الثَورة العربيّة الكُبرى
انطلقت الثورةُ العربيّة الكُبرى من الحِجاز والشّام على يد الشريف الحسين بن عليّ في العاشر من حزيران للعام 1916م، وقد كانت ضِد الأتراك العُثمانيين في حُكم حزب الاتحاد والترّقي، بعد أن مارس وسائله المُجحِفة والظالمِة بحق العرب خاصّة، وقد أجرى الشريف الحسين المُباحثاتِ والمُراسلات التي تُسمّى بمحادثات مكماهون مع الدولة البريطانيّة في مصر من خلال الملك عبدالله الأول، والذي تمّ فيها الاتفاق على إعلان الثورة ضد الأتراك تحت حماية الدولة البريطانيّة.
ولكن الدولة البريطانيّة كانت في تلك الفترة قد وقّعت اتفاقيّة سايكس بيكو التي قسَّمت البلاد العربيّة بينها وبين الدولة الفرنسيّة وروسيا، وأعطت اليهود وعد بلفور لإقامة دولتهم في فلسطين.
وبعد انتهاء الثورة العربيّة الكُبرى تم تنفيذ معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور، ودخلت الأردن تحت الانتداب البريطانيّ، وعُيِّن الملك عبدالله الأول ملكاً عليها عام 1921م.
الملك عبد الله الأول
ولادته ونشأته
الملك عبدالله الأوّل هو أحد أبناء الشريف الحسين بن علي، وقد وُلِد في مكة المكرّمة في الرابع من نَيسان من عام 1882م، وقد نَشأ مع والديه في مكة المكرّمة حيث تعلّم علوم الدين، والفقه، وحَفِظ القرآن الكريم، وتعلّم علوم الأمراء والأشراف، ثمّ انتقل إلى اسطنبول مع أُسرته في العام 1893م ليكُمِل تعليمَه باللغة العربية والتركيّة، وعاد إلى مكة المكرّمة في العام 1908م، وفي السنة التالية تم انتخابه نائباً عن مكة المكرّمة في المجلس العثماني.
حكمه للأردن
أسّس الملك عبد الله الأوّل إمارة شرق الأردن عام 1921م، وتمّ تشكيل حكومة مركزيّة فيها برئاسة رشيد طليع، وقد أُجريت الانتخابات التشريعيّة عام 1927م، ومن بعدها بدأت عمليّات الإصلاح، و بناء الأردن من فتْح المدارس وانتشار التعليم للجميع، كما كان الاهتمام كبيراً بالصحة وتوفير الفرص المناسبة للزراعة والتجارة، وقد تمّ استغلال الأراضي الزراعيّة في الإمارة، كما أنشأ الجيش العربيّ للحفاظ على سيادة الإمارة وحمايتها، ثم حصلت المملكة الأردنيّة الهاشمية على استقلالها في الخامس والعشرين من أيار عام 1946م، تحت حُكمٍ ملكي نيابيّ وراثيّ.
وفاته
كان الملك عبدالله الأوّل مواظباً على أداء الصلاة في المسجد الأقصى في القدس، وفي يوم الجمعة 20 يوليو من عام 1951م ذهب هو وحفيده الحسين بن طلال لأداء صلاة الجمعة، وهناك أطلق رجل فلسطينيّ يُدعى مصطفى شكري عشي النار على الملك عبدالله الأوّل وحفيده الحسين، فأصابت الملك عبدالله الأوّل ثلاث رصاصات في الرأس والصدر أدّت إلى وفاته، وأصابت رصاصة الحسين في منطقة الصدر، إلّا أنّ الميدالية التي كان يلبسها ردّتها عنه وحمته منها.
منقول