>"قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً "
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد :
يقول الله تعالى:" قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب"الملاحظ أن لفظة شيخ جاءت منصوبة على الحال
لأن المقصود هو التعريف بحالة سيدنا ابراهيم الخاصة وهي الشيخوخة,وهذا ما قال به الواحدي إذ قال:"وهذا من لطائف النحو
وغامضه فإن كلمة هذا للإشارة، فكان قوله: { وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا } قائم مقام أن يقال أشير إلى بعلي حال كونه شيخاً،
والمقصود تعريف هذه الحالة المخصوصة وهي الشيخوخة.
ومن اوجه البلاغة أن ذكرت الآية عجب سارة وتقديم عجزها عن الولادة ,وذلك لآنه من المعروف ان المرأه تصل الى سن تكون
فيها غير قادرة على الانجاب(ما بعد فترة اليأس),وإظهار العجب من ولادتها في هذا السن ابلغ منه في حالة بعلها,
والبعل هو الزوج وسمي بذلك لأنه قِّـيـم أمرها، كما سموا مالك الشيء بعله، وكما قالوا للنـخـل التـي تستغنـي ب
ـماء السماء عن سقـي ماء الأنهار والعيون البعل، لأن مالك الشيء القـيـم به، والنـخـل البعل بـماء السماء حياته.
والله أعلى وأعلم . والله الموفق
ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ،
وأن أعمل صالحاً ترضاه . إنّك أنت السميع العليم .
م/ن