المجاز العقلي والمجاز المرسل للسنة الثالثة ثانوي
استعمال الألفاظ
استعمال الألفاظ إما أن يكون استعمالا حقيقيا وهو استعمالها فيما وضعت له في اصطلاح التخاطب، نحو: أثمرت الشجرة؛ أقام الصلاة
وإما مجازيا، وهو استعمالها في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب، نحو: بنى الأمير مسجدا (مجاز عقلي)، اسأل القرية (مجاز مرسل)، ضحك المشيب برأسه (استعارة مكنية).
-- والمجاز نوعان: عقلي، ولغوي.
1.المجاز العقلي: وهو الذي يكون في الإسناد، أي إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له بتأويل، نحو:
قوله: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ).
وقولك: جرى النهرُ، وطلع القمر
2. المجاز اللغوي: وهو قسمان: المجاز المرسل، والاستعارة.
المجاز المرسل: استعمال اللفظ في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب لعلاقة غير المشابهة، نحو: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) عبّر بالأفئدة عن مجموعة من الناس، وهو مجاز مرسل علاقته الجزئية.
--تقسيم المجاز المرسل بحسب علاقاته
المسوغ لاستعمال اللفظ لغير معناه الأصلي هو وجود علاقة ما بينهما، وعلاقات المجاز المرسل كثيرة أهمها:
1- السببية وهي تسمية الشيء باسم سببه، نحو: له أيادٍ عليّ سابغةٌ، أي نعمٌ، فاستخدم الأيدي بدل النعم لأن الأولى سبب في الثانية.
2- المسببية وهي تسمية الشيء باسم ما تسبب عنه ونتج، نحو: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاّ مَن يُنِيبُ) أي ينزل لكم من السماء مطرا، وعبر بالرزق عن المطر لأن الأول متسبب عن الثاني.
3- الجزئية وهي التعبير بالجزء عن الكل، نحو: (فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)، عبرت الآية بالرقبة عن المملوك، والرقبة جزء مهم منه، لأنّ بامتلاكها تتم السيطرة على الجسم كله.
4. الكلية وهو التعبير بالكل عن الجزء، نحو: (يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ)، عبرت الآية الكريمة بالأصابع وهي أعضاء كلية عن الأنامل وهي أجزاء منها.
5. المحلية وهو إطلاق لفظ المحل وإرادة الحالّ فيه، نحو: (فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ). فالمدعوّ هم الناس في النادي.
6- الحالية وهو إطلاق لفظ الحال على المكان نفسه، نحو: (إِنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) فقد استعمل (نعيم) وهو دال على أمر معنوي، لا يُحلّ فيه بدل مكانه وهو الجنة.
7 اعتبار ما كان وهو تسمية الشيء باسم ما كان عليه، نحو: (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)، استعمل لفظ اليتيم وهو يعني "الصغير الذي مات عنه أبوه" لمن بلغ سن الرشد.
8- اعتبار ما سيكون وهو تسمية الشيء بما سيكون عليه، نحو (إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا).