العالم الّذي كان معروفاً في العصور القديمة، كان يتكوَّن فقط من ثلاث قارَّات رئيسيَّة وهي: القارَّة الأوروبيَّة، والقارَّة الآسيويَّة، والقارَّة الأفريقيَّة، فلم تكن القارَّات الأخرى معروفةً في تلك الأوقات. ولكن ومع التقدُّم الزمنيِّ، وزيادة الاهتمام بالبحث والاستكشاف، خرجت العديد من الرحلات الاستكشافيَّة الجغرافيَّة من القارَّة الأوروبيَّة؛ فقد كان خروج هذه الرحلات لعددٍ من الأهداف منها: البحث عن الطرق التجاريَّة الجديدة التي توصلها إلى نقاطٍ معيَّنة من العالم وخاصَّةً المناطق الآسيويَّة، وذلك من أجل تبادل السِّلع بين الطرفين. الدافع الثاني وراء التَّشجيع الحكوميِّ لهذه الرحلات هو البحث عن المعادن الثمينة والنفيسة التي تُمثِّل ثروةً حقيقيَّةً لكلِّ من يمتلكها ويضع يده عليها، ومن الدوافع الأخرى أيضاً البحث عن المستعمرات المختلفة التي من شأنها أن توسِّع مناطق نفوذ هذه الدول؛ فالأطماع الاستعماريَّة عند الشعوب الأوروبيَّة ليس لها حدود.
أهمّ الاكتشافات الجغرافيّة في العصر الحديث
خرجت العديد من الحملات الاستكشافيَّة من مناطق مختلفة ومتنوِّعة من القارَّة الأوروبيَّة، وتحديداً من البرتغال، وإنجلترا، وإسبانيا، وفرنسا؛ حيث استطاعت هذه الحملات الاستكشافيَّة الوصول إلى العديد من المناطق الجديدة واكتشافها، ولعلَّ أبرز هذه الاستكشفات الجغرافيَّة الجديدة ما يلي:
اكتشاف فاسكو دي جاما و ابن ماجد لرأس الرجاء الصالح.
اكتشاف فيسبوتشي للبرازيل.
اكتشاف كريستوفر كولومبوس لجزر البهاما الواقعة في البحر الكاريبيِّ، بالإضافة إلى اكتشافهم لكلٍّ من هايتي وكوبا.
استطاع البحَّارة ماجلَّان الوصول إلى المحيط الهادئ من خلال اجتيازه وعبوره الجهة الجنوبيَّة من القارَّة الأمريكيَّة الجنوبيَّة؛ حيث استطاع هذا المستكشف الوصول إلى الفلبين.
اكتشاف جون كابوت لأستراليا.
أنشأ الإنجليز شركة الهند الشرقيَّة الإنجليزيَّة من أجل السيطرة على كافة مناطق الهند.
استطاع الفرنسيُّون تأسيس مدينتيّ مونتريال وكويبك في كندا في الأمريكيَّة الشماليَّة.
اختلف العالم بعد قيام كولومبوس برحلته حوله؛ حيث تمَّت إضافة مواقع قاريَّةٍ جديدةٍ إلى الخارطة العالمية، وهذه المواقع متمثِّلة بكلٍّ من القارَّتين الأمريكيَّة الشماليَّة والأمريكيَّة الجنوبيَّة. أمَّا قارَّة أوقيانوسيا التي اكتشفتها الرحلات الاستكشافية الإنجليزية، إلى جانب أنتاركتيكا، فهما لا تُصنَّفان ضمن العالم الجديد، كما أنَّهما لا تُصنَّفان ضمن العالم القديم.
نجحت أوروبَّا وبعد هذه الفتوحات الاستكشافيَّة الهائلة في القضاء على أنواع المشاكل الاقتصاديَّة المختلفة التي كانت تهدَّدها وبشكلٍ كبيرٍ جدَّاً وغير مسبوق، وقد أدَّى حلُّ الأزمات الاقتصاديَّة التي كانت أوروبا تمرُّ بها إلى الدخول في عصرٍ جديدٍ كليَّاً وهو عصر الإنتاج والرأسماليَّة. أيضاً ومن أبرز نتائج هذا الرَّخاء الاقتصاديّ الكبير الذي شهدته القارَّة الأوروبيَّة بعد هذه الرحلات الاستكشافيَّة العظيمة، وظهور العديد من القوى الاستعماريَّة الهامَّة والتي استطاعت التمدُّد في مناطق عديدةٍ من العالم.
منقول