قال تعالى( ولا تبخسوا الناس أشياءهم) {الاعراف 85 ، هود 85 ، الشعراء 183}
جاءت هذه الاية المباركة في ثلاث مواضع من القران كما هو موضح اعلاه ولعل المصداق الاوضح لها كما يدل عليه سياق الاية او الايات التي قبلها هو الجنبة الاقتصادية للمجتمع فان الحالة الاقتصادية اذا صلحت امكن للمجتمع ان يتقبل التعاليم الالهية من الانبياء والرسل فان الجائع او الذي يرى عياله يتضورون جوعا يرى بعين غير بصيرة ويسمع باذن غير سميعة ولقد ورد في بعض المأثور ( لولا الخبز لما عبد الله) وما ذاك الا لما تقدم ، كذلك نجد ان الحواريين عندما طلبوا من عيسى عليه السلام المائدة كان اول تعليل لهذا الطلب هو اننا نريد ان ناكل منها ثم تطمئن قلوبنا .
هذا ولكن القران الكريم عودنا على ان الايات الكريمة متعددة المصداق وتذهب لمعان اخر فيما وراء المصداق الجلي ومنها هذه الاية . فمن المعاني المستفادة هي ان الانسان اذا تكلم بحق الاخرين فينبغي ان لا يغمط حقهم ويعطيهم اقل مما يستحقون فالشجاع ينبغي ان لا ينتقص من شجاعته والسخي الكريم لا يجعل في مصاف العاديين وهكذا في كل مورد وان كان الاخر مخالفا او عدوا فضلا عما اذا كان مؤمنا . وكدرس عملي من القران نفسه في هذا المجال ما جاء على لسان موسى عليه السلام وهو حجة الله في الارض اذ قال بحق اخيه هارون( هو افصح مني لسانا ) وهذا ما يقتضيه العدل والانصاف والموضوعية فاطلاق الاحكام على الناس نتيجة اهواء او نزعات مما نهت الشريعة المقدسة عنه (يا ايها الذين امنوا كونوا قواميين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى).
منقول