لحمد لله وبعد،، 1- لا خير: قرأ الإمام اليوم فينا آية انهمرتْ مع حروفها- أمام ناظري- كثيرٌ من السجالات الفكرية المعاصرة، وشعرتُ أن هذه الآية تجرد الكثير من هذه السجالات من قيمتها، وتحكم عليها بـ(عدم الجدوى المستقبلية)! تأمل -بكيفية خاصة- مطلع الآية واللفظ المستخدم في التعبير، إذ يقول الله تبارك وتعالى: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء: 114]. هكذا بكل وضوح "لا خير" .. نفي الخيرية عن كثير من أحاديث الناس وكلامهم واستثناء أمورٍ من عُدّة الآخرة، ومما يستعد به للقاء الله.. بالله عليك .. امسح بعينيك المشهد الفكري المعاصر، وسترى كثيرًا من النجوى الفكرية تضمحل تحت قوله تعالى {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ } .. يسكبون ساعات المقاهي في نقاشات فكرية متشعبة، تُسمع شرارتها الأولى وتغيب البقية وسط الضجيج ! والله يقول: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} .. فيا ضيعة الأعمار.. 2- رموز القدح والتحريف لم يعودوا أخفياء: ثَمة بعض الناس فيه طيبة فطرية تدفعه للإمعان في تفهّم الناس، وهذه خصلةٌ راقية بديعة، ولكن المحزن أن مثل هؤلاء الطيبين قد ينزلون أحيانًا بطيبتهم في المعركة الخطأ؛ فيسبب هذا لهم أضرارًا قد تهدد مستقبلهم الأبدي. فمن ذلك مثلاً أنك تجد في مضمار الفضائيات وأرفف المطبوعات من يبث أفكارًا فيها قدح في السنة النبوية ومصادرها المعظّمة في نفوس المسلمين، أو خوض في أعراض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو تحريف لبعض الأحكام الشرعية المصادمة للثقافة الغربية، مثل العقوبات الشرعية التي تناقلها أهل الإسلام لكنها تنخس فِهمَ الغربيين للحرية، ومثل أحكام الجهاد والمرأة والولاء والبراء الخ. مما صار بعض الناس يحرفها تحت ضغط ثقافة المنتصر الغربي. مثل هذا المشهد لم يعد خفيًا، ورموز القدح والتحريف لم يعودوا أخفياء أيضاً؛ بل كثيرٌ منهم خلع عمامة الحياء ونفش شعر التغريب! ولكن المحزن أن تجد بعض الطيبين يظن بسبب نقاء سريرته أن الدفاع عن هؤلاء وأضرابهم، وتطلب الأعذار لهم، والتماس المسوغات والمبررات للتسامح معهم؛ أنه من مقتضى رحابة الصدر، وحسن الخلق، والتسامح المحمود، وحب الخير للمسلمين، ونحو هذه المعاني الجميلة. هذا الدفاع عن أهل الأهواء دفاع خاطئ، قد يكون ناتجًا عن شعور فطري جميل لكنه وضع في غير موضعه، فصار أشبه بمن يكلم أهل البلد عن حرمة الدماء والعدو يكسر الأقفال! وقد جاءت في كتاب الله موعظة عظيمة تهز القلوب لهؤلاء الطيبين الذين يدافعون عن من يقعون في الأحكام الشرعية، ويلتمسون الأعذار لهم، والتسامح معهم. اِقرأ هذه الآية، وتذكر بعض المنحرفين فكريًا ممن دافعت عنهم في وجه الناهين عن المنكر، ثم تخيل أن هذا الخطاب القرآني لك، لك أنت. والذي أنزل سورة النساء على قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الموعظة في سورة النساء يقف لها القلب على أطراف أنامله. بالله عليك اقرأ عتاب الله لبعض الطيبين الذين يدافعون عن أهل الأهواء في قوله: {هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[النساء:109]. تخيل فقط -لا سمح الله- أن الله يذكر منك هذا الدفاع غير المشكور{هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }! تخيل أن الله يذكر مجادلتك عن من يقع في أحكامه سبحانه، أو أحكام نبيه، أو في منزلة صحابة نبيه الذين -رضي الله عنهم- ورضوا عنه!{هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. كلما نازعتك نفسك الطيبة للدفاع والتسامح مع من يقعون في الأحكام الشرعية ويرققون دين الناس ويحسنون لهم المنكرات بالاحتجاج بالخلاف، فتذكر هذه الموعظة القرآنية{هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
مايا خليفة 2019 - *** محارم نار - *** مصرى 2019 - *** زنجى 2019 - شاب يعلم بنت - نيك ساره جاى
*** مايا خليفة - نيك ليله الدخله - *** تدليك - *** محارم جديد - *** محارم 2019 - *** نار 2019