facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-03, 09:19 AM   #1
الوميض


العضوية رقم : 2663
التسجيل : May 2014
الإقامة : الأقصر
المشاركات : 56
بمعدل : 0.01 يوميا
الوظيفة : باحث
نقاط التقييم : 28
الوميض is on a distinguished road
الوميض غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي القرآن والنبى العدنان

في معمعة هذه الحياة التي نحن فيها الآن والتخبط الذي ساد هذا الزمان والتنكب عن القصد السوي والصراط المستقيم الذي حاد عنه كثير من أهل هذا العصر والزمان ، أصبحنا لا ملجأ لنا ولا منجأ لنا لنخرج من الذل والهوان إلا بالاقتداء والاهتداء والتخلق بأخلاق النبي العدنان صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21

والله قد خصَّ النبي العدنان بمعجزة باقية على مدى الزمان وهي معجزة القرآن وأعطاه صلى الله عليه وسلم معجزة صالحة لأن يأخذ بها ويتشكل بها ويتخلق بها كل إنسان ، وهي التخلق بأخلاقه الكريمة فإذا كان القرآن معجزة الله فإن النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت للسائل: {كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، قَوْلَ اللَّهِ: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}}{1}

إذاً خُلُقُه معجزة ، وهذا ما أريد أن أقوله كما أن القرآن معجزة ، فخُلُقُه معجزة ، خُلُقه معجزة تُصلح جميع الأزمنة وجميع الأمكنة وجميع بني الإنسان أفراداً ومجتمعات، وهذا ما نحتاجه الآن ، احتفائنا برسول الله وسرورنا بميلاد سيدنا رسول الله أن نقبل على أنفسنا ونحاول أن نُصلح سبورة إنسانيتنا وننزع منها ونمسح منها الأخلاق التي لا تُناسب أخلاق حضرته ، ونُجملها بالأخلاق والكمالات التي كان عليها صلى الله عليه وسلم في كل زمان ومكان

ونحن نعلم جميعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم منه الأقدام وكان يصوم صيام الوصال وكان لا يغفل عن ذكر الله طرفة عين ، لا يقوم إلا على ذكر ولا يجلس إلا على ذكر ولا يدخل إلا على ذكر ولا يخرج إلا على ذكر لله ، حتى كانت تنام عيناه وقلبه لا ينام شُغلاً بذكر الله ، ومع ذلك عندما أثني عليه ومدحه الله لم يمدحه بجده واجتهاده في العبادات ، وإنما كما قال الله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4

وكما قال ساداتنا الصالحون: فهو أعلى من الخُلُق العظيم، {لَعَلى} أعلى وأرقى وأسمى وأبهى من أي خُلُق عظيم لأي إنسان قويم من بدء البدء إلى نهاية النهايات ، وكما قيل في القراءة القرآنية الأخرى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقِ عَظِيمٍ} خلُق مضاف ، وعظيم مضاف إليه ، أى أنك على خلُق عظيم ، والعظيم هو الله ، أى أنك على خُلُق الله ، فهو صلى الله عليه وسلم كان على خُلُق مولاه ، ولذا ما حلَّت أخلاقه صلى الله عليه وسلم على أقوام إلا وذهبت عنهم الشحناء والبغضاء والخصام وصاروا إخوة متآلفين في مودة ورحمة ووئام على الدوام

فنحن نحتاج أولاً إلى التخلق بأخلاق رحمته ثم ننشر بعد ذلك فيمن حولنا أسرار أخلاقه ، وندعوهم إلى ذلك وخاصة أنه لا مخرج لنا من المضايق التي نحن فيه إلا بذلك ، وضرب الله لنا مثالاً في القرآن: كان النبي صلى الله عليه وسلم في ضيق مما أحاط به الكافرون دعوته ، ويريدون القضاء عليه وإنهاء دعوته وهو في مكة

فهيئ الله له مجتمع الأنصار فتخلص من المضائق ، وبدأت أشعة الدين تخترق قلوب الخلائق ، وبدأ الناس يميلون إلى فضل الله ويدخلون في دين الله أفواجاً ، ما السر؟ وضَّحه الله في أخلاق الأنصار ، بِمَ أثنى عليهم الله؟ وبِم مدحهم الله في كتاب الله؟ مدحهم الله بالنسبة لموقفهم من حَبيبه ومُصطفاه ومدحهم بالنسبة لأخلاقهم فيما بينهم ومدحهم الله في أخلاقهم مع إخوانهم المسلمين أجمعين ، بِم مدحهم؟ {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} الحشر9

مدحهم بالحب ، وهل هناك عمل يصلح للقبول عند الله إلا بالحب؟ الكل يعمل والكل يكد والكل يجتهد لكن بِم ينال المرء القبول؟ والمهم القبول وليس العمل ، ولذا قالوا: {العالم يهتم بالقبول ، والجاهل يهتم بالإقبال}

القبول يحتاج إلى الحب ، فأي عمل يقدمه الإنسان لله أو لخلق الله أو لنفسه أو لدنياه أو لآخرته أو لزوجه أو لوطنه لا بد أن يكون هذا العمل ناتجاً عن حب قلبي حتى ينال شرف القبول من الله وشرف القبول عند خلق الله: {إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ}{2}

لماذا؟ نتيجة الحب ، فالعمل لا يصلح إلا بالحب لله ولرسول الله ولجميع خلق الله ، أما بالنسبة لبعضهم فهذه الغاية التي نرجوا أن يحققها الله لنا وبنا الآن: {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا} الحشر9

فكان أصحاب حضرة النبي صلى الله عليه وسلم مع بعضهم كما قال الله في شأنهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر47

لا يوجد في القلوب بغض ولا حقد ولا حسد ولا حرص ولا شح ولا أثرة ولا أنانية ولا رغبة في شر ولا شماتة في مؤمن ؛ لكن يوجد في القلوب المحبة والمودة والشفقة والعطف والحنان، وحب الخير لجميع الناس، والإيثار الذي مدح الله به الأنصار: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الحشر9

وهذا باب إصلاح المجتمعات


{1} مسند أحمد وسنن ابن ماجة.
{2} البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه


الوميض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: القرآن والنبى العدنان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل السلسلة الكاملة جبريل يسأل والنبي يجيب للكاتب محمد حسان سيف الدين قسم الكتب الالكترونية الاسلامية 1 2014-12-04 11:55 PM
سر النسخ فى القرآن الوميض قسم القرآن الكريم 1 2014-06-09 07:02 PM
القرآن والفهم الوميض القسم الاسلامي العام 0 2014-06-05 03:56 PM
هجران القرآن ADEL قسم القرآن الكريم 0 2013-01-06 09:10 PM
هدي القرآن وبركته على أهله ( القرآن خير من النوم ) ADEL قسم القرآن الكريم 0 2013-01-05 05:40 PM


الساعة الآن 09:50 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML