facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-20, 04:37 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.99 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي تعامل الرسول مع أولاده وأحفاده

جاء الإسلام بمعيار حقيقي للعَلاقة بين الأب وأبنائه، هذا المعيار قائم على الرحمة، والرأفة، والشفقة، والتوجيه، والرعاية الصحيحة لهؤلاء الأبناء في كل شئون حياتهم، فالأب هو الحصن الذي يأوي إليه الأبناء في كل وقت؛ ولذلك فإن القرآن قد خلَّد هذه العَلاقة عندما ذكر نداء لقمان -رحمه الله- لابنه، والذي يفيض بكل معاني التربية، فقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

صور من علاقة رسول الله بأولاده
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
الرفق بالأطفالتعالوا معًا ننظر إلى خصوصيَّة العَلاقة الرائعة بين الأب وابنته في موقف الرسول الذي ترويه عائشة -رضي الله عنها- قائلة: أقبلتْ فاطمة تمشي كأن مشيتها مَشْيُ النبي ، فقال النبي : "مَرْحَبًا بِابْنَتِي". ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثًا فبكت، فقلتُ لها: لِمَ تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحكت، فقلتُ: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فسألتها عمَّا قال.

فقالت: ما كنتُ لأفشي سرَّ رسول الله . حتى قُبِضَ النبي ، فسألتها، فقالت: أسرَّ إليَّ: "إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلاَّ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي". فبكيتُ، فقال: "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ". فضحكتُ لذلك[1]. هكذا كانت تربية الرسول لابنته، تربية قائمة على الحبِّ والعطف والحنان.

أمَّا عند وفاة إبراهيم ابن رسول الله ، فقد تجلَّت عظمته ، وظهرت مشاعر الأب الجياشة تجاه ولده حين خاطبه قائلاً: "يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلا أَنَّهُ أَمْرُ حَقٍّ، وَوَعْدُ صِدْقٍ، وَيَوْمٌ جَامِعٌ، لَوْلا أَنَّهُ أَجَلٌ مَحْدُودٌ، وَوَقْتٌ صَادِقٌ، لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ". وحينما قُبض إبراهيم ابن رسول الله قال لهم: "لا تُدْرِجُوهُ فِي أَكْفَانِهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ". فأتاه فانكبَّ عليه وبكى[2].

صور من علاقة رسول الله بأحفاده

كما اهتمَّ رسول الله بأحفاده، وعنى باختيار أجمل الأسماء لهم، فعن عليٍّ قال: لمَّا وُلِدَ الحسن سمَّيته حربًا، فجاء رسول الله فقال: "أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟" قال: قلتُ: حربًا. قال: "بَلْ هُوَ حَسَنٌ". فلمَّا وُلِدَ الحسين سمَّيته حربًا، فجاء رسول الله أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟" قال: قلتُ: حربًا. قال: "بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ". فلما وُلِدَ الثالث سمَّيته حربًا، فجاء النبي فقال: "أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟" قلتُ: حربًا. قال: "بَلْ هُوَ مُحْسِنٌ". قال: "سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ شَبْر وَشُبَيْر وَمُشْبِر"[3]. فقال: "

وكان من شدَّة حُبِّه ولهفته على أحفاده ما رواه عبد الله بن بُرَيْدة عن أبيه، قال: رأيتُ رسول الله يخطب، فأقبل حسن وحسين، عليهما قميصان أحمران، يعثران ويقومان، فنزل النبي فأخذهما فوضعهما في حجره، فقال: "صَدَقَ اللهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَالنبي والحسن والحسينأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15]، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ". ثم أخذ في خطبته[4]. وكذا كان حُبُّه لبقيَّة أحفاده، فقد كان يُصَلِّي وهو حامل أُمامة بنت ابنته زينب -رضي الله عنها- فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها[5].

وها هو ذا رسول الله يخرج على المسلمين في إحدى صلاتي الْعَشِيِّ -الظهر أو العصر- وهو حاملٌ أحدَ ابنيه: الحسن أو الحسين، فتقدَّم رسول الله فوضعه عند قدمه اليمنى، فسجد رسول الله سجدةً أطالها، قال أَبِي[6]: فرفعتُ رأسي من بين الناس، فإذا رسول الله ساجد، وإذا الغلام راكب على ظهره فعُدْتُ فسَجَدْتُ، فلمَّا انصرف رسول الله ، قال الناس: يا رسول الله، لقد سجدْتَ في صلاتكَ هذه سجدةً ما كنتَ تسجدها، أفشيء أُمِرْتَ به؟ أو كان يُوحى إليكَ؟ قال: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ"[7].

ولم تكن هذه المواقف مواقف عابرة في حياته ، ولكنها كانت صفة أصيلة من صفاته ؛ لذلك يُرْوَى عن أبي هريرة أن رسول الله قَبَّل الحسن بن علي، والأقرعُ بن حابس: "مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ"[8]. التميمي جالس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قَبَّلْتُ منهم أحدًا قطُّ. فقال رسول الله

ومع ذلك فلم يكن هذا الحبُّ العظيم من النبي محمد لأولاده وأحفاده يدفعه إلى الجور على المسلمين من أجلهم، فيُروى أن عليَّ بن أبي طالب أتى فاطمة -رضي الله عنها- فقال: إني أشتكي صدري ممَّا أجد بالقرب. قالت: وأنا والله، إني لأشتكي يدي ممَّا أطحن الرحا. فقال لها: ائتي النبي ؛ فقد أتاه سبي؛ ائتيه لعله يخدمك خادمًا. فانطلقت إلى النبي فأتاهما فقال: "إِنَّكُمَا جِئْتُمَانِي لأَخْدُمَكُمَا خَادِمًا، وَإِنِّي سَأْخُبِرُكُمَا بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنَ الْخَادِمِ، فَإِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنَ الْخَادِمِ: تُسَبِّحَانِهِ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتَحْمِدَانِهِ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتُكَبِّرَانِهِ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ. وَإِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعُكُمَا مِنَ اللَّيْلِ، فَتِلْكَ مِائَةٌ"[9].

هكذا كان يُعَلِّمُ رسول الله أولاده، يُعَلِّمهم أنه لن يحابيهم -رغم محبته الشديدة لهم- على حساب المسلمين، بل ويعلمهم -كذلك- أن يرتبطوا بالله فهو خير مُعين على كل أعمالهم، فالاستعانة به وحده I تُسْعِد الإنسان في حياته وآخرته.

هكذا كانت عَلاقة الأب بأبنائه وأحفاده.. عَلاقة قائمة على المحبَّة والحنان تَشعر الأسرةُ في ظلِّها بالأُلْفة، فما أعظمك يا رسول الله مِنْ أبٍ وَجَدٍّ!

د. راغب السرجاني


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أولاده, الرسول, تعامل, وأحفاده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تعامل الرسول مع أولاده وأحفاده
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريقة تعامل الرسول مع غير المسلمين hakimdima قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 0 2016-08-18 12:48 PM
الرسول قدوتي hakimdima قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 0 2016-07-20 04:54 PM
صل على الرسول zakaria94 قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 2015-01-27 06:32 AM
تعامل الام مع الطفل لميس40 قسم عالم الطفل 0 2013-11-30 08:14 AM
من سب الرسول هم أم نحن؟؟؟؟؟ ghani2121 قسم النقاش الحر [ كتابات شخصية للأعضاء ] 5 2012-12-07 05:51 PM


الساعة الآن 10:25 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML