عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” لو كُنتُ آمرا أحَدا أن يَسجُدَ لأحَد ، لأمَرتُ المرأةَ أن تَسجُدَ لزوجها ”
(رواه أحمد والترمذي والحاكم)
في الوقت
الذي أوصى الله تعالى الرجل بالإحسان إلى من يرعاهم من زوجة وأولاد وأم
وأب خاصة إن كانا عاجزين ، فإن الوصية للمرأة بالطاعة تكون مكملة لتجانس
الأسرة واكتمال تماسكها وتآلفها . فقد أعطى الله الرجل القوامة ، ” الرجالُ قوّامونَ على النساء ”سورة النساء الآية 34
، لكنه لم يعطه الحق في الإعتداء والظلم والتعسف. إن طاعة المرأة لزوجها
أحد أركان تأسيس أسرة قوية متماسكة . ويأتي هذا الأمر ضمن أوامر مشابهة
للولد بإطاعة أبيه ، وللرعية بإطاعة أميرها ، وفي الوقت نفسه أمر الراعي
بالإحسان إلى رعيته ، وحرم الظلم والغش. وقد سبق في الحديثين 51 و 52 ذكر
ذلك.
إن رعاية المرأة لزوجها وأولادها قد أسقط عنها فرائض كثيرة كالجهاد أو حضور الجمعة
والجماعات . فالمرأة الصالحة تحفظ زوجها في بيتها ونفسها وولدها ، وإذا نظر
إليها زوجها سرته وإذا أمرها أطاعته ولا تخرج من بيتها ولا تصوم تطوعا إلا
بإذنه وهي قد نذرت نفسها لصلاح بيتها وعند ذلك تنال فضل المجاهدين في سبيل
الله وهي ماكثة في بيته ، أما إذا كانت المرأة ذات زوج فاسق ، فعليها
مصاحبته بالمعروف وأداء حقوق الله أولا ثم حقوقه ثانيا ، وعدم مشاركته في
فسوقه ، والإنكار عليه ولو بالقلب ، والدعاء له بالصلاح ، والترفق به حتى
يجعل الله لها مخرجا . وإن كان مهملا لولدها فعليها أن تكون لولدها أما
وأبا ، ولتكن لها أسوة حسنة في امرأة فرعون:
”ضرب اللّهُ مثلا للّذينَ آمَنوا امرَأةَ فرعونَ إذ قالَت ربّ ابن لي عندَكَ
بيتا في الجَنَّة ونَجّنّي من فرعونَ وعَمَله ونَجّني منَ القوم الظالمينَ ”ـسورة التحريم الآية 11