يعد السلاطين العثمانيين أكثر حكام المسلمين اهتمام بمدينة القدس, حيث يبلغ عدد المعالم الأثرية العثمانية ألفين وستين معلمًا، وفي هذه المقال نتناول أهم الآثار التاريخية والإسلامية زمن الدولة العثمانية في مدينة القدس.
آثار العهد العثماني (923 - 1336هـ/ 1517 - 1917م)...
آثار السلطان سليمان القانوني:
إن أبرز وأهم آثار العهد العثماني السور المحيط بمدينة القدس القديمة الذي قام السلطان سليمان القانوني ابن السلطان سليم بإعادة بنائه. وهو يجري في معظم مختطه، ولا سيما في المواقع الهامة في الشمال والجنوب، على خط سور مدينة إيليا كبيولينا (مدينة القدس) التي أعاد بناءها الإمبراطور الروماني هدريان سنة 135م بعد خرابها الثاني وأطلق عليها هذا الاسم.
وللسلطان سليمان القانوني أيضًا برج لقلق الواقع على زاوية السور الشمالية الشرقية قبالة متحف الآثار الفلسطيني، وبرج الكبريت القريب من باب المغاربة، والأبراج الأخرى البارزة من السور والموزعة على مسافات اقتضاها محيط الأرض، وأبواب المدينة الحالية المفتوحة في السور وهي باب العمود (باب دمشق)، وباب الساهرة، وباب ستنا مريم، وباب الخليل (باب يافا)، وباب النبي داود، وباب المغاربة.
وفي زمنه بنيت عدة سبل في الطرق الرئيسة المؤدية إلى المسجد الأقصى بالقرب من مداخله. فهناك سبيل بطريق الواد قرب سوق القطانين، وهو أحد الطرق الرئيسة الموصلة إلى ساحة الحرم، وسبيل آخر عند باب السلسلة المدخل الرئيس لساحة الحرم، وسبيل بالقرب من باب الناظر المؤدي أيضًا إلى الحرم، وسبيل قرب مدخل المدينة الشرقي ويعرف سبيل باب ستنا مريم القريب من مدخل الحرم المعروف بباب الأسباط، وهو واقع عند الزاوية الشمالية الشرقية من ساحة الحرم، وسبل بالقرب من مدخل الحرم المعروف بباب شرف الأنبياء (باب الملك فيصل)، وسبيل بركة السلطان في جانبها الجنوبي، وتقع البركة خارج القدس القديمة على بعد قرابة 150م إلى جنوب باب الخليل.
وفي عهده استبدل بالزخرفة الفسفسائية التي كانت تكسو ظاهر جدران قبة الصخرة العليا القيشاني الموجود عليها اليوم. وقد اقتضى هذا العمل ما حل من التلف والخراب بالكسوة الفسفسائية بفعل العوامل الطبيعية، وأصبح استبدال القيشاني بها أمرًا ضروريًا لوقاية البناء من نفاذ الرطوبة إلى جدرانه.
ومن آثار العهد العثماني أيضًا:
1) المسجد القيمري:
يقع إلى غرب الباب الجديد على مقربة منه. ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي.
2) قبة الأرواح:
على سطح صحن قبة الصخرة إلى الشمال منها. وهي من القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي.
3) قبة الخضر:
بالقرب من المرقى المؤدي إلى صحن قبة الصخرة عند زاويته الشمالية الغربية. وهي من القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي.
4) حمام السلطان:
يقوم على زاوية طريق باب الأسباط عند التقائها بطريق الواد. وهي من القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي.
5) قبر النبي داود:
يبعد نحو 150 م جنوب باب النبي داود. ويرجع بناؤه إلى سنة 930هـ/1524م.
6) مئذنة القلعة:
عند باب الخليل إلى جانب القلعة الجنوبي الغربي. ويرجع بناؤها إلى عام 938هـ/1531م.
7) محراب قبة النبي:
بين بناء قبة الصخرة وقبة المعراج، أنشأها محمد بك أحد ولاة القدس سنة 945هـ/1538م.
8) رباط بيرم:
على جنوب عقبة التكية عند التقائه بطريق الواد. وقد بناه بيرم شاويش بن مصطفى سنة 947هـ/1540م.
9) المدرسة الرصاصية:
شمال طريق عقبة التكية عند التقائه بطريق الواد. وبانيها هو أيضًا بيرم شاويش بن مصطفى سنة 947هـ/1540م.
10) تكية خاصكي سلطان:
على جنوب طريق عقبة التكية وشرق الدار الكبرى التي أنشأتها الست طنسق المظفرية سكنا لها، وتعرف اليوم بدار الأيتام الإسلامية. وقد أنشأتها خاصكي سلطان زوجة السلطان سليمان وأوقفت عليها أملاكا، وما زالت إلى اليوم تقدم الطعام مجانًا إلى المحتاجين.
11) حجرة محمد آغا:
عند المرقى الشمالي الغربي المؤدي إلى صحن قبة الصخرة. وقد أنشأها محمد آغا سنة 996هـ/1588م.
12) جامع المولوية:
بداخل سور المدينة على بعد قرابة 150م إلى جنوب غرب باب العمود. وقد بني سنة 995هـ/1586م.
13) الزاوية الأفغانية (النقشبندية):
تبعد نحو 100 م إلى غرب باب الغوانمة. وقد أقيمت سنة 1040هـ/1630م. وكان أحد أجنحتها يضم المحكمة الشرعية ومكانتها في القدس خلال فترة الانتداب البريطاني.
14) محراب علي باشا:
بداخل ساحة الحرم بالقرب من باب القطانين. وقد أنشىء سنة 1047هـ/1637م.
15) قبة يوسف:
على سطح صحن قبة الصخرة إلى غرب منبر برهان الدين. وقد أنشأها علي آغا سنة 1092هـ/1681م.
المصادر والمراجع:
- مجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، النجف 1968م.
- رائف نجم وآخرون: كنوز القدس، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، مؤسسة آل البيت ط1 عمان 1983م.
Max van Berchem: La Jerusalem Musulmane, Lausanne
منقول