اعتذر لحياتي كلها
لأني بكيت في وقت فرحهم..
وضحكت في وقت ألمهم..
وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم..
وصمت في لحظة مشاركاتهم..
وبقيت في لحظة رحيلهم.
ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءتهم..
وأعتذرت لهم في
* أعــــــــــتذر " لأمــــــي
لأنها تألمت عند ولادتي ..
وسهرت على نشأتي ورعايتي..
فتبكي على بكائي..
وتسعد عندما تسمع ضحكاتي..
وتسقم لسقمي.
.وتتعافى بمعافاتي..
وصبرت وتحملت طيشي وأزعاجي
وتجاوزت عن أخطائي..
وتذكرت حسناتي ..
* أعــــــــتذر
لأني لن أصبح بعد اليوم ليلاها..
ولن أصبح اليوم أملا سكنه ودنياها..
ولن أصبح اليوم أمها وأختها..
ولن أصبح صديقها وحافظ أسرارها..
ولن امسح بعد اليوم دموعها..
ولن أبكي مع بكاءها..
ولن أتسامر مع أطيافها..
ولن أنتظر رسائلها..
واتتبع خواطرها وأشعارها..
ولن أتفاخر بعشقها..
لأني أنهيت كل شي بعدما ضاع الأمل..
* أعـــــــتذر " للـحـبــيــــــــب
الذي أمتدحتني في أشعارها..
وشهرت بي أمام احبابها..
ووهبتني قلبها ودموعها وكبريائها..
وجعلتني مصدر ثقتها العمياء..
وفضلتني على كل أقوامها..
* أعـــــــــتذر " للحيـــــــــــــــــــــاه
حينما اتهمتها بالقسوة..
وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء..
ووللجبال لأني أنسبها الي..
وللدموع حينما جمدتها بالعين ..
ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه..
* اعـــــــتذر " للزهــــــــــور
أعتذر" للزهور"... وخاصة الحمراء
لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها..
وحرمتها من العيش في بستانها..
ثم شممتها ولغيري أهديتها..
وبعدما لفظت أخر انفاسها رميتها ودستها..
* أعـــــــتذر" للبحـــــــــــــر
لأني عشقته بجنون..
وطعنته في خواطري بالمليون..
وأضفت إليه الغدر في هدوئه..
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه..
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته..
* أعــــــــتذر " لقلـبـــي
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي..
وجرعته ألما في لحظة حزني..
ونزعتها من قلبي وبدون تردد لأهبها لغيري..
* أعــــــتذر" للواقــــــــــــع
لأني بكل قسوة رفضتها..
وأغمضت عيناي عنها في كل لحظاتي المره..
وشكلتها بشبح أسود يتحداني بدون رحمة..
ونسيت بأنها هي مدرستي التي جعلتني أكون حكيما في المواقف الصعبة..
* أعــــــتذر" للأحـــــــلام
لأني أطرق على ابوابها في كل ساعة
.. واجعلها تبحرني في كل مكان أريده..
فهي من حققت كل أمنياتي دون تردد..
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت
وكبرت معي أحلامي..
ورغم ذلك كله ،
لا تتذمر وإنما تقول:
" أطلب وأنا على السمع والطاعة"
* أعـــــتذر " للأمـــــــــل
حينما رحلت عنه وبدون إستئذان..
ولازمت اليأس في محنتي..ومكابرتي
رغم مرارتي والأمي أقول بأني أسعد انسان..
فلقد كانت سعاتي الوهمية تكويني في صمتي..
وتعذبني في ليلي..
دون احساس الاخرين بي..
فعذرا أيها الأمل ،
أعتذر" للسعادة
لاني عشقت الحزن ،
وحملته شطرا من حياتي..
وعشقت البكاء لأني انفس به عن الأمي..
وعشقت قول الآلآه لأنها تطفئ حرقة أناملي..
وعشقت الجراح لانها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي..
وعشقت الصمت في لحظة الألم لانها تحفظ لي كبريائي..
فعذرا أيتها السعادة لاني أبعدتك عن حياتي..
* أعـــــــتذر " للقـــــــــــاء
لأني كتبت عن الرحيل والواداع ..
ولأني جردته من قاموسي الملتاع..
ولأني أصبحت خاضعة للقدر
فأمنت بالرحيل كثيرا
وبكيت لأجله كثيرا..
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء..
* أعــــــــتذر" لقلمى
لأني في معاناتي أتعبته..
ولأني حملته الألم ولأحزان وهو في بداية عهده..
وعندما انتهى رميته..
واستعنت بأخر مثله..
* أعـــــــــتذر " لأوراقي
لأني كتبت بها واحرقتها..
ورسمت الطبيعة عليها..
وبدون ألوان تركتها..
وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها..
وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها..
وعندما عزمت الإعتكاف عن الكتابة مزقتها وودعتها إلى الأبد..
* أعــــــــــتذر " لخواطـــــــــري
لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن والألم حاصرتها ..
فلقد أصبح الكل يبحث عنها وعن معاني غموضها
في قواميس لا وجود في هذا الزمن لها ..
* أعـــتذر" لكلمــة أعــــتذر
لأني أدخلتها في بحور شتي من الإعتذار ..
فشكرا وعذرا
وأدمعت عيناها عندما سمعت أعتذاراتى
فلقد عدت إليك بعدما رجعت لصوابي ورشدي
وأعتذر لكل احبتي إذا اخطأت في حقكم
فأنا لا اقصد الإساءة لكم