السلام عليكم و رحمة الله
فلسطين أرض تاريخية عربية،تقع في الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وتعتبر فلسطين واحدة من أهم المناطقالتاريخية في العالم؛ إذ ظهرت فيها ديانتان: اليهودية والنصرانية، وهي الأرضالمقدسة والمكان الذي وقع فيه كثير من الأحداث المذكورة في الكتب المقدسة. وفيها منالأماكن المقدسة الإسلامية المسجد الأقصى؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،ومسرى الرسول الكريم ³ في رحلة الإسراء. انظر: المسجد الأقصى.
وموقع فلسطين الجغرافي بين آسيا وإفريقيا حتَّم عليها منذ القدم الاهتمام بالطرقالتجارية ومن أقدمها وأشهرها الطريق المعروف باسمفياماريس (طريق البحر). وهو يبدأ من دمشق ويسير حتى يبلغ المكان المعروف باسمجسر بنات يعقوبفيعبرنهر الأردن ويسير محاذيًا لمرج ابن عامر (سهل)، ويسير محاذيًا للشاطئ مارًا باللدوالرملة إلى غزة ومنها إلى العريش. وهناك طريق آخر قديم يخرج أيضًا من دمشق عابرًاالأردن جنوب بحيرة طبرية عبرجسر المجامعمحاذيًا بيسان وجنين ويسير إلىنابلس فالقدس فالخليل. وموقع فلسطين بين مصر وجنوب غربي آسيا، جعلها موضع صراع منذآلاف السنين.
كان سكان البلاد الأصليون من الكنعانيين العرب الذين عاشوا فيها آلاف السنين قبلمجيء اليهود إليها. وهؤلاء العرب هم الذين بنوا القدس. حاول اليهود إضفاء الغموضوالتجاهل على الوجود العربي في فلسطين، وذلك بما يملكون من وسائل دعائية قوية،ولكنهم تناسوا الحقيقة المهمة، وهي أنهم إنما طرأوا على فلسطين والقدس بمرورهمالعابر في مطلع القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي أنهمقادمون متأخرونعلىمسرح الأحداث في فلسطين.
وقد ظلت فلسطين منذ الفتح الإسلامي جزءًا من دولة الإسلام خلال فترة الخلفاءالراشدين، ثم الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية. وما زال المسلمونحتى يومنا هذا يعتبرونها جزءًا من دار الإسلام لابد أن يعود إلى أصله.
بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، دخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني،وأصدرت بريطانيا وعد بلفور عام 1917م لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين تحتضغط الحركة الصهيونية العالمية، وقاوم العرب الفلسطينيون مخططات بريطانيا وحلفائهااليهود وقاموا بثورات متعددة أبرزها ثورة 1929م والثورة الكبرى 1936م. وخرجتبريطانيا من فلسطين وقد تركت كميات كبيرة من الأسلحة لليهود مما ممكنهم من احتلالثلاثة أرباع فلسطين وطرد 700,000 من سكانها الشرعيين إلى الدول العربيةالمجاورة.