شكلِ الأرض قديماً
قبلَ القرنِ السادس مِنَ الميلاد بَقِيَ الإنسانُ يعتقِد أن الأرضَ عبارة عَن سطحٍ مُستقيم غيرَ دائري وذلك بسبب غيابِ القُدرة على كشفِ كرويةِ الأرض وعدم وجود العلوم التي تساعد على تصوّر الأرض فِي العصورِ قَبلَ السادسِ مِن الميلاد، وكانت هناكَ الأساطيرُ تدورُ حولَ أن الأرض قرصٌ مُسطّح يطوفُ فِي المُحيط ومحاطٌ داخِل سماءٍ كَرَويّة.
مكتشف كرويّة الأرض
لا يوجدُ هناكَ مَصادر أكيدة وموثوقةٌ حولَ كُرويّة الأرض ومُكتشفها ولكن هناكَ أدِلّة أقربُ ما يكون إلى اليونانيين بوجودِ بعضِ المَصادِر القَديمة التي تدلّ على ذلك فِي قرنِ السادس قبل الميلاد، ولكن هَذِهِ المُعتقدات التي أكتُشفَت عِندَ اليونانيين كانت عبارة عَن فلسفةِ تخمينيّة على كرويّة الأرض، وفِي القرن الثالث قبل الميلاد أسّسَ علمٌ عُرِفََ بعلمِ الفلكِ الهلسنتي بتقديمِ نظريّة فلسفيّة حَول كرويّة الأرض وتمّ قبول هذا النموذج والتصورات فِي جميع أنحاء العالم القديم حيث تمّ إنجاز وصف عَمَلي للأرض عن طريق فريدناند ماجلان والرحلاتِ التي قام بها أيضاً خوان سيباستيان إكلانو.
تمّ إدراكُ كرويّة الأرض بشكلٍ مَلحوظ وأدلّة واضحَة فِي القرنِ الثامن عشر بتقديمِ صُورةٍ أكبر حَولَ شكلِ الأرض وتمّ تحديد تسطّح أهليليجيّة الأرض على أنّها تكونُ 1/300 (ديلامبير وإيفرست).
كرويّة الأرض عند المسلمين
المسلمين لهم دور كبير في تحديد كرويّة الأرض وقد أجمع علماء المسلمين على ذلك، فقد قال الشيخ الإسلامي ابن تيميّة رحمهُ الله أن جميع العلماء المسلمين قد أجمعوا على أنّ الأرض بجميع حركاتها البر والبحر مثل الكرة، وذلك من خلال الدلالةِ على شكل الشمس والقمر والكواكب على أنّها دائريّة وبالتالي الأرض أيضاً دائريّة وأنّهُ أيضاً يمكن رؤيةِ الشمس والقمر والكواكب من جميع أنحاء الأرض في وقتٍ واحد، وهذه الإعتقادات والإعتمادات التي أعتمدَ عليها المسلمين نظريّة سليمة ساعدت على اكتشاف كرويّة الأرض.
أيضاً هناك الشيخ ابن عثيمين رحمهُ الله فقال: أنّ الأرضَ كرويّةِ بدلالةِ القرآن والسنّة حيثُ قال الله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) الزمر:5، فالآيةُ تشيرُ إلى أنّ التكويرَ لا يُمكن أن يكونَ لأرضٍ مُسطّحة بل لأرضٍ كُرويّة الشكل فَهذِهِ الآية تَدلّ بشكلٍ كَبير على كُرويّة الأرض وذلك قبلَ 1400 سنة تقريباً، وهناكَ آيةٌ أخرى احتارَ العلماءِ فِي تفسيرها ما إذا كانَت الأرضُ كرويّة أو مسطّحة بقولِ الله تعالى: (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) الغاشية: 20 فالمعنى الظاهر للآية هي أنّ الأرضَ مُسطّحة وهذا خاطئ ولكن الآية تشير إلى إعجاز فِي خلقِ الله تعالى وهي: بالرغمِ مِن أنّ الله تعالى خَلقَ الأرضَ كُرويّة الشكل إلى أنّها جعلها تبدو مُسطّحة ما يراهُ الشخص والذي يعيشُ على كوكب الأرض يعتقد أنّها مسطّحة.
منقول