facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-22, 09:31 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.98 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي من أعظم دلائل النبوَّة ما يؤتيه اللهُ أنبياءَه -عليهم السلام- من معجزات

من أعظم دلائل النبوَّة ما يؤتيه اللهُ أنبياءَه -عليهم السلام- من معجزات تخرق العادات، وتعطِّل نواميس الكون وسننه، ويعجز عن فعلها سائر الناس؛ وذلك تأييدًا لهذا الذي أكرمه الله بالنبوة أو الرسالة، وتكريمًا له، وشاهدًا وبرهانًا على صدق ما جاء به من البيِّنات والهدى.

وقد أكرم الله نبيَّه بألوان متعدِّدة من المعجزات التي أجراها على يديه تأييدًا لرسالته، ودفعًا لمن شاهدها إلى التصديق بنبوَّته، وهي من الآيات الباهرة والدلالات الواضحة على صدقه ؛ وذلك لأن الله لا يُؤَيِّد الكاذبين، قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة:44-47]. ولذا باء بالخزي والخسران وافتضح أمره مَنِ ادَّعى النبوَّة وهو كاذب، كمسيلمة الكذاب[1]، والأسود العَنْسِيِّ[2]، والمختار بن أبي عبيد الثقفي[3]، وميرزا غلام أحمد القادياني[4]، وغيرهم.

فمن أعظم الافتراءات على الله دعوى النبوة والرسالة كذبًا، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الأنعام: 93]، وهذا القول من ربِّ العالمين يشمل جميع أصناف الذين يعارضون رسله الصادقين[5].

المعجزة لغة واصطلاحًا

وبادئ ذي بدء فالمعجزة لغة هي اسم فاعل من العجز الذي هو زوال القدرة عن الإتيان بالشيء من عمل أو رأي أو تدبُّر[6]، وعرَّفها ابن حمدان في الاصطلاح بأنها "جهة التحدِّي ابتداءً بحيث لا يقدر أحد عليها، ولا على مثلها، ولا على ما يقاربها"[7].

وهي في الاصطلاح: أمرٌ خارقٌ للعادة، مقرون بالتحدِّي، سالم عن المعارضة، يظهر على يد مدعي النبوة موافقًا لدعواه[8].

أهمية المعجزة وأنواعها

وفي أهمية المعجزة ومدلولها يقول الإمام الجويني: "لا دليل على صدق النبي غير المعجزة، فإن قيل: هل في المقدور نصب دليل على صدق النبي غير المعجزة؟ قلنا: ذلك غير ممكن؛ فإن ما يُقَدَّرُ دليلاً على الصدق لا يخلو إمَّا أن يكون معتادًا، وإمَّا أن يكون خارقًا للعادة، فإن كان معتادًا يستوي فيه البَرُّ والفاجر، فيستحيل كونه دليلاً، وإن كان خارقًا للعادة يجوز تقدير وجوده ابتداءً من فعل الله تعالى، فإذا لم يكن بُدٌّ من تعلُّقه بالدعوى، فهو المعجزة بعينها"[9].

على أنه ثمة فرق بين المعجزة والكرامة؛ ويتمثَّل ذلك الفرق في أن الكرامة لا يدَّعي صاحبها النبوَّة، وإنما تظهر على يده لصدقه في اتِّبَاع النبي، وما كانت الكرامة لتقع لولا اعتصام من وقعت على أيديهم بالاتباع الحقِّ للنبي .

وهذا يُبَيِّنُ لنا أن شرط الكرامة للوليِّ يتمثَّل في صدق الاتباع للنبي ، لكن ليس من شرطه العصمة؛ فإن الولي قد يقع في المعصية، أما الأنبياء فقد عصمهم الله تعالى، والوليُّ يستحي من إظهار الكرامة، وإذا ظهرت نبَّه الناسَ إلى فاعلها الحقيقي وهو الله تعالى.

وهناك فرق أيضًا بين المعجزة والسحر؛ فالسحر أبعد شيء عن المعجزة أو الكرامة، وإن كان السحر أمرًا خارقًا للعادة إلاَّ أنه غير سالم من المعارضة بالمثل، فهو لا يخرج عن طاقة الإنس والجن والحيوان، كالطيران في الهواء مثلاً، بل هو أمر مقدور عليه؛ لأنه يترتَّب على أسباب إذا عرفها أحد وتعاطاها صنع مثلها أو أقوى منها، {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69]. ولذلك خضع السحرة لسيدنا موسى لأنهم -وهم أعرف الناس بالسحر- كانوا أكثر الناس يقينًا بحقيقة معجزته، وصدق نبوته، فما وسعهم أمام جلال المعجزة الإلهيَّة إلاَّ أن خرُّوا سُجَّدًا، وقالوا: {آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه: 70].

[1] مسيلمة الكذاب: هو أبو ثمامة مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي: متنبئ، من المعمرين، وفى الأمثال: "أكذب من مسيلمة". ولد ونشأ باليمامة في القرية المسمَّاة اليوم بالجبيلة، بقرب العيينة بوادي حنيفة في نجد، ولما ظهر الإسلام في غربي الجزيرة، وافتتح النبي مكة ودانت له العرب، جاءه وفد من بني حنيفة، قيل: كان مسيلمة معهم، إلاَّ أنه تخلَّف مع الرحال خارج مكة وهو شيخ هرم، فأسلم الوفد وذكروا للنبي مكان مسيلمة، فأمر له بمثل ما أمر به لهم، وقال: "لَيْسَ بِشَرِّكُمْ مَكَانًا". ولما رجعوا إلى ديارهم كتب مسيلمة إلى النبي : "من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك، أما بعدُ؛ فإني قد أُشْرِكْتُ في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشًا قوم يعتدون". فأجابه : "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابِ، السَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ". وذلك في أواخر سنة 10هـ، وأكثر مسيلمة من وضع أسجاعٍ يُضَاهى بها القرآن. وقد تُوُفِّي النبي قبل القضاء على فتنته، فلما انتظم الأمر لأبي بكر انتدب له أعظم قواده (خالد بن الوليد) على رأس جيش قوي، انتهت المعركة بينهما بظفر خالد ومقتل مسيلمة سنة 12هـ. انظر: سيرة ابن هشام 3/74، والروض الأنف للسهيلي 2/340، وتاريخ الطبري 2/399، والكامل لابن الأثير 2/137-140، وفتوح البلدان للبلاذري ص94-100، والأعلام للزركلي 7/226.

[2] الأسود العنسي: هو ذو الخمار، عيهلة بن كعب بن عوف العنسي المذحجي: متنبِّئ مشعوذ، من أهل اليمن، كان بطَّاشًا جبارًا، أسلم لما أسلمت اليمن، وارتدَّ في أيام النبي فكان أوَّل مرتدٍّ في الإسلام، وادَّعى النبوَّة، وأرى قومه أعاجيب استهواهم بها، فاتبعته مذحج، وتغلب على نجران وصنعاء، واتسع سلطانه حتى غلب على ما بين مفازة حضرموت إلى الطائف إلى البحرين والأحساء إلى عدن، وجاءت كتب رسول الله إلى مَن بقي على الإسلام في اليمن بالتحريض على قتله، فقتله أحدهم في خبر طويل أورده ابن الأثير، وكان مقتله قبل وفاة النبي بشهر واحد، وكان بين ظهوره وقتله نحو من أربعة أشهر، ولكنه استطار استطارة الشرر، وتطابقت عليه اليمن ودانت له السواحل؛ حاز عثر، والشرجة، والجردة، وغلافقة، وعدن، وامتدَّ إلى الطائف. انظر: فتوح البلدان للبلاذري ص111-113، وجمهرة الأنساب ص381، والأعلام للزركلي 5/111.

[3] هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذَّاب، قال الذهبي: "أسلم في حياة النبي ولم نعلم له صحبة". وقال ابن حجر: "لا ينبغي أن يُروى عنه شيئًا لأنه ضالٌّ مضلٌّ، كان زعم أن جبرائيل ينزل عليه". وكان قتلُه سنة 67هـ، ويقال: إنه الكذَّاب الذي أشار إليه النبي بقوله: "يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ". والحديث في صحيح مسلم. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 3/538، ولسان الميزان لابن حجر 3/8.

[4] هو أحمد بن مرتضى بن محمد القادياني الهندي (1839- 1908م)، ويسمى ميرزا غلام أحمد بن غلام، نسبته إلى (قاديان) من قرى (بنجاب) وُلِدَ ودفن فيها، قرأ شيئًا من الأدب العربي، واشتغل بعلم الكلام، وخدم الحكومة الإنجليزيَّة أيام احتلالها للهند مدَّة عمل بها كاتبًا في المحكمة الابتدائيَّة الإنجليزية بمدينة سيالكوت، ولما تم القرن الثالث عشر الهجري نعت نفسه بمجدد المائة، ثم أعلن أنه المهدي، وزاد فادَّعى أن الله أوحى إليه: "الحمد لله الذي جعلك المسيح بن مريم، أنت شيخ المسيح الذي لا يضاع وقته، كمثلك در لا يضاع...". وآمن به جمهور من الهنود على أنه نبي تابع للشريعة الإسلاميَّة، وأنه أحمد المعنيّ بآية: "وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ" (الصف: 6)، ووضع كتبًا بالعربية والأرديَّة، منها مما تغلب عليه العربية: (حمامة البشرى إلى أهل مكة وصلحاء أم القرى)، و(ترياق القلوب)، و(حقيقة الوحي)، و(مواهب الرحمن) سنة 1903م في قاديان، جاء فيه: "إنني امرؤ يكلمني ربي، ويعلمني من لدنه، ويُحْسِن أدبي، ويوحي إليَّ رحمة منه، فأتبع ما يوحي" ص3، و"إني أنا المسيح الموعود والإمام المنتظر المعهود، وأوحي إليَّ من الله كالأنوار الساطعة" ص29، و"هذه الحكومة حرام على كل مؤمن أن يقاومها بِنِيَّة الجهاد، وما هو جهاد بل هو أقبح أقسام الفساد" ص44. ولا يزال له أتباع إلى اليوم في الهند وباكستان، وتصدَّى كثير من معاصريه للردِّ عليه وتكفيره، منهم حسين بن محسن السبعي اليماني في كتابه (الفتح الرباني)، وأنوار الله الحيدر آبادي في (إفادة الأفهام وإزالة الأوهام)، ومحمد علي الرحماني الكانبوري في (الصحيفة الرحمانية) تسعة أجزاء، وكتب أخرى، ومما كتب الدكتور محمد إقبال: "القاديانية ثورة على نبوة محمد ، ومؤامرة ضدَّ الإسلام، وديانة مستقلَّة". وقال الزركلي: "وقال لي أحد علماء الهند: كان الإنجليز أكبر أعوان القادياني على نشر دعوته لإحداث الانشقاق في وَحدة المسلمين بالهند، وصرفهم عن التفكير في مقاومة احتلالهم لبلادهم". مختصر من الأعلام 1/256.

[5] انظر: خاتم الأنبياء والمرسلين رحمة من رب العالمين، مقال بمجلة التوحيد، انظر الرابط

[6] انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة عجز 5/369، والفيروزآبادي: بصائر ذوي التمييز 1/65.

[7] الإسفراييني: لوامع الأنوار البهية 2/290.

[8] انظر السيوطي: الإتقان في علوم القرآن 2/116، ومحمد قلعجي: معجم لغة الفقهاء ص439.

[9] الجويني: الإرشاد ص331.
منقول


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
-عليهم, معجزات, أعظم, أنبياءَه, اللهُ, السلام-, النبوَّة, دلائل, يؤتيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من أعظم دلائل النبوَّة ما يؤتيه اللهُ أنبياءَه -عليهم السلام- من معجزات
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مَنْ كان يعبدُ اللهَ فإنَّ الله حيٌ لا يموت matic dz القسم الاسلامي العام 0 2016-06-16 02:10 PM
من دلائل نبوته استجابة دعائه matic dz القسم الاسلامي العام 0 2016-06-15 01:14 PM
لئن أدركت رمضان ليَرينَّ اللهُ ما أصنع !! naruto_shippuden قسم الخيمة الرمضانية 0 2016-05-26 12:59 PM
8- من دلائل قدرة الله تعالى مسك الختام ركن السنة الآولى المتوسط 6 2013-04-27 12:41 AM
دلائل حب الله لك islam القسم الاسلامي العام 3 2013-01-02 04:20 PM


الساعة الآن 07:12 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML