قال تعالى " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً مهدىً للعالمين " آل عمران
الكعبة المشرفة هي بيت الله الحرام وقبلة المسلمبن التي جعلها الله منارا للتوحيد فللكعبه تاريخ طويل ابتدأت في عهد سيدنا ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل عندما امره الله بأن يسكن في مكه فقام برفع قواعدها لقوله تعالى " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا " البقرة 127 فكان سيدنا اسماعيل يحضر الحجاره ويقوم سيدنا إبراهيم بالبناء حتى وصل الى مرحله لا يصل اليها بالايدي فاحضر سيدنا اسماعيل حجاره وقام عليها ليكمل البناء حتى اكتمل .
وعندما استقرت بعض القبائل العربية في مكه كانوا يتولون اصلاحها وترميمها من جراء السيول , وقبل البعثه بخمس سنوات سكنت قريش مكه وقامت ببناء الكعبه ومن جراء عوامل الطبيعه من سيول وغيره تصدعت جدرانها فقررت قريش اعاة البناء فوقف منهم أبو وهب بن عمرو وقال " يا معشر قريش لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً , لا يدخل فيها مهر بغي , ولا بيع ربا , ولا مظلمة أحد من الناس " ولكن قريش خافت من هدمها الى ان قال الوليد بن المغيره " أنا أبدؤكم في هدمها, فأخذ المعول وبدأ بالهدم وهو يقول " اللهم لم نزغ ، ولا نريد إلا الخير " فانتظر الناس ليروا ماذا سيحل بالمغيره فلما رأوا انه بخير ولم يصبه سوء قاموا بهدمها حتى وصلت الى الاساس الذي بناه سيدنا ابراهيم عليه السلام ، فلما وصلوا الى منطقة الحجر الاسود اصبح هنالك اختلاف من سيرفع الحجر الاسود فقالوا سننتظر اول من يدخل المسجد ونستشيره فيما اختلفنا فيه فأول من دخل عليهم كان رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم وما ان دخل قالوا هذا الامين فلما أخبروه الخبر قال " هلم إلي ثوبا " فأحضروه ووضع الحجر في وسطه وقال " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً " ففعلوا فلما وصلوا موضعه اخذه عليه الصلاة والسلام ووضعه بمكانه .
وبعد الاسلام في عهد ابن الزبير رضي الله عنه قام بهدم الكعبه واعاد بناءها كما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، اما في عهد عبد الملك بن مروان كتب الحجاج الثقفي له مافعل ان الزبير بالكعبه وظن انه قام بذلك بالرأي والاجتهاد فأمر بتهدم جزء منها واعادتها لما كانت عليه وقت قريش ثم ورد عبدالملك بن مروان حديث عائشه رضي الله عنها فندم وقرر ان يعيدها لما كانت عليه فاستشار الامام مالك ونصحه بأن يتركها كما هي خشيه ذهاب هيبة البيت .
وبعد ذلك سنة 1040 للهجره في العهد العثماني اجتاحت مكه سيول عارمه اغرقت المسجد الحرام مما سبب ضعف في بناءها وعندها أمر محمد علي باشا باعادة بناءها من قبل مهندسيين مهره وعمال وكلفهم ذلك مبالغ طائله ولازالت الكعبه المشرفه على بناءها منذ ذلك الوقت .
منقول