facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم التاريخ الاسلامي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-23, 01:53 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.99 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي تخبط الدول الإسلامية والتخبط الذي عانت منه

لقد عانت الدول الإسلامية من التخطيط غير السليم والتخبط مما مهَّد الطريق أمام الاستعمار الثقافي له، ونظرًا لغياب الاستراتيجية الشاملة التي تحدِّد نوعية الأجيال المراد تنشئتها، فإنَّ وسائل التنشئة الاجتماعية في هذه الدول أصبحت أداةً لنقل الثقافة الأجنبية إلى مجتمعاتها دون تدقيق في مدى ملاءَمتها لخصوصياتنا الإسلامية؛ فمن ناحيةٍ نرى المناهج الدراسية في دول العالم الإسلامي، وخاصةً العربية منها، وقد وُضِعَت بعيدة كل البُعد عن التراث الإسلامي، ونقلت الفلسفات التربوية والأفكار الغربية على أنها مسلمات علمية.

وكان من أبرز النتائج لهذا التخبط إخفاق الأجيال المتعلمة -على كثرتها- في علاج ما تعاني منه أغلب دول العالم الإسلامي من جهل وفقر ومرض وتخلف وفُرقة؛ وذلك لأن التعليم في معظم الدول الإسلامية لا يرتبط بواقع الأمَّة، كما أنه تعليم كمِّيٌّ وليس نوعي، ويفتقر إلى الإبداع.

كما لعبت وسائل الإعلام المختلفة في دول العالم الإسلامي دورًا مماثلاً لا إراديًّا في إبعاد الأجيال عن تراثها وثقافتها؛ إذ أصبحت أداة لنقل الثقافات الأخرى من خلال عرض البرامج والمسلسلات والأفلام الأجنبية دون الحرص على الانتقاء، واختيار ما هو مفيدٌ وبنَّاء.

من ناحية أخرى فإنَّ الانبهار بالحضارة الأجنبية، وخاصةً الغربية منها، جعل العديد من أبناء الشعوب الإسلامية ينظر إليها على أنها النموذج الذي يجب أن تحتذي به دولُ العالم الإسلامي للخروج من حالة التخلف التي تعيش فيها، دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي يمكن أن تنجم عن النقل بدون تدقيق وانتقاء للملائم، وترك ما لا يلائم من انحرافات تشتكي منها الدول الغربية ذاتها؛ ولهذا نجد في العديد من دول العالم الإسلامي اختلافًا وتباينًا شديدًا بين مختلف فئات المجتمع في نظرتهم للغرب على قدر ما تعرَّضت هذه الدولة من أساليب للغزو والاستعمار الثقافي[1].

ومن خلال دراستنا للتجرِبة التي مَرَّ بها العالم الإسلامي مع الاحتلال تتكشَّف لنا السياسات التي اتَّبعها الاستعمار في حربه ضد الإسلام، فقد تبنَّت الدول الاستعمارية الأوربية سياسات عديدة تجاه دول العالم الإسلامي، ويمكن تلخيص أبرز هذه السياسيات فيما يلي:

- قيام القوى الاستعمارية بنشر الدعوات والتنظيمات السياسية التي تسعى إلى تحقيق أهدافه، مثل تشجيع الاستعمار الأوربي لبعض الطوائف والمذاهب الدينية التي تدَّعِي الإسلام ظاهرًا، كالبهائيَّة التي تزعَّمها عباس أفندي والتي تُعرف بجذورها اليهودية، وكان تعاون هذه الجماعة مع الاستعمار البريطاني في الحرب العالمية الأولى واضحًا بشدَّة، إلى درجة أن الحكومة البريطانية منحت زعيمها عباس أفندي لقب (sir)، كما أن العلاقة الوثيقة بين هذه الفئة والحركة الصهيونية يتضح من خلال وجود المركز الرئيسي لهذه الدعوة في فلسطين المحتلة. كما شجعت بريطانيا الدعوة القاديانيَّة التي كان يتزعمها (ميرزا غلام أحمد)، الذي دعا إلى إلغاء فريضة الجهاد، وأنه لا يجوز للمسلم أن يرفع السلاح في وجه الإنجليز؛ لأن الجهاد قد رُفِع، ولأن الإنجليز هم خلفاء الله في الأرض فلا يجوز الخروج عليهم!

كما اجتهد الاستعمار في إثارة النعرات القومية التي نجح الإسلام في القضاء عليها، ومن أبلغ الأدلة على ذلك الخطاب الذي وجَّهه وزير المستعمرات البريطاني (أورمسبي جور) إلى قائد قواته، يقول فيه: "إنَّ سياستنا تهدف دائمًا إلى منع نمو الوَحْدة الإسلامية والتضامن الإسلامي، وينبغي أن تكون كذلك؛ ففي السودان ونيجيريا -كما هو الحال في مصر ودول إسلامية أخرى- شجَّعنا نمو القوميات المحلية الأقل خطرًا من الوحدة الإسلامية".

كما تجدر الإشارة إلى أن أول جمعية علمية أدبية أُسِّست في الوطن العربي -وهي جمعية الآداب والعلوم التي أُسِّست في عام 1847م على يد بطرس البستاني ونصيف اليازجي، والتي أصبحت فيما بعد نواةً للحركة القومية- كانت بمساعدة البعثات التنصيرية الأمريكية.

عملت أيضًا الدول الأوربية على إدخال فكرة العلمانية في العالم الإسلامي بهدف إيجاد أجيال مسلمة تؤمن بعقائد وأيديولوجيات غربية. وتجدر الإشارة في هذه النقطة إلى المعهد الذي أنشأه نابليون في مصر، ويعتبر أوَّل مؤسسة علمية غربية في العالم العربي في العصر الحديث.

كما أن الجامعة الأمريكية في بيروت كانت تُعرف في بداية نشأتها بالكلية البروتستانتية السورية، التي أسستها البعثة التنصيرية الأمريكية.

وعندما وُضِعت المناهج للجامعات في دول العالم الإسلامي لم يكن هناك بديل إسلامي لعلوم الاجتماع والاقتصاد والسياسة وغيرها، وبذلك تشرَّب الطلاب منذ نشأة هذه الجامعات الفكر الغربي، ونُقلت إليهم نظريات العلماء الغربيين على أنها حقائق علمية.

وعليه فلقد وُجِدت فئات مختلفة في العالم الإسلامي تحمل أفكارًا متعددة بين الليبرالية الغربية والماركسية المادية، وبالطبع أدَّت هذه الاختلافات إلى إضعاف الأمة مما سهَّل السيطرة عليها.

من ناحية أخرى، فقد نادى القس الإسباني (ريمون لول) بعد فشل الحروب الصليبية باستحداث سلاح التنصير والغزو الفكري بدلاً من الحروب الصليبية، وكان (ريمون لول) أوَّل من نادى بإيجاد كرسيٍّ للدراسات الشرقية الإسلامية في الجامعات الأوربية أو ما يُعرف بالاستشراق؛ بهدف تشويه الإسلام وتقديم الدراسات للمفكرين الغربيين بما يخدم مصالحهم، ولتشويه فكر الشرقيين الذين يتلقون علومهم في أوربا، والعمل على خلق الشعور بالنقص لدى المسلمين.

إضافةً إلى قيام الاستعمار باحتكار الموارد الطبيعية لدول العالم الإسلامي، وذلك من خلال الشركات الأجنبية العاملة في مجالات البحث عن الموارد الطبيعية واستخراجها وتصديرها أو تسويقها خارجيًّا؛ إضافةً إلى ذلك فقد عملت الدول الاستعمارية الأوربية على ربط اقتصاديات العالم الغربية، وشجعت الدول الأوربية استثمارات دول العالم الإسلامي في دولها، وعملت على جذب رءوس الأموال التي أصبحت رهينة لأي قرار سياسي يمكن أن يصدر من الحكومات الأوربية أو الأمريكية يدعو إلى تجميد هذه الأرصدة، مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران في عام 1979م، وليبيا في عام 1986م.

كما قامت الدول الاستعمارية الأوربية بتشجيع الأقليات في بعض أقطار العالم الإسلامي على تسلُّم السلطة؛ مما جعل هذه الأقلية التي تبحث عن حليف في النظام الدولي تتحالف مع الدولة الاستعمارية للوصول إلى السلطة بأية طريقة؛ وبذلك يضمن المستعمر وجود حكومات وطنية موالية للغرب يمكن الاعتماد عليها بعد الاستقلال!! وإضافةً إلى ذلك فقد عقدت الدول الأوربية الاستعمارية سلسلة من الاتفاقات غير المتكافئة مع الحكومات التي تسلَّمت زمام الأمور في الدول المستقلة حديثًا، تقوم على أساس استعداد الدول الأوربية -وخاصةً تلك التي كانت مستعمِرة- للدفاع عن أمن واستقرار النظام السياسي الجديد في حالة تعرُّضه لأي خطر يهدِّده، سواءٌ كان داخليًّا أم خارجيًّا.

أيضًا سخَّرت الدول الأوربية الغربية في سعيها للسيطرة على العالم الإسلامي وسائل الإعلام المختلفة والأقلام الغربية أو المستغربة الفكر من الكتاب المحليين للعمل على إيجاد مجتمع مسلم بالاسم فقط.

وعَمِل الاستعمار كذلك على محو الثقافة الإسلامية في بعض المجتمعات التي استعمرها كدول المغرب العربي مثلاً، ذلك من خلال إهمال تدريس اللغة العربية والدين الإسلامي، إضافةً إلى نشر لغة الدولة المستعمِرة وثقافتها، وعمل على صهر المجتمعات المسلمة في هذه المناطق في بوتقة المجتمعات الأوربية عن طريق تشجيع الهجرة إليها.

وأعلن الاستعمار الحرب على اللغة العربية، وأبرز دليل على ذلك ما فعله في دول القارة الإفريقية، خاصةً الدول التي تستخدم الحروف العربية في كتابة لغتها، ومحاولة إقناعهم بأن الحروف العربية غير صالحة لكتابة لغاتهم، وعليه يجب التحوُّل إلى كتابة لغاتهم بالحروب اللاتينية؛ مما أدَّى إلى انخفاض عدد اللغات الإفريقية التي تستخدم الحروف العربية من 75 لغةً تقريبًا إلى أقل من 10 لغات في الوقت الحاضر، كان آخرها الصومال التي أصبحت تكتب لغتها بالحروف اللاتينية[2].

[1] أ.د حسن حمدان العلكيم: قضايا إسلامية معاصرة ص12، 13.

[2] السابق نفسه ص55-59.

منقول


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الذي, اليوم, الإسلامية, تخبط, غائب, والتخبط


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تخبط الدول الإسلامية والتخبط الذي عانت منه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خوالد غائب أمام نيجيريا عنقاء قسم الرياضة العربية والجزائرية 0 2016-11-02 08:47 PM
روسيا2018:ميسي غائب و الأرجنتين تتعادل عنقاء قسم الرياضة العالمية 0 2016-10-07 12:10 PM
هذه هي الدول العربية التي استعمرها الدول الاوروبية naruto_shippuden قسم التاريخ الاسلامي 0 2016-09-25 12:20 PM
مصطلح غائب ......للأسف غزة لنا قسم النقاش الحر [ كتابات شخصية للأعضاء ] 3 2015-10-15 09:41 PM
هل انت من النوع الذي ينسى شرب الماء ؟! .. اذن لا تقلق بعد اليوم ؟! سيف الدين قسم آخر الأخبار التقنية 0 2014-01-29 06:34 PM


الساعة الآن 08:36 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML