تتوسع يوميا "ثورة الريف" في الحسيمة بالمغرب، على إثر طحن بائع السمك محسن فكري بأمر من قائد شرطة. فقد خرج آلاف المتظاهرين، ليلة أول أمس، مجددا في شوارع الحسيمة، يحملون الشموع وشعارات تندد بـ"الفساد والحڤرة والظلم". ومع هذا، برزت في الساحة معطيات تشير إلى توقعات بانخفاض حدة الاحتجاجات، خصوصا بعد رفض الأحزاب السياسية المغربية الانخراط فيها.
نقل الموقع الإخباري المغربي "هيسبريس"، شهادات لمتظاهرين في مسيرة الحسيمة، أول أمس، التي أحاطتها الشرطة بتعزيزات أمنية قوية، تفاديا لتخريب الممتلكات العمومية والخاصة. وقال أحد المحتجين للموقع: "أوصلنا رسالة بطريقة حضارية وراقية للعالم بأسره. ونشكر كل المغاربة في الحسيمة وفي أنحاء الريف وباقي المدن المغربية وخارج البلاد على تضامنهم معنا ومساندتنا في المحنة التي خلفها مقتل محسن فكري، شهيد الوطن".
وزادت حدة التوتر وغضب المتظاهرين، حسب الموقع، إثر وصف برلمانية من حزب الاتحاد الدستوري المحتجين بـ"الأوباش"، فرد عليها أحد المتظاهرين: "نحن أوباش ونفتخر.. الشعب الريفي يثبت بمسيرته السلمية الراقية والحضارية اليوم أننا فعلا أوباش ونفتخر".
ويرى متابعون أن "الوضع في المغرب بعد مقتل بائع السمك لا تبشر بالخير، خصوصا مع توسع نطاق الاحتجاجات وبروز مخاوف إلى أن تتحول فعلا لثورة شعبية تجتاح البلاد، رغم أن الملك محمد السادس كان قد أمر بفتح تحقيق ومعاقبة المتسببين في مقتل محسن فكري. فيما يورد محللون متابعون لأحداث الحسيمة بأن التطورات قد تطال مسؤولين مغاربة كبارا".
ونقل موقع "روسيا اليوم"، بأن "الأحزاب السياسية في المغرب رفضت المسيرات، باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة المعارض. فيما دعا حزب العدالة والتنمية أنصاره إلى الامتناع عن المشاركة في المسيرات الاحتجاجية، رغم وصفه الحادث بأنه مأساوي ومؤسف".
ولم تخمد نيران الغضب في الحسيمة، حتى ظهرت موجة احتجاجات أخرى في مدينة "سطات"، مثلما كشف عنه موقع "هيسبريس"، وذلك في أعقاب "تعرض امرأتين للتعنيف والتنكيل من طرف قائد مركز الدرك الملكي بسيدي حجاج، مرفوقا بعناصر من القوات المساعدة، وفق شكوى موضوعة لدى وكيل الملك لدى محكمة سطات. وهو ما تسبب لإحداهن، وهي امرأة مسنة، في رضوض وجروح وسبب لأخرى كسرا مركبا على مستوى ساقها اليسرى".
منقول