حين نشعر يالضيق بداخلنا ... حين نريد ان نفصح عن كل ما هو في أعماقنا من ألم ... و لا نجد متفهم يستمع لنا ... لا يمل من التنصت الى مشاكلنا .... نحن على الحافة ... نوشك على الوقوع ... و عندما نتمسك بيد شخص ما لا تطيل الفرصة و يُرمى بنا في بحار الخذلان فتمتلئ روحنا بلطخات النسيان .. حاملين في رحلتنا كتابا من الذكريات ... كل صفحة منه تطعننا بحدة أكبر من التي قبلها ... ندخل الى رحلة الى ادغال البشر .. بين كلامهم الجارح ...... نظراتهم الحاقدة المستخفة ...و كم الوقوف صعب و المواجهة مرعبة ... الى درجة أنك تضطر الى حمل ذلك الكتاب المليئ بالذكريات و حقيبة أيام الماضي و تهرع باحثا عن كهف ما تختبأ فيه لعلك تشفى فلا يمر من ظنك دقائق حتى ترى ظلمة الكهف المخيفة .... ضميرك القاتل تتعاكس صورته بين زوايا المكان ... صوت نفسك المرعب ... دموعك الباردة .. صراخك الذي لا أحد يسمعه او يعيره أهمية ... أنت الان يا عزيزي بين موجات الحياة ... للأسف انها قاسة جدا .... انت الان صلب الموضوع تماما كالريح الذي يُهدأ من غضب الموجات عند هدوئه كالطقس الذي يمنحها اشعاعا عند صحوِه انت المد و الجزر ... قد تطول عيشتك في الكهف المريع .. و لكن كن على يقين ان نورا ما سيسطع من أحدى الزوايا و تدفأ دموعك و ترتاح نفسك .. و تخلق روحك الذابلة روحا جديدة قوية .... هنا خذ نفسا عميقا ... قف و اغمض عينيك ... تذكر بشاعة ما مررت به .... كم مرة خذلت .. و لا تنسى كم من مرة كنت غبيا .. اياك ان تعيد الكَرة ... الان افتح عينيك .. انطلق .... اتبع ذلك النور ربما يكون شخصا ما سمع صوتك .... او ذكرى الهبت لك نارا مضيئة .... او دموعا تجمدت فصنعت بريقا .. المهم انها ستكون مخرجا لك ... يوم جديد ... انت جديد ... قوة ... روح متعلمة ..... بداية جديدة ...... نفس قد خذلت ... فتأكدت انه يجب حذف جميع كلمات قاموس الحياة ..... اترك فقط .... عش انت كما تريد و لا تنتظر اي مساعدة ... و لكن بكل تأكيد جاهز للاستماع لشخص ما .... فلا تنسى انك كنت شخصا احتاج ان يسمعه أحد .... و لكنك للأسف لم تجد .... فلا تجعل احدهم يعيش ما عشته .... لا تكن أنانيا .... فربما ذلك الشخص ليس بتلك القوة ليسبح بين موجات الحياة و عواصفها الضخمة ...