أنواع الغزل ( قصائد غزل )
الغزل العُذري
وهو نوعٌ من الغزل يقتصر فيه الشاعر على ذِكر محاسن محبوبته المعنوية، بعيداً عن وصفِ جسدها؛ حيث يتحدثُ عن مشاعره اتجاهها، وعن ألم الفِراق، وصعوبة الّلقاء بينهما، وقد اشتهر هذا النّوع من الغزل في العصر الأموي، وقد سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى بَني عذرة، الذين اشتهروا بشدةِ إخلاصهم في الحب؛ حيث كان منهم من يموت عشقاً.
من خصائص الشّعر العُذري العِفَّة؛ حيث لا يَتم ذِكر أيّ محاسنٍ جسدية، بالإضافة إلى الإخلاص لِمحبوبةٍ واحدة؛ حيث تَشتهر هذه الفتاة، ويشيع ذكر اسمها بين الناس وينادى الشاعر باسمها، وهناك العديد من الشّعراء الذين ارتبطت أسماؤهم بأسماء محبوباتهم مثل: كُثير عزة، ومجنون ليلى، وجميل بُثينة.
من أهم الشعراء الذين لمع صيتهم في هذا المجال: قيس بن المُلوّح، الذي اشتهر باسم مجنون ليلى، وقد كانت ابنة عمه التي تربى معها، فأحبها حبّاً شديداً، لكنّها عندما كبرتْ أُرغمتْ على الزّواج من شخصٍ آخر، الأمر الذي لمْ يستطع قيس تَحمله؛ فَفَقَد عقله، ولُقب بمجنونِ ليلى، ومن الأبيات المشهورة له:
خليـليَّ لا واللهِ لا أملكُ الذي
قضى اللهُ في ليلى ولا مَا قَضى لِيَا
قضَاهَا لِغيري وابتلاني بِحُبِّها
فهلّا بشـيءٍ غير ليـلى ابتلانيا
الغزل الصّريح
وهو أحد الأغراض الشّعرية في التغزّل في المرأة؛ إذ يقوم الشّاعر بوصف مُغامراتِه مع النّساء، ومن أهم مُميزات هذا الشّعر هو أنَّ الشّاعر لا يقتصر على اسم امرأةٍ واحدة، بل تَجدُهُ يَذكرُ العديد من النِّساء بالإضافة إلى الجَواري، كما يَقوم الشّاعر بتصويرِ جَسدِ المرأة بشكلٍ مُفصّل، من مَشيتها، وبَشرتها، وأعضائها، ولعلّ من أبرز الشُّعراء الذين بَرزوا في هذا المجال هو عُمر بن أبي ربيعة، الذي عُثر في أشعاره على أكثر من اثنين وأربعين عشيقة.