترتيبها
مع الاختلاف في المعنى .
- مثال: - (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)
- وسميته يحيى ليحيا فلم يكن إلى رد أمر الله فيه سبيل.
- (يقيني بالله يقيني ) .
ب - جناس غير تام ( ناقص ) :- وهو ما اختلف فيه اللفظان في جانب من الجوانب الأربعة السابقة .
مثال : - ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر ) .
- بيض الصفائح لاسود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب
جمال
الجناس : يشيع في الكلام نغمة موسيقية جميلة نابعة من التشابه في اللفظ ،
وإثارة الانتباه ، وتحريك الذهن عن طريق الاختلاف في المعنى .
- الاختلاف في حرف : - ( رغبة – رهبة ) – ( خيل – خير ) – ( عسر – يسر ) .
- الاختلاف في الترتيب : - ( صحائف – صفائح ) .
- الاختلاف في العدد : - ( الجوى – الجوانح ) ــ ( هوى – هوان ) .
- الاختلاف في التشكيل : - ( عِبرة – عَبرة ) ــ ( ظَفَر – ظُفْر ) .
4- السجع : - وهو توافق الفاصلتين ( الحرفين الأخيرين ) في الجملتين المتجاورتين
في الحرف الأخير ( ويوقف عليه بالسكون حتى يظهر السجع ) .( ولا يكون السجع إلا في النثر )
مثال : - * ( اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا ) .
* أكرم الناس هو : - ( من إذا قرب منح ، وإذا بعد مدح ، وإذا ظُلم صفح ، وإذا ضويق سمح ) .
* خير العذب هو : - ( ما اخضر عوده ، ،وطال عموده ، وعظم عنقوده ) .
* قال أعرابي لصاحب الماء : - ( حلئت ركابي ، وضربت صحابي ، وخرقت ثيابي ) .
والسجع في القرآن يسمى فواصل مثل : - ( إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ، إن شانئك هو الأبتر ) .
جمال السجع :- أنه يعطى نغمة موسيقية جميلة ترتاح لها الأذن وتطرب لها النفس .
ملحوظة : - السجع لا يأتي إلا في النثر فقط .
5- الازدواج :- وهو التوازن الموسيقى بين الفقرات من غير اتفاق في الحرف الأخير .
مثال : * ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا أؤتمن خان ) .
مثال : - ( لا يتغير ولا يتبدل ) ، ( النبتة الحائلة ، والنحلة الطائرة ، والفراشة الحائمة ) .
جمال الازدواج : - إحداث تأثير موسيقي هادىء يطرب الأذن .
ملحوظة : - الازدواج يوجد في النثر وإذا وجد في الشعر سمي ( حُسن تقسيم ) .
6- التورية : - وهى لفظ يذكر وله معنيان : قريب ظاهر غير مقصود ، وبعيد خفي وهو المقصود .
مثال : - والنهـــــــر يشبـــــــه مبـــــــــردا فلأجل ذا يجلو الصَّــــــــدى .
( الصدى ) : - صدأ الحديد ( قريب غير مراد ) ، العطش ( بعيد وهو المراد ) .
مثال : - وما الشعر إلا روضة راق حسنها ولا سيما إن كان قد وقع الندى .
( الندى ) قطرات الماء ( قريب غير مراد ) ، الكرم ( بعيد مراد ) .
مثال : - وروى النعمــــــان عن ماء السما كيف يـــــروى مالك عن أنس .
( النعمان ) ملك الحيرة ( قريب غير مراد ) ، زهر شقائق النعمان ( بعيد مراد ) .
( ماء السما ) جد النعمان ( قريب غير مراد ) ، المطر ( بعيد مراد ) .
مثال : يقول شاعر عن نيل مصر :
- وكرر على سمعي أحاديثَ نيلهــــا فقد ردت الأمواج سائله نهرا .
( نهرا ) مجرى الماء ( قريب غير مراد ) ، زجر ( بعيد مراد ) .
جمال التورية : - إثارة الذهن وتحريكه ، واستغلال ثراء اللغة في أداء الفكرة ، والتعبير عن المشاعر
7- التصريع : - وهو اتفاق نهاية الشطرة الأولى من البيت مع نهاية الشطرة الثانية في حرف واحد ( وذلك في أول بيت في القصيدة )
مثال : - قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل .
مثال : - اختلاف النهــــــار والليل ينسى اذكرا لي الصِّبــــــــا وأيام أنسى .
جمال التصريع : - يعطينا نغمة موسيقية جميلة .
ملحوظة :- التصريع لا يكون إلا في الشعر وفى أول بيت من القصيدة .
8- الترادف : - وهو اتفاق كلمتين أو أكثر في المعنى مع الاختلاف في اللفظ .
مثال : - أهبت بصبري أن يعود فعزني وناديت حلمي أن يثوب فلم يُغنِ .
مثال : - ( قابلت الصديق ولاقيته على عجل ) - ( عاد صاحب السمو الى البلاد سالما معافى ) .
جمال الترادف : - تأكيد المعنى عن طريق تكراره بلفظ جديد .
9- الإيجاز : - وهو أداء المعنى الكثير بلفظ قليل ، وهو نوعان :
أ ــ إيجاز بالقصر : - وهو ما يعنى خير الكلام ما فل ودل .
مثال : - ( واذكر في الكتاب إبراهيم )( ولكم في القصاص حياة ) ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
ب ــ إيجاز بالحذف : -
- ( ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ) أي على ألسنة رسلك .
- ( واسأل القرية ) إيجاز بحذف المفعول به .
- ( كتب الجهاد علينا ) إيجاز بحذف الفاعل .
- ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) إيجاز بحذف المفعول به .
جمال الإيجاز :- إثارة العقل وتحريك الذهن ، ويمتع النفس والعقل ، ويجعل اللفظ القليل يؤدي المعنى الكثير .
10
– الإطناب : - زيادة اللفظ على المعنى ، وهو أداء المعنى بأكثر من عبارة
سواء أكانت الزيادة كلمة أم جملة بشرط أن تكون لها فائدة مثل : - ( الرغبة
في الحديث المحبوب – أو التعليل – أو الاحتراس – أو الدعاء – أو التذييل –
أو الترادف – أو ذكر الخاص بعد العام – أو التفصيل بعد الإجمال ) .
مثال : ( وما تلك بيمينك يا موسى ؟ قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي منها مآربُ أخرى )
وقال (صلى الله عليه وسلم ) : ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير ) .
* اعلم ـــ وفقك الله ـــ إن الكتاب نعم الجليس .
قال واصل بن عطاء : - ( سبحانه لا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ) إطناب بالترادف .
قال تعالى : - ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) إطناب بعطف الخاص على العام .
قال ( صلى الله عليه وسلم ) : - ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ..... ) إطناب بذكر التفصيل بعد الإجمال.
قال شاعر : - ولست بمستبق أخاً لا تلمه على شعثٍ . أي الرجال المهذب .
( إطناب جاء بعد تمام المعنى لتأكيده ويسمى التذييل ) .
11 – حسن التقسيم : - وهو تقسيم بيت الشعر إلى جمل متساوية في الطول والإيقاع .
مثال : - متفـــــــرد بصبابتي متفــــــرد بكآبتي ، متفــــرد بعنائـــــــي .
مثال : - ذاك مرعى أُنسي وملعب لهوي وجَنى صبوتي ومغنى صحابي
جمال حسن التقسيم : - يعطينا نغمة موسيقية جميلة ترتاح لها الأذن .
ملحوظة : - حسن التقسيم في الشعر فقط .
12– الاقتباس : - وهو يتضمن أبيات الشعر أو الفقرة النثرية شيئاً من القرآن الكريم أو الحديث الشريف .
مثال : - أصبراً على مس الهوان وأنتــــــم عديد الحصى ، إني إلى الله راجع .
مقتبس من قوله الله تعالى ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
مثال : وذرهم يخوضوا، إنمـــــــا هي فتنة لهـــم بينهــــــا عما قليل مصارع .
اقتباس من قوله تعالى : - ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) .
مثال : أرى أرؤساً قد أينعت لحصادها فأين – ولا أين – السيوف القواطع ؟
اقتباس من قول الحجاج بن يوسف الثقفي : - ( إني لأرى رءوساً قد أينعت وحان وقت قطافها وإني لصاحبها ) .
جمال الاقتباس : - يؤكد المعنى ويوضح مدى ثقافة الأديب وإطلاعه .
13 – مراعاة النظير : - وهي ذكر الشيء وما يتصل به في المعنى من غير تضاد .
قال تعالى : - ( والشمس والقمر يسبحان ، والنجم والشجر يسجدان ) .
قال الشاعر : - كأن الثريا عُلِّقتْ في جبينه وقي خدِّه الشِّعْرى وفي وجهه البدر .
جمال مراعاة النظير : - تأكيد المعنى وتقويته .
14 – حسن التعليل :- وهو أن ينكر الأديب صراحة أو ضمناً علة الشيء المعروفة ، ويأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه .
مثال :- وما كلفة البدر المنير قديمــــــــــة ولكنهـــا في وجهه أثر اللطم .( في الرثاء ) ( والكلفة هي الكدرة )
مثال :- ما قصَّر الغيث عن مصر وتربتها طيعاً ولكن تعداكم من الخجل . ( لأن الممدوح أكرم من المطر ) .
15 – تأكيد المدح بما يشبه الذم : -
مثال :- ليس به عيبٌ سوى أنه لا تقع العين على شبهه .
مثال : - قال ( صلى الله عليه وسلم ) : - ( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ) .
مثال : - ولا عيب في معروفهم غير أنه يبين عجز الشاكرين عن الشكر .
مثال : - فتى كملت أخلاقه غير أنه جواد فما يبقي على المال باقياً .
16 ــ تأكيد الذم بما يشبه المدح : -
مثال :- لا جمال في الخطبة إلا أنها طويلة في غير فائدة .
مثال :- القوم شحاح إلا أنهم جبناء .
ملحوظة : -
المحسنات اللفظية هي : - ( الجناس – الاقتباس – السجع ) .
المحسنات المعنوية هي : - ( التورية – الطباق – المقابلة – حسن التعليل – تأكيد المدح بما يشبه الذم ) .
حكم السجع في الدعاء؟ والتوسع في وصف الجنة أو النار من أجل ترقيق القلوب؟
لا
أعلم في هذا شيئا إذا كان ليس فيه تكلف أما السجع المتكلف فلا ينبغي ,
ولهذا ذم النبي عليه الصلاة والسلام من سجع وقال : هذا سجع كسجع الكهان في
حديث حمل بن النابغة الهذلي , لكن إذا كان سجعا غير متكلف فقد وقع في كلام
النبي عليه الصلاة والسلام وكلام الأخيار , فالسجع غير المتكلف لا حرج فيه ,
إذا كان في نصر الحق أو في أمر مباح . وتكرار دعوات فيما يتعلق بالجنة أو
النار وتحريك القلوب . كل ذلك مطلوب شرعا.
________________________________________
البديع
في اللغة : هو الشيء المنشأ على غير مثال سابق ، ولذلك قال الله عزوجل عن
ذاته (بديع السموات والأرض )..لانه خالق اللسموات والأرض على غير مثال سابق
وقد أخذ علم البديع هذا الإسم لأن الأدباء يتنافسون في ابتداع الصور
البديعه والمحسنات اللفظية والزخارف ويظل هذا العمل مقبولاً ومشرقاً ما دام
في خدمة المعنى صادراً عن الأديب بغيرتكلف أو تصنع أو إجهاد أما إذا طغى
اللفظ على المعنى وأصبح تزيين اللفظ هو الهدف كما حدث في العصور المتأخره
فهو عيب من عيوب الأديبوسيئه من سيئات التعبير
والمحسنات نوعان
المحسنات اللفظيةوأشهرها :_ الجناس ، والسجع ، والإقتباس ، التضمين
المحسنات اللغوية وأشهرها :_ التورية ، الطباق والقابله
المحسنات اللفظية
الجناس
الأمثله
قال أحمد شوقي
وسلا مصر هل سلا القلب عنها .... أو أسا جرحها الزمان المؤسي
قال دريد بن الصمه
صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه .... فلما علاه قال للباطل : ابعد
قالت الخنساء
إن البكاء هو الشفاء .... من الجوى بين الجوانح
السجع
الأمثله
وقف الأحنف بن القيس على قبر الحارث بن معاوية المازني ، فقال : رحمك الله أبا المرق ، كنت لا تحقر ضعيفاً ولا تحسد شريفاً
قال أبو تمام
تجلى به رشدي وأثرت به يدي .... وفاض به وأورى به زندي
قالت الخنساء
حامي الحقيقة محمود الحليقة .... مهدي الطريقة نفاع وضرار
الإقتباس والتضمين
الأمثلة
قال عبد الؤمن الأصفهاني : لا تغرنك من الظلمه كثرة الجيوش والأنصار ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
أ)الجناس
: الشرح
في
المثال الأول من المجموعة أ) تجد كلمتين متشابهتين في كل شيء في نوع
الحروف وحركاتها وترتيبها وعددها وهما سلا وسلا ولكنهما مختلفان في المعنى
فالأولى تعني اسألا والثانية تععني هجر أيضاً في المثال الثاني بين كلمتي
صبا وصبا
ففي المثال الثالث كلمتي الجوى والجوانح حيث اختلف عددها
ب) السجع
: الشرح
في
المجموعة (ب) نوع آخر من المحسنات اللفظية هو السجع ، والسجع في اللغة هو
استواء الشيء واستقامته ومشابهه بعضه بعضاً ولذلك سموا الكلام الذي تتشابه
أواخر الكلمات الأخيرة في الجمل المتواليه فيه سجعاً
انظر إلى المثال الأول في هذه المجموعه تلاحظ التشابه بين كلمتي ضعيفاً وشريفاً
وفي البيتين الثاني والثالث يكون السجع شعراً
ج) الإقتباس والتضمين
لتوضيح
هذا الإسلوب نقول أن التكلم أو الكاتب يميل أحياناً إلى دعم فكرته أو
تحسين إسلوبه وأقوى ما يكون دعم الفكره إذا استند الأديب في قوله على آيات
من القرآن الكريم أو فقرات من الحديث الشريف
فإذا قال الأديب في معرض
كلامه : قال عزوجل . أو قال عليه أفضل الصلاة والسلام ثم جاء في سياق كلامه
بشيء من القرآن الكريم والحديث الشريف
ويقال في التضمين ما قيل في الإقتباس بيد إنه يكون في كلامه فقرات من نصوص أدبيه شعراً أو نثراً
:القاعدة
أشهر المحسنات اللفظيه :_ الجناس والسجع والإقتباس والتضمين
الجناس : هو تشابه لفظين في النطق مع اختلافهما في المعنى
وهو نوعان : أ) الجناس التام :_ وهو ما اتفق فيه اللفظان في نوع الحروف وشكلها وعددها وترتيبها
ب) الجناس الناقص :_ وهو ما اختلف فيه اللفظان المتشابهان في أحد الشروط السابقة
السجع : هو تشابه الحرف الأخير في الفواصل المتشابهه في الجمل المتوالية
الإقتباس : هو أن يستعين الأديب في سياق كلامه بشيء من القرآن الكريم أو الحديث الشريف دون الإشارة الصريحة إلى موضع أي منهما
التضمين : هو أن يستعين الأديب في سياق كلامه بفقرات من النصوص الأدبيه المأثوره دون الإشارة الصريحه إلى موضعها
المحسنات المعنوية
أ) التوريه
الأمثله
سئل
أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مهاجر معه
من مكه إلى المدينه من هذا ؟ فقال : رجل يهديني السبيل
ب)المقابلة
الأمثلة
قال تعالى فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً ...) صدق الله العظيم
ج) الطباق
الأمثلة
يستخفون من اللناس ولا يستخفون من الله ....) صدق الله العظيم
أ) التورية
الشرح
قد
تفرض على المرء أحياناً التخلص من مأزق ما وقد يعن له أن يتوصل إلى غرض ما
من خلال كلامه ولاجل ذلك يعمد لقول كلمة يتوهم السامع لها معنى
والمتكلمبها معنى أخر والكلمه تفيد المعنيين معاً فعندما سئل أبو بكر
الصديق عن النبي (ص) من هذا ؟ وقع في مأزق لانه إن كشف عن شخص النبي (ص)
إستدل عليه أعدائه من قريش الذين يلاحقونه ويتحرون عنه وإن قال أبو بكر
شيئاً آخر كان غير صادق وكيف وهو الصادق الصديق الذي لم يؤثر عنه الصدق ؟
ولذلك قال أبو بكر رجل يهديني السبيل ، فطن السائل أنه دليل من أدلاء الطرق
في الصحراء وقصد أبو بكر أنه رسول الله الذي يهديه سواء السبيل وكلا
وكلا المعنيين في العباره
ب) الطباق
في
المثال الأول يكون الطباق بواسطة الجمع بين فعلين أحدهما مثبت والآخر منفي
. أو يكون بواسطة أمر ونهي في تركيب واحد كقوله تعالى ( فلا تخشوا الناس
واخشون ) ويسمى هذا الطباق السلب
ج ) المقابلة
هي استمرار للطباق
إلا أنها تكون في عدة تراكيب لغويه تتوافق فيها عدة معان ، ثم تأتي معان
أخرى تقابلها في المعنى لاحظ الآية في المثال الأول حيث يقول الله تعالى
(فليضحكوا قليلاً ......) ثم يقابل هذين المعنيين بقوله (وليبكوا
كثيرا......)
القاعدة :-
أشهر المحسنات المعنوية :التورية ،الطباق ،المقابلة .
-التورية:- هى أستعمال لفظ له معنيان أحدهما قريب يتوهمه السامع ،وثانيهما بعيد يختفي وراء هذا المعنى ،وهو المقصود من الكلام.
-الطباق :-وهو الجمع بين الشئ وضده في التركيب الواحد ،وهو نوعان :-
طباق
الإيجاب :وهو الطباق المباشر دون أدوات أو وسائط لغوية .طباق السلب :ويكون
بين الفعل المثبت والمنفي أو بين الأمر والنهي في تركيب لغوي واحد.
-المقابلة:-أن تؤتي بمعنيين أوأكثر ثم تؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب في سياق لغوي واحد
ثالثاً:-علم المعـانـــي
علم المعاني:هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال .
الكلام نوعان:-خبر وإنشاء .
الخبر :هو قول يحتمل الصدق والكذب لذاته ،فإن طابق الواقع فهو صادق وإن خالف الواقع فهو كاذب .مثل (قام محمد ، ذهب علي )
الإنشاء :هو الذي لا يحتمل صدقاً أو كذباً ،وهو يشتمل الأمر والنهي والإستفهام والنداء والتمني .
-اغراض الخبر :-
الأصل في الخبر أن يلقي لأحد الغرضين :-
إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة أو العبارة ويسمى ذلك الحكم فائدة الخبر.
إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم ويسمى ذلك لازم الفلئدة .
أضرب الخبر :-
فالمخاطب بالنسبه لحكم الخبر أي مضمونه له ثلاث حالات وهي :
ان
يكون المخاطب خالي الذهن، وفي هذه الحال يلقى إليه الخبر خالياً من أدوات
التوكيد ويسمى الضرب من الخبر إبتدائياً .أن يكون المخاطب متردداً في الحكم
شاكاً فيه ويبغي الوصول إلى اليقين في معرفته وفي هذا الحال يحسن توكيده
له ليتمكن من نفسه ويحل فيها اليقن محل الشك ،ويسمى هذا الضرب من الخبر
طلبياً. أن يكون المخاطب منكراً لحكم الخبر وفي هذا الحال يجب أن يؤكد له
الخبر بمؤكد أو أكثر على حسب درجة إنكاره من جهة القوة والضغف .ويسمى هذا
الضرب من الخبر إنكارياَ .
)البديع) لغة: هو من بَدَع وأبدع، أي: أوجده لا على مثال سابق.
واصطلاحاً: هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام.
والمحسنات على قسمين:
1 ـ معنوية.
2 ـ لفظية.
ولنذكرهما في فصلين:
الفصل الأول: المحسنات المعنوية.
الفصل الثاني: المحسنات اللّفظية.
علـم البديـع
(أ) المحسنات اللفظية
1- الجناس:
وهو: أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى وهو نوعان:
أ-تام:
وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي: نوع الحروف وشكلها وعددها
وترتيبها، كقوله تعالى: ) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ
الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ (.
ب-غير تام: وهو ما
اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة المتقدمة، كقوله تعالى:
)فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا
تَنْهَرْ{10}
2- الاقتباس:
هو: تضمين النثر أو الشعر شيئا من
القرآن الكريم أو الحديث الشريف من غير دلالة على أنه منهما، ويجوز أن يغير
في الأثر المقتبس قليلا.
كقول بعضهم: "لا تغرنك من الظلمة كثرة الجيوش والأنصار "إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".
وقول الشاعر:
رحلوا فلست مسائلا عن دراهم أنا "باخع نفسي على آثارهم".
3- السجع:
هو: توافق الفاصلتين في الحرف الأخير وأفضله ما تساوت فِقَرُه.
نحو: "اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا".
(ب)
المحسنات المعنوية
1- التورية:
هي: أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان قريب ظاهر غير مراد وبعيد خفي هو المراد، نحو:
أصون أديم وجهي عن أناس لقاء الموت عندهم الأديب
ورب الشعر عندهم بغيض ولو وافى به لهم "حبيب"
2- الطباق:
هو: الجمع بين الشيء وضده في الكلام وهو نوعان:
أ- طباق الإيجاب: وهو ما لم يختلف فيه الضدان إيجابا وسلبا، كقوله تعالى: ) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ(.
طباق السلب: وهو ما اختلف فيه الضدان إيجابا أو سلبا، كقوله تعالى: )يستخفون من الناس ولا يستخفون من الناس(.
3- المقابلة:
هي: أن يؤتى بمعنيين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب
كقوله r: "إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع".
4- حسن التعليل:
هو: أن ينكر الأديب صراحة أو ضمنا علة الشيء المعروفة، ويأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد، نحو:
وما كلفة البدر المنير قديمة ولكنها في وجهه أثر اللطم
5، 6- تأكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه:
تأكيد المدح بما يشبه الذم ضربان:
أ-أن يستثنى من صفة ذم منفية صفة مدح، نحو:
ليس به عيب سوى أنه لا تقع العين على شبهه
ب-أن يثبت لشيء صفة مدح ويؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى، نحو:
ولا عيب في معروفهم غير أنه يبين عجز الشاكرين عن الشكر
وتأكيد الذم بما يشبه المدح ضربان:
أ-أن يستثني من صفة مدح منفية صفة ذم، نحو: "لا جمال في الخطبة إلا أنها طويلة في غير فائدة".
ب-أن يثبت لشيء صفة ذم ثم يؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى، نحو: "القوم شحاح إلا أنهم جبناء".
7- أسلوب الحكيم:
هو
تلقي الخطاب بغير ما يرتقبه، إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله،
وإما بحمل كلامه على غير ما كان يقصد إشارة إلى أنه كان ينبغي له أن يسأل
هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى.
كقوله تعالى: : ) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ(.
وقوله
تعالى: ) يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ
خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ(.