كيف كان لباس الرسول
I اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بتتبع الشمائل والسنن والطبائع الخاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك حباً واتباعاً له وسلوكاً لمنهجه الذي كان يسير عليه في عبادة الله سبحانه وتعالى؛ ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى؛ ولأنه مُرسلٌ من عند الله، فإن جميع ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال لا يمكن أن يكون لغواً لا قيمة له، بل إن كل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال يكون له اعتبارٌ شرعي، فربما يكون تشريعاً جديداً أو إشارةً لتشريع يتم الأخذ به من خلال الاقتداء بأفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- وحركاته وتصرفاته، ومن بين تلك الأمور التي ينبغي التنبه لها من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يتعلق بلباسه وشروط ما يجوز لبسه بناءً على فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو قوله، وفي هذه المقالة سيُعرض موضوع لباس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبيان حكم تقليد المسلمين له، وصفة اللباس الذي كان يلبسه -صلّى الله عليه وسلّم-.
*** محجبات عربيه - *** محجبات عربى - *** محجبات ساخنه - *** محجبات مثيره - *** محجبات خليجي
II المقصود باللباس
اللباس في اللغة: هو ما يستر الجسم، أو ما يكتسي به الإنسان، وتُجمع لفظة لباس على ألبِسة، ولُبُس والمفرد منها لِبْس. ولباس الشيء غِشاؤه وما يتم به ستره وتغطيته. واللباس ما يستخدم للوقاية من الحرِّ والبرد.
III صفة لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يرتدي من الثياب إلا أحسنها وأجملها وأليقها له، من غير خُيلاء ولا إسراف ولا تكبُّر، فقد ثبت عنه أنه لبس البرود اليمانية، كما ثبت أنه لبس القميص وكان أحب ثيابه إليه، وما كان حب النبي -صلى الله عليه وسلم- للبس القميص إلا لكونه أستر للعورة من غيره، كما أنه أكمل وأليق في الزينة، وقد كان القميص الذي يرتديه النبي -صلى الله عليه وسلم- مصنوعاً من القطن، قصير الطول، قصير الأكمام، يبلغ الرسغ ولا يزيد عنه.
لقد كان لباس رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنفع اللباس للبدن، وتعددت صفات لباسه -عليه الصلاة والسلام-، إذ ذكر ابن القيم الجوزية منها كثيراً، ومن تلك الصّفات ما يلي:
1 _الأكمام: لم يكن عليه الصلاة والسلام يطيل أكمام لباسه، كما أنه لم يكن يوسعها، بل إن كم قميصه لم يكن يتجاوز الرسغ إلى اليد، مما يؤدي إلى التضييق على اللابس ومنعه من الحركة بسهولة. كما أن الكم لم يكن قصيراً عن ذلك؛ بل كان يغطي الرسغ، فلا تبرز ذراعه عليه الصلاة والسلام للحر، كما لا تتعرض للبرد.
2 _ ذيل القميص والإزار: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجعل ذيل قميصه وإزاره إلى نصف الساق، وإن أطاله عن ذلك لم يكن يتجاوز الكعبين، لكي لا يقيّد حركته ويعرضه للأذى في مشيه. كما أنه لم يجعله قصيراً بحيث يكشف عضلة ساقه فيتأذى بالحر أو البرد.
3 _ العِمامة: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ارتدى العمامة لم يجعلها كبيرةً تؤذي الرأس لثقل وزنها، كما أنها لم تكن صغيرةً لدرجة ألا تقي الرأس من الحر ولا تحجبه عن البرد.
4 _ السّروال: وقد لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- السروال إضافةً لما ذُكر؛ وفي ذلك خلافٌ بين العلماء فقد جزم بعض العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يلبس السراويل مطلقاً، وقد مال فريقٌ آخر من العلماء إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يشتري السراويل ويلبسها، ومن بينهم ابن القيم الجوزية، مع كل ذلك الخلاف بين العلماء على لبس النبي للسراويل إلا أنه لم يرد أو يثبت عنه أنّه نهى أحدًا عن لبس السراويل أو حرَّم ذلك؛ فقد كان بعض أهل المدينة يلبسونها.
5 _ ألبسة أخرى: وقد ثبت كذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد لبس الرداء والإزار، وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قبض روح الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذين)[٣]، كما لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- القباء والعمامة، وأرخى ذوائبه (شعره) ولبس النعال والخفاف، حيث كان له خُفّان أسودان أهداهما إليه النجاشي، كما لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- الخميصة المعلمة والسّاذجة، ولبس ثوباً أسود، كما لبس الفراء المكفوفة بالسندس، ولبس المِرْط، (وهو كساء من خزٍّ أو صوف أو كتان، وقيل: هو الثوب الأخضر. وقيل: هو كساء يؤتزر به. وقيل: كساء صوف ومربع سداه شعر)، وقد لبس النبي -صلى الله عليه وسلم- كذلك حلةً حمراء، وهي عبارة عن: بردين يمانيين -إزار ورداء- نُسجا بخطوط حمراء متداخلة مع خطوط سوداء كسائر البرود اليمنية، ولبس ثياباً مصبوغةً بالزعفران، وقد كان يُحب أبيض اللون من الثياب، ووصَى بذلك أصحابه؛ وذلك لما في اللون الأبيض من الصفاء والنقاء، وهو مبهجٌ للنفس، مُريحٌ للبصر.
*** محجبات عربيه - *** محجبات عربى - *** محجبات ساخنه - *** محجبات مثيره - *** محجبات خليجي
IIII حكم التأسي بلباس النبي صلى الله عليه وسلم
يُعتبر لباس النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأفعال الجارية على وفق العادات، وهذه الأفعال لا تعتبر متابعة النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها سنّة، لأنه لم يقصد التشريع بفعلها، ولم يتم التعبد بها إلا في أوصاف تلحق بها كلبس الأبيض من الثياب، ورفع الإزار إلى نصف الساق وما شابه ذلك، ولكن لو تأسى شخص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فيها فإنه يثاب، وذلك لأن العادات التي اعتادها النبي -صلى الله عليه وسلم- تعتبر أحسن العادات وأكملها.