شكل الملف الليبي حرجا كبيرا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية، بينما لم يؤثر بشكل واضح على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي يريد العودة إلى القصر.
إلا أن نسيان ساركوزي في طيات الملف الليبي لم يطل، حيث بدأت التسريبات تضعه في موقف حرج، فقد كانت جريدة "ميديا بارت" الرقمية سباقة إلى الحديث عن تمويل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لحملة ساركوزي العام 2007.
ونشر موقع "ميديا بارت" الفرنسي الإخباري ملفا حول الموضوع، تضمن شهادات رئيس الاستخبارات العسكرية الليبية في عهد القذافي عبدالله السنوسي وأحد العاملين في البروتوكول، حول تلقي حملة ساركوزي الانتخابية أموالا من نظام القذافي.
ووفقا لما نشره الموقع، فقد اعترف السنوسي، أمام المحكمة الجنائية الدولية، بأنه أرسل بنفسه 55 مليون يورو إلى الحملة الانتخابية لساركوزي العام 2007.
ونشر الموقع أيضا شهادة قدمها للمحكمة الجنائية الدولية أحد العاملين في البروتوكول أثناء حكم القذافي، لم يتم الإفصاح عن هويته، قال فيها إنه أرسل إلى حملة ساركوزي ما مجموعه 50 مليون يورو، 30 مليون منها عبر حوالة بنكية، و20 مليون يورو نقدا، تم تسليمها إلى اثنين من الأصدقاء المقربين لساركوزي في طرابلس.
شار إلى أن المرشحين الرئاسيين الذين يخوضون الجولة الثانية من الانتخابات في فرنسا يسمح لهم بإنفاق 21.5 مليون يورو كحد أقصى على حملتهم الانتخابية، ولا يعرف على ماذا أنفق ساركوزي الأموال التي تلقاها، وكيف تجنب الملاحقة القانونية لتلك الأموال.
من جهتها، كتبت مجلة "لوبوان"، الثلاثاء، أن التحقيق القضائي في ملف القذافي يتقدم كثيرا، حيث قالت إن ساكوزي، وعلى الرغم من الحرب التي شنها على ليبيا لم ينجح في إتلاف الأدلة التي قد تدينه.
وتضع هذه الأخبار اليمين الفرنسي في موقف مخجل للغاية، ذلك أنه يساند سياسيا وصل إلى كرسي الرئاسة بأموال من رئيس دولة أجنبية وقام لاحقا باغتياله، كما أن هذه التسريبات تطرح إشكالا أخلاقيا على الناخب الفرنسي الذي قد يصوت لساركوزي، مستقبلا، لرئاسة فرنسا.
منقول